Apr 12, 2022 3:20 PM
خاص

الضربات الاسرائيلية المتكررة على سوريا...ثلاثة اسباب تحتّمها؟

المركزية - تصدّت الدفاعات الجوية السورية السبت لغارات إسرائيلية استهدف منطقة مصياف في حماة وسط البلاد. ونقلت وسائل إعلام رسمية سورية عن مصدر عسكري قوله إن الغارات الإسرائليية جاءت "من اتجاه شمال لبنان" واستهدفت "بعض النقاط في المنطقة الوسطى"، مضيفاً أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ "وأسقطت بعضها".

وبحسب مصدر عسكري، استهدفت الغارات الإسرائيلية مركز البحوث العلمية في مصياف. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الموقع الذي استهدفته إسرائيل يضم مجموعات مسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.  

ومع كل قصف عسكري على سوريا، تطلب وزارة الخارجية والمغتربين السورية من الأمم المتحدة التدخل. وقال وزير الخارجية، فيصل المقداد، الأحد الماضي في رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة على القصف الإسرائيلي الأخير، إن سوريا تحتفظ لنفسها بحق الرد بالوسائل المناسبة التي يقرها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وطالب المقداد الأمم المتحدة بإدانة واضحة لما وصفها بـ"الاعتداءات المتكررة على سيادة سوريا"، وبأن يبادر كل من وكيل الأمين العام للشؤون السياسية والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط للاضطلاع بمهامهما في هذا المجال، وإثارة هذه المسألة "الخطيرة" في مجلس الأمن، ومطالبة اسرائيل باحترام قرارات مجلس الأمن والتوقف عن تهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي.  

وتتكرر هذه المطالب من حكومة النظام إلى الأمم المتحدة مع تعرض مناطق خاضعة لسيطرتها يرجّح أنها تضم مواقع عسكرية تابعة لها وأخرى إيرانية، لقصف إسرائيلي. ومع كل استهداف، يعلن النظام السوري تصديه للهجمات عبر المضادات الأرضية، في حين أن صور الأقمار الصناعية تظهر دمارًا في بعض مواقعه ومنشآته.  

فما هي أبعاد الغارات الاسرائيلية الأخيرة على سوريا واستهداف مصنع لتطوير الصواريخ وتصنيع المسيرات، وسقوط مسؤولين من الحرس الثوري وحزب الله؟ هل سترد ايران عبر حزب الله وهل ستتحرك جبهة جنوب لبنان في هذه المرحلة الدقيقة؟  

 العميد الركن أمين حطيط يؤكد لـ"المركزية" أن "اسرائيل تدخلت في الحرب على سوريا منذ البداية بصيغ متعددة ولم تخرج من الميدان السوري خلال السنوات الـ11 الماضية، وبالتالي يشكّل حضورها جزءا من الجبهة التي تشن الحرب الكونية على سوريا، هذا أمر مفروغ منه. أما في المرحلة الأخيرة، فإن لاعتداءاتها أسبابا ثلاثة:  

السبب الاول، قطع الطريق على العبارة الرائجة بأن الحرب في سوريا انتهت. اليوم الاعلام الغربي يعتبر أن الحرب في سوريا انتهت والرئيس السوري بشار الاسد انتصر، في حين أن اسرائيل والولايات المتحدة يرفضان هذا الواقع لأنه يؤدي إلى إعلان هزيمتهما في الميدان السوري، لهذا تولّت الولايات المتحدة شأن الشمال السوري بتحريك الاكراد والاتراك وداعش، واسرائيل تولّت أمر الوسط والجنوب بضربات متتالية، وغاية الطرفين القول بأن  الحرب لم تنته وما زال باكراً الإعلان عن انتصار الأسد.  

والسبب الثاني، حكومة نفتالي بينيت تلقّت صفعات كبيرة خلال شهر، حيث سقط من الاسرائيليين 14 قتيلاً في عمليات أثبتت وهن البنية الأمنية والوهن الاسرائيلي في الداخل، وأصبحت هذه الحكومة ترتكز على صوت من هنا وهناك لإسقاطها، وبالتالي هي بحاجة إلى نقل كرة النار إلى الخارج للقول إن هناك تهديدات وهي تقوم بواجباتها وتتابع التغلغل الايراني في سوريا، أي نوع من إشغال وإظهار عرض عضلات وقوة.  

أما السبب الثالث فيدخل في إطار الاستمرار ربطاً بالماضي، وبأنها ستبقى في الميدان السوري إلى ان تنتهي الحرب نهائياً".  

وعن تحريك جبهة الجنوب يجيب: "جبهة الجنوب اليوم معني بها طرفان أساسيان، العدو الاسرائيلي وحزب الله، والطرفان ليس لديهما أي مصلحة لتحريكها، اولا حزب الله يعتمد بشكل دائم استراتيجية دفاعية تقوم على مبدأ أنه لا يبادر الى قتال وبالتالي من غير الوارد ان يفتح حرباً. وبالنسبة لاسرائيل، فإنها وسط الأزمات التي تعاني منها، ليس من مصلحتها فتح حرب وجبهة جديدة عليها وتتكامل عندها جبهة الجنوب مع الأوضاع الداخلية المهترئة أمنياً. لذلك، أستبعد أن نرى أي اعتداءات جنوباً".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o