الضغط المالي والاقتصادي يزداد... فتّشوا عن الترسيم البحري

المركزية- تتفاقم الحالة اللبنانية من السيّء إلى الأسوأ لتتّسع هوّة الانهيار المالي والاقتصادي فالاجتماعي بامتياز: تراجع حاد في التيار الكهربائي، شحّ في المياه، مروراً بحال الطرقات المزرية... وصولاً إلى ضرب القطاع المصرفي والتعليمي.

هذا الانهيار ليس "صَيبة عين" أو "عن غير قصد"... بل متعمَّد ومشروط ، قد يكون الهريان الداخلي، من فساد وهدر، أحد الأسباب الرئيسية لكنه ليس السبب الوحيد ، إنما  ايضا الملفات الإقليمية والدولية الساخنة تلعب لعبتها ببراعة على الساحة اللبنانية.

وهنا، لا تستبعد مصادر متابعة للملف النفطي عبر "المركزية"، أن تكون مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل في حقيبة الضغوط الخارجية على لبنان. إذ تُلفت إلى أن "المقايضة التي طرحها المفاوض الأميركي آموس هوشتاين حول الترسيم البحري مع إسرائيل والتي قوبلت برفض لبناني جازم المتمسّك بالاتفاق الإطار، دفعت بالجانب الأميركي – الإسرائيلي إلى فرملة المفاوضات والتي تقاطعت مع رغبة الجانب اللبناني في إرجائها إلى ما بعد 15 أيار موعد الانتخابات النيابية...".

وتتساءل المصادر "عما إذا كانت إسرائيل عمدت إلى تعزيز حال الانهيار المالي والمصرفي في لبنان، للضغط عليه بهدف إخضاعه لقبول المقايضة التي سبق وطرحتها على لبنان حول الترسيم البحري... وفق معادلة "أعطونا ما نريد من البلوك 9 وإلا مزيد من الانهيار".

في غضون ذلك، لا تزال تلك المفاوضات معلّقة حتى إشعار... الانتخابات النيابية.

خبير النفط الدكتور ربيع ياغي يقول لـ"المركزية": من الواضح أن عملية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، في إجازة فالكل ينتظر الوسيط الأميركي ليحمل معه إجابات وإيضاحات... ولا يبدو، أقله في المدى المنظور، أن الوسيط الأميركي سيعود إلى بيروت، كما أن لبنان ليس على سلّم أولويات الولايات المتحدة ولا حتى أوروبا.

ويُشير إلى أن "المفاوضات مجمَّدة إلى ما بعد الانتخابات النيابية وتشكيل حكومة جديدة، وقد تمتد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية... فلا نرى في الأفق أي بصيص اتفاق سيحسم الأمر. فمن جهة إسرائيل تمارس نشاط الاستكشاف والتنقيب بشكل طبيعي، وبدأت تقريباً منذ أواخر الشهر الماضي الاستكشاف والتنقيب وتطوير بعض الحقول المتصلة بشمال حقل "كاريش" القريب من الحدود اللبنانية. أما بالنسبة إلى لبنان فمكانك راوح".

* * *