Apr 20, 2022 9:30 PM
خاص

هل الظروف جاهزة لتحالف إقليمي ضد ايران؟

المركزية – يروي الدبلوماسي والمبعوث الأميركي فريد هوف في كتابه الجديد "بلوغ المرتفعات: قصة محاولة سرية لعقد سلام سوري – إسرائيلي"، الذي صدر عن "المعهد الأميركي للسلام" في واشنطن، عن وساطة قام بها خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لا تقوم على معادلة "الأرض مقابل السلام" بل على "إعادة الأرض مقابل التموضع الاستراتيجي"، أي أن تعيد تل أبيب الجولان مقابل تخلي دمشق عن تحالفها وعلاقاتها العسكرية مع إيران و"حزب الله" و"حماس". هذا هو جوهر الحراك الأميركي السري بين 2009 و2011. 

اليوم، وفي ضوء التقارب السوري مع دول الخليج التي طبّعت مع اسرائيل، هل نضجت هذه التسوية؟ وهل من الممكن أن يذهب الرئيس السوري بشار الاسد في هذا الاتجاه؟  

العميد الركن خالد حماده يقول لـ"المركزية": "في البداية لا يمكن الكلام جدياً عن تقارب سوري مع دول الخليج. فهذه الزيارة التي قام بها الرئيس السوري إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتي لم تتخذ شكل زيارة رسمية، لم يرشح أي كلام دقيق حول نتائجها وموضوعها، بل جُلّ ما صُرّح عنه كان يدخل في دائرة العموميات. لكن ما بعد هذه الزيارة وما قبلها، حصلت اجتماعات في شرم الشيخ بين ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت وكذلك حصل لقاء النقب الذي ضمّ الدول التي طبّعت مع اسرائيل ونتكلم عن مصر والمغرب والاردن والبحرين ودولة الامارات".  

ويضيف: "ما رشح عن اجتماع النقب كان يوحي بأن هناك استعداداً لتشكيل تحالف اقليمي في مواجهة التهديدات الايرانية، وحضر وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن اللقاء وقال كلاما فيه الكثير من الرسائل المترددة حول جدية موقف الولايات المتحدة من العدوان الايراني على المنطقة. لكن كل هذه الاجتماعات التي ربما حاولت التسويق لتحالف اقليمي لمواجهة التهديدات الايرانية اصطدمت بنتائج الصراع في اوكرانيا. والدليل على ذلك، كيف تمّ اسقاط الأكثرية من يد رئيس الوزراء الاسرائيلي، وما يجري الآن في الساحة الفلسطينية والصدامات التي حصلت بين المستوطنين والفلسطينيين في القدس، وكذلك الصاروخ الذي انطلق من غزة باتجاه الداخل الاسرائيلي. بناء على ذلك، أعتقد ان هناك رغبة أميركية  بعدم تسهيل أو تهيئة الظروف لأي تحالف اقليمي ضد ايران او العدوان الايراني على المنطقة. قد يكون مطروحا انضمام الرئيس السوري إلى هذا التحالف شرط أن يتخلى عن ارتباطه بايران، لكن ايران تبدو اليوم وكأنها تضع قدما عند الولايات المتحدة والأخرى عند روسيا. وبالتالي الموقف الذي سيتخذه الأسد لا يمكن أن يخرج عن التنسيق الكامل مع روسيا ومدى خدمة هذا الموقف لتوازن القوى الضاغط على روسيا في اوكرانيا". 

من هنا، يعتبر حماده أن "أهمية هذه الزيارة سقطت، ويجب معاينة كيفية ومسارات تبلور الموقف الاسرائيلي بشكل جدي، خاصة بعد أن شَهَر الاميركي سيف إسقاط الحكومة في وجه اسرائيل، وما يمكن اعتباره تفرّداً إسرائيلياً بتطوير العلاقة مع الدول العربية دون استشارة الولايات المتحدة. كذلك يجب انتظار ما ستكون عليه الحسابات الروسية في ما يتعلّق بالدور الايراني من الأزمة في اوكرانيا، وهل ستُقدِم ايران على زيادة ضخّ النفط وتقديم الإمدادات بالغاز لأوروبا، وعندها تكون قد اتخذت منحى لا يتوافق مع المصلحة الروسية، وبالتالي فهناك حسابات معينة في سوريا، أم سيتّسق الموقف الاوكراني مع الموقف الروسي وبالتالي لن تكون مطروحة عملية الانقلاب في الداخل السوري، او انقلاب النظام السوري على طهران". 

ويختم حماده: "زيارة الأسد أضحت من دون أي قيمة أو نتيجة بانتظار ما سيتبيّن من مواقف على الصعيدين الاسرائيلي والايراني من زاوية توازن القوى المتغير في اوكرنيا والتحالفات الغربية التي تواجه روسيا في حربها المفتوحة الأفق في اوكرانيا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o