Apr 12, 2022 3:50 PM
خاص

13 نيسان 1975 لا البوسطة بداية ولا الطائف نهاية... 13 نيسان 2022 مين قال خلصت؟

المركزية- 13 نيسان 1975. تعددت الروايات والحقيقة واحدة: ليست بوسطة عين الرمانة البداية ولا اتفاق الطائف النهاية. من استقلّ البوسطة لم يدرك في حينه أنها الحرب الملعونة التي سيخوض غمارها دفاعاً عن أرضٍ وشعبٍ وبيت. فكّر أنها مسألة مناوشات عادية، أحداث عابرة تنتهي مع تراجع التنظيمات الفلسطينية المسلحة إلى مواقعها، إلى خطوطها غير الأمامية، إلى مخيماتها، تماما كما حصل في العام 1969 و1973... لكن مين قال إنها خلصت؟ أكثر من مرة تجدد 13 نيسان. أكثر من مرة انفجر لبنان. أكثر من مرة بدأت الحرب من جديد وحادثة عين الرمانة الطيونة التي لا يزال المعتدى عليهم قيد التوقيف تشهد على الكثير من الأسرار والحقائق التي لم تحكَ ولن تكشف.

في 13 نيسان 1975 كان عمر الجمهورية اللبنانية المستقلة 32 عاما ومع ذلك انفجرت. لم تكن تلك المرة الأولى التي تدخل فيها هذه الجمهورية الحرب. في العام 1958 كانت تجربة الثورة التي بدأت في أيار وحسمها إنزال قوات المارينز على شواطئ الأوزاعي في 15 تموز. وببنادق الـ1958 بدأت حرب 1975. اليوم وبعد مرور 47 عاما يستمر الشعور لدى اللبنانيين وكأن الحرب لم تنته بعد. كأننا لا نزال نعيش في 12 نيسان بانتظار الإنفجار الكبير ومرور البوسطة في اليوم التالي.

"كأن الحرب التي شنت على لبنان لا تزال مستمرة لكن بمشهد سياسي مختلف" يقول النائب في كتلة الجمهورية القوية العميد المتقاعد وهبي قاطيشا والشاهد على اندلاع شرارة 13 نيسان. "ففي العام 1975 خُطف لبنان على أيدي الفلسطينيين أما اليوم فالدولة مخطوفة من قبل ميليشيا تتلقى الأوامر من إيران وهنا مكمن الخطر لأن الجهة الخاطفة اليوم تحمل الهوية اللبنانية في حين تعمل لمصلحة الجمهورية الإيرانية . أما الفلسطيني فهو غريب وسيأتي يوم ويعود إلى وطنه". ويتابع: "أيضا في العام 1975 انهارت الدولة ومؤسساتها لكنها لم تعلن إفلاسها لأنه كانت هناك رجالات دولة، اليوم اجتمع الإنهيار والإفلاس ووصلنا إلى الحضيض بسبب فساد  المسؤولين عن الدولة".  

إتفاق الطائف وضع نقطة لحرب استمرت 15 عاما فهل تكون نهاية الحرب المستمرة من حينه باتفاق جديد؟ "الطائف حافظ على مفهوم التوازن في الدولة أما اليوم فيعقدون الآمال على مفاوضات فيينا وهذا أقرب إلى المنطق الإنهزامي لأن النتيجة سترتد سلبا على لبنان أيا كانت نتائجها. فإذا ربحت إيران في ختام جولات المفاوضات ستنال حقها من لبنان وإذا خسرت لن يستسلم حزب الله وإن دل هذا الربط الى شيء فهو يؤكد على أن شعبنا مستسلم لمحاور خارجية وقد تنازل عن وطنيته".

نهاية الحرب الفعلية تتوقف بحسب قاطيشا على قيام دولة سيادية لتأمين ما يسمى بتوازن الرعب "وهذا لا يتحقق إلا بوصول أغلبية نيابية سيادية تنتج حكومة سيادية عندها يصبح بالإمكان التفاوض مع حزب السلاح من الند إلى الند. لأن أي حوار مع فريق  يضع السلاح على الطاولة يؤمن التوازن". وحول إمكانية الذهاب إلى فرضية نظام بديل يؤكد "هذا ممكن إذا توافر التوازن السياسي لكن في ظل السلاح لا إمكانية للبحث في أي حل" ويشير قاطيشا إلى خطورة الكلام أو الذهاب إلى نظام بديل "لأنه سيكون على حساب المسيحيين شعبا ومؤسسات من هنا ضرورة الوقوف في وجه أي طرح مماثل".

عندما بدأت أحداث صيدا بداية العام 1975 كان القرار بالقضاء على دولة 1943.لم يقم المسلحون الفلسطينيون أي اعتبار لخصوصية المنطقة واعتقدوا أن بإمكانهم استباحة الناس والمعتقدات والممتلكات. وما كان يحصل في تلك المرحلة يتكرر اليوم في صورة أخرى فهل اندثرت خطة إعادة المخيمات إلى كنف الدولة كما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس؟ "عندما تصبح الدولة دولة بالمعنى الحقيقي يمكن البحث في خطة استعادة أمن المخيمات ووضعها في كنف الدولة، لكن الثابت أن ثمة فريقا في الدولة يريد إبقاء وضع المخيمات على حاله لاستعماله كـ"إحتياط" وهذا ما نشهد عليه تباعا من خلال إطلاق مجموعات فلسطينية صواريخ عند الحدود الشمالية. ويختم قاطيشا: "47 عاما مرت على بوسطة عين الرمانة ولم يتغير المشهد فالحرب القائمة اليوم أخطر مما كانت عليه لأن السلاح الذي يدمر الدولة ومؤسساتها بأيدي حزب لبناني يتلقى أوامره من إيران ويسعى لقيام جمهورية بديلة، لكن الفريق السيادي مستمر في النضال حتى تعود الدولة إلى كنفها والخيار اليوم في يد اللبناني من خلال صوته في صناديق الإقتراع لتأمين الأغلبية السيادية في البرلمان عندها يمكن القول إنها بداية نهاية الحرب في لبنان".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o