المياه تتحرك في قنوات التأليف بلا "مسودّات".. و"عجلات" الحريري تنطلق فعليا بعد الفطر
"المفوضية" لم تتبلغ بعد قرار باسيل.. والخارجية: المنظمة تربط "العودة" بالحل السياسي
التجنيس "يتوسّع"..خوف من توتر جديد بين بعبدا وعين التينة..وترامب-بوتين الى فيينا؟
المركزية- تحرّكت في الساعات الماضية المياه الراكدة في قنوات التأليف الحكومي منذ 24 أيار الماضي، تاريخ تكليف الرئيس سعد الحريري. فكانت سلسلة لقاءات سياسية، حضرت التركيبةُ الوزارية المرتقبة، في صلبها، عُقد أبرزها في بعبدا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعدد من الوزراء، وفي بيت الوسط بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل. وفي حين تتوقع ان تتكثف الاتصالات على الخط "الحكومي"، في قابل الايام، عشية سفر الرئيس المكلف الى روسيا حيث يشارك في افتتاح "المونديال"، ومن غير المستبعد ان يزور القصر الجمهوري، تلفت مصادر مطّلعة عبر "المركزية" الى ان الحراك الفعلي لإخراج الصيغة الحكومية الى الضوء، سينشط بعد عيد الفطر.
تحييد التأليف: رغم الخلاف الناشئ بين أهل الحكم أنفسهم على كيفية التعاطي مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من جهة، ورغم الضجة السياسية التي لا يزال يثيرها مرسوم التجنيس فوق الساحة المحلية، من جهة ثانية، يبدو ان ثمة إصرارا لدى كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على منع هذه "المعارك" الهامشية، من التأثير سلبا على عملية الولادة الحكومية. وبحسب المصادر، فإن الحريري أطلق في الساعات الماضية جولة مشاورات مع الاطراف المحليين، منها علني ومنها بعيد من الاضواء، للوقوف عند مواقفهم الجديدة من شكل الحكومة العتيدة.
بعد الفطر: واذ تردد أن الرئيس المكلف توصّل الى مسودة أولية لصورة مجلس الوزراء الجديد، نقلها الى الرئيس عون أمس عبر الوزير غطاس خوري، نفت أوساط السراي عبر "المركزية" هذه المعلومات، مشيرة الى ان الرئيس الحريري لم يضع بعد اي مسودات "حكومية" فعلية (وموضحة انه المعني شخصيا بنقل اي مسودات الى رئيس الجمهورية، وذلك لا يحصل عبر "وسطاء")، بل يُجري حاليا اتصالات مع كل القوى لتحديد توجهاته وخياراته، على ان يُدير، في ضوء نتائج مشاوراته، وبعد عيد الفطر، محرّكاته بقوّة لانجاز التأليف، على قاعدة إشراك الجميع وعدم وضع فيتوات على أحد، وعلى أساس قبوله بمطالب الجميع ورفضه في المقابل، أية "شروط".
عقد كثيرة: وليس بعيدا، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" إن العقدتين الدرزية، وتلك المتصلة بحصة القوات اللبنانية ليستا وحدهما ما يعوق التشكيل الحكومي، فهناك ايضا رفضٌ يبديه الرئيس المكلف لاعطاء رئيس الجمهورية أو أي من سنّة 8 آذار، مقعدا سنيا، كذلك رفضُ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط (الذي يتوجه في الساعات المقبلة الى السعودية) التنازل عن حقه بالحقائب الدرزية الثلاثة و"اهداء" اي منها لرئيس الجمهورية أو لأي طرف درزي آخر. ومن العوامل المؤخرة ايضا، رفض يبديه الرئيس الحريري، دائما وفق المصادر، لتكريس الوزارات الأساسية للأطراف السياسية نفسها، مشيرة الى ان ما سرب عن موافقته على منح حقيبة المال لحركة امل ليس نهائيا.
الرد الدولي: في الاثناء، بقي القرار الذي اتخذه الوزير باسيل في حق "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين"، في الواجهة. واذ انقسم اهل السياسة في قراءة التدبير "العقابي" ضد المنظمة الدولية، بين من حذّر من تداعياته السلبية على علاقات لبنان بالخارج، وبين من أيّده نظرا الى أداء المفوضية، وبين من التزم الصمت حياله، تقول أوساط مطّلعة لـ"المركزية" إن يجب رصد رد فعل القوى الدولية على الخطوة، والذي يُتوقع ان يخرج الى العلن قريبا.
