Apr 29, 2022 4:11 PM
خاص

بين عبد اللهيان وبوحبيب أكثر من رسالة في اتصال هاتفي... الأمر لإيران!

المركزية – على هامش أخبار الإنتخابات النيابية وعمليات إنقاذ غرقى قارب الموت في طرابلس مر خبر الإتصال الهاتفي الذي أجراه وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان مع نظيره اللبناني عبدالله بو‌حبیب، حيث أشاد فيه بحضور لبنان في الخط الامامي في جبهة المقاومة وبالشعب اللبناني وجيشه والمقاومة امام الكيان الاسرائيلي. 

مصادر في أوساط المعارضة توقفت عند توقيت الإتصال الذي جاء عقب الضجة التي أثيرت داخل مجلس النواب في الأمس والتي كان مقررا عقدها لطرح الثقة بالوزير بو حبيب بناء على طلب نواب كتلة الجمهورية القوية استنادا إلى المادة ٣٧ من الدستور، بسبب المخالفات الجسيمة التي ترتكبها وزارة الخارجية والمغتربين في موضوع تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية القادمة. إلا أن الجلسة لم تعقد بسبب انعدام النصاب. أما الأبرز فهو اعتماد "وكالة أنباء فارس الإيرانية" مصدرا لنقل الخبر وسرد تفاصيله. وعليه تسأل الأوساط: "هل باتت وزارة الخارجية في عهدة إيران وتأتمر بتعليمات عبد اللهيان"؟ 

وبعيدا من دائرة التحليلات، ثمة وقائع يكشف عنها رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي من شأنها أن ترفع الستارة عن خلفيات هذا الإتصال والتوقعات التي تُبنى عليه. "من الواضح أن عبد اللهيان يريد التأكيد على أن لبنان باق في قبضة إيران وهو يشكل الساحة التي تترجم فيها سياساتها العسكرية  بعدما وضعت لبنان على طاولة المفاوضات في فيينا. عدا عن إعادة التذكير بأن وزارة الخارجية هي جزء من سياسة المحور الإيراني". 

أما في التوقيت فثمة دلالات تعكس مؤشرات المرحلة المقبلة وهي تنطلق من الحرب الأوكرانية وانعكاساتها على الشرق الأوسط لا سيما سوريا ولبنان. وفي السياق يوضح نيسي "أن الخلاف الحاصل بين أردوغان وروسيا على خلفية الخطوط المفتوحة بين الأول والولايات المتحدة، والزيارة المقررة له إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي جو بايدن يؤشر إلى احتمال تفجير الوضع من جديد في سوريا. وهذا سينعكس حتما على أرض الواقع في لبنان الذي تحضر فيه تركيا بشكل فاعل لا سيما في الشمال". 

ويضيف: "هذه التطورات أعادت خلط الأوراق في الداخل اللبناني مما دفع بإيران إلى إعادة النظر في سياستها تجاه لبنان الذي تعتبره ملعبها الإستراتيجي حيث تعمل على تدريب عناصر تابعة لحزب الله ومدها بالسلاح والصواريخ وتحويل لبنان إلى معبر حيوي لتصدير الكبتاغون". 

خلاصة الإتصال الهاتفي بين عبد اللهيان وبو حبيب واضح ومباشر "أراد عبد اللهيان أن يؤكد للولايات المتحدة وأوروبا أن "الأمر لإيران" في لبنان ولا يمكن لروسيا أن تمرر أية رسالة إلا عبرها وبعد الموافقة عليها". ويتوقف نيسي عند "موضوع الإنتخابات الذي تطرق إليه الطرفان مما يؤكد ضمان حزب الله لنتائجها التي يصر على إجرائها لسببين: أولا ضمان عودة الثنائي الشيعي وحلفائه في الممانعة إلى المجلس بغالبية المقاعد لا سيما بعد تحقيق خطة ضرب لوائح المعارضة في الدوائر التي ستشهد أم المعارك وتعويم حليفه التيار الوطني الحر من خلال اللقاء الذي جمع فيه كلا من جبران باسيل وسليمان فرنجية لتوزيع الأصوات في دائرة الشمال الثالثة وضمان فوزه في عقر داره البترون، وأيضا بالضغط على باسيل لإقناع جمهوره بالتصويت للائحة يوجد فيها مرشحون لحركة "أمل"، مقابل أن يصوت مرشحو الحركة للوائح التيار. وعلى رغم عدم ضمان نتائج هذه "الطبخة" الإنتخابية كون النتيجة تتوقف على مزاج الناخب، إلا أنها أمنت على الأقل أجواء أكثر إيجابية للحزب "المأزوم" وحمّست إيران للدفع نحو التأكيد على ضرورة إجراء الإنتخابات بهدف وصول غالبية الممانعة إلى البرلمان والإبقاء عليه رهينة في يد نواب الحزب وإيران". 

يبقى الرهان على لوائح التغييريين ومجموعات الثورة. لكن  المعادلة غير مضمونة بحسب قراءة نيسي "16 أيارتنتهي كل مفاعيل ثورة 17 تشرين الأولبعدما وضعت الثورة كل رصيدها في الإنتخابات. وستثبت نتائج صناديق الإقتراع ذلك بسبب تشتت اللوائح لصالح الممانعة وسيجاهر الحزب وحلفاؤه أن الشعب "المحكوم بقوة السلاح" معه بالديمقراطية". 

قد تكون كلمة السر في اتصال عبد اللهيان بالوزير بوحبيب تتوقف على ضرورة إجراء الإنتخابات "وهذا هو المرجح إذ لا شيء سيعطلها إلا إذا "تفركشت" بسبب ظرف إقليمي أو دولي، كأن تشتعل على جبهة تركيا-روسيا بهدف "حشر" الأخيرة في سوريا، وإراحة جبهة أوكرانيا. عندها تأتي الورقة من إيران بخربطة الوضع في لبنان". ويلفت إلى أن عددا من السفارات "بدأ يعيد حساباته في ضرورة إجراء الإنتخابات على خلفية استعادة حزب الله لمفاتيح اللعبة الإنتخابية تماما كما فعل في العام 2016 عند انتخاب الرئيس ميشال عون. أما في الداخل فالعين مصوبة على جلسة 5 أيار التي من شأنها أن تقلب كل الموازين وتخربط المعادلة وصولا إلى "ضرب الإنتخابات" عبرمؤسسة الجيش اللبناني على خلفية حادثة غرق الزورق في طرابلس فتكون "التضحية" برأسها أو برؤوس كبيرة لتنفيس غضب واحتقان أهالي ضحايا الغرق، وأيضا بحاكمية مصرف لبنان بذلك يُحكم باسيل قبضته على هاتين المؤسستين في انتظار الرهان الأكبر على رئاسة الجمهورية". يختم نيسي. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o