باسيل يتراجع؟: وفي الانتظار، تلفت الى ان طريقة تعاطي لبنان الرسمي مع ملف النزوح ومتفرعاته، يفترض ان تُحسم في الحكومة المقبلة، وان يتم وضع حدّ للتخبط الحاصل اليوم. وليس بعيدا، تؤكد الاوساط ان قرار "الخارجية" أثار امتعاضا في السراي، كونه أتى "أحاديا" ومخالفا لموقف الرئيس الحريري. وتشير الى ان هذا "التوتر" سيبقى مضبوطا ومحصورا في إطاره، ولن يتوسّع ليعكّر العلاقة بين ركني التسوية الرئاسية، علما ان معلومات سرت اليوم عن تراجع باسيل عن قراره في حق المفوضية بناءً على قرار من الرئيس عون الذي طلب منه أن يزور الحريري أمس، ويبلغه بذلك.
المفوضية لم تتبلغ: في غضون ذلك، أعلنت المسؤولة الاعلامية في المنظمة ليزا ابو خالد لـ"المركزية" ان المفوضية منظمة إنسانية وغير سياسية ولديها ولاية للحماية والعمل على الحلول، ودورها في لبنان كما في العالم، هو دعم الدول التي تستقبل اللاجئين وإيجاد حلول لوضعهم الموقت. ونفت ان تكون المنظمة تبلغت قرار باسيل الأخير ولم تشأ التعليق عليه مكتفية بالقول سندرس هذا القرار في حال تبلغناه.
السجال مستمر: وكان الأخذ والرد بين المفوضية والخارجية استمر اليوم. ففي حين اكدت أبو خالد ان المنظمة تحترم دائما القرارات الفردية للاجئين بالعودة، ولا تعارض العودة التي تتم بناء على قرار الأفراد، علقت مصادر "الخارجية" على تأكيد المفوضية احترام قرار الافراد، معتبرة أن هذا الموقف يشير الى "اشكالية التخاطب الدولي بشأن العودة الطوعية التي لا تريدها الامم المتحدة الا مرتبطة بالحل السياسي في سوريا وضمان تأمين الحماية الدولية للعائدين. ورأى احد مسؤولي الخارجية عبر "المركزية" أن "موظفي المفوضية لا يتصرفون بحيادية بل بذهنية رفض ارادة الأفراد".
مرسوم التجنيس: أما على ضفة مرسوم التجنيس، وفي وقت يتوقع ان تنهي المديرية العامة للامن العام عملية التدقيق في أسماء المجنسين في غضون أيام، يبدو ان المرسوم المذكور فتح الباب على مطالبات واسعة بالتجنيس. اذ أفيد ان المرسوم المنوي إصداره سيقابله إصرار جهات سياسية وحزبية على إصدار مرسوم آخر يخص أبناء القرى السبع ووادي خالد، حيث ان الرئيس نبيه بري طلب من وفود عدة زارته في عين التنية، أن تحضّر ملفاتها تمهيداً لتقديمها الى الداخلية، من باب حقهم في الحصول على الجنسية اللبنانية وهم الأولى بها".
القناصل الفخريون: من جهة اخرى، يبدو ان قضية "إشكالية" جديدة، قد تفرض نفسها في الساعات المقبلة على الساحة المحلية، مرخية فوقها ظلالا قاتمة، عنوانها "القناصل الفخريون"، وهي تتهدد بإشعال الجبهة مجددا بين بعبدا وعين التينة. فقد صدر في 29 أيار الماضي مرسوم تعيين 32 قنصلاً فخرياً، يحمل توقيع رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الخارجية ومن دون توقيع وزير المال علي حسن خليل، تماما كما حصل مع "مرسوم الأقدمية" للضباط. وهذه المرة ايضا، يبدو ان خليل لن يقف مكتوف الايدي، اذ سجّل أمس رسالة في قلم وزارة المال، يفترض ان تُوزّع الاثنين على السفارات الأجنبية المعنية في بيروت، تنصّ على أنّ المرسوم "موضع إشكال دستوري وتشوبه عيوبٌ كثيرة" ولذلك، "نتمنّى عدم قبول اعتماد القناصل المُعينين لديكم".
التعاون "منتج": اقليميا، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجود نتائج ملموسة للتعاون بين روسيا وإيران في تسوية الأزمة السورية. وقال بوتين خلال لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في الصين "نتعاون بنجاح في حل الأزمة السورية. ولدينا هنا ما نتحدث عنه، لأن هناك نتائج ملموسة" في هذا الشأن.
قمة ترامب بوتين؟: دوليا، أفاد الكرملين بأن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب بحثا خلاله إمكانية عقد لقاء بينهما في فيينا. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف"تعلمون مدى أهمية اللقاء بين الرئيسين وفي محادثتهما الهاتفية الأخيرة بحثا إمكانية أن تصبح فيينا واحدة من خيارات الدول المطروحة لعقد لقائهما". وأشار ردا على سؤال الى "أنه جرى طرح فيينا كمكان لعقد اللقاء بين الرئيسين أثناء محادثات الرئيس الروسي مع مستشار النمسا سيباستيان كورتس مؤخرا"، ولم يفصح بيسكوف عن أي تفاصيل أخرى عن اللقاء المرتقب.