Apr 11, 2022 4:55 PM
خاص

ما جمعه الخبز والملح في إفطار نصرالله لا تلاقيه حساسية الخصمين لفرملة القوات

المركزية – ما فرقته أطماع السياسة وحسابات رئاسة الجمهورية المقبلة جمعته أرقام الإنتخابات في دائرة الشمال الثالثة. خصمان لدودان جلسا إلى مائدة إفطار أمين عام حزب الله حسن نصرالله فحضر فرنجية من بنشعي وباسيل من اللقلوق والتقيا بعد طول فراق لكن ليس للمصالحة كما صرح باسيل إنما لمناقشة مواضيع  إجتماعية لا تحمل عنوانا موحدا..." كما قال! وإذا سلمنا بأن الخصمين اللدودين اللذين اجتمعا بتبليغ مباشر من نصرالله إلى مائدة إفطار ، وبات هناك ما يشبه الخبز والملح بينهما إلا أن طبق التحلية لم ولن يمر على الرأي العام وتحديدا مناصري تياري المردة والوطني الحر وحتى على شعبية الثنائي فكيف بالنسبة إلى المحللين السياسيين والقواتيين والمناصرين للأحزاب والزعامات السيادية؟ فهل تسقط ورقة التين التي حاول الأقطاب الثلاثة أن يظللوا بها أهداف اللقاء المحور ضمنا بإسقاط القوات اللبنانية حصراً في دائرة الشمال الثالثة وضرب خصمهم اللدود سمير جعجع في عرينه؟

ما ليس خافيا على السياديين كما فريق الممانعة أن الهدف من اللقاء ضرب فوز القوات بشكل عام في انتخابات 2022 النيابية لأن النتائج التي ستصب في صناديق الإقتراع ستعيد إنتاج سلطة جديدة، فكان لا بد من إيجاد طريقة لتعبيد طريق الفوز امام تياري المردة والوطني الحر مقابل خسارة الخصم بحسب مصادر قواتية، تشير عبر "المركزية" الى أن هدف نصرالله من جمع هذه "القوة" يصب في اتجاهين: توحيد كل قوى 8 آذار تحت مظلته للقول بأنه القائد الوحيد لها وهو القادر على جمع الأضداد والمحرك لهذا الفريق وله تعود كلمة الفصل.والهدف الثاني تعبيد الطريق والتحضير للمرحلة المقبلة بدءاً من مفاوضات فيينا وصولا إلى مرحلة الإنتخابات الرئاسية التي تشكل محطة مفصلية وبالتالي ضرب الخصم الأساس سمير جعجع. هذا في مرحلة ما بعد الإنتخابات النيابية، إلا أن التحضير لها يبدأ من هذه المعركة  وعليه تم التوافق على توزيع الأصوات بين فرنجية وباسيل بحيث تذهب أصوات التيار والمردة إلى المرشح عن المقعد الماروني وليم طوق على لائحة المردة على أن يجير فرنجية أصوات ناخبيه لصالح باسيل في البترون.

كلمة السر تسربت إلى ماكينتي المردة والتيار فهل يقرأ حزب القوات دلالاتها وهل سيغير من استراتيجية المعركة في هذه الدائرة؟ تؤكد المصادر القواتية أن القوات وضعت في حساباتها كل "المخططات" وهي تراهن على إرادة الناس يقينا منها بأنها أكثر وعيا من أن يجرفها تيار المصالح والحسابات الضيقة ولن يعطي من سلبه إرادة الحياة فرصة جديدة. وتختم: "مستمرون في المواجهة السياسية بنفس الزخم لأن هذا اللقاء ليس إلا تأكيدا على حجم المأزق الذي يعانونه مما اضطرهم إلى أن يكشفوا عن أوراقهم".

الكاتب السياسي وإبن "دائرة الشمال الثالثة" الياس الزغبي يؤكد عبر المركزية أنه "خارج سياق تأثيرات هذا الإفطار الظلامي إلى مائدة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على ما بعد الإنتخابات النيابية، لا بد من التوقف عند تأثيراته على الإستحقاق المرتقب في 15 أيار وتحديداً على دائرة الطامحين إلى موقع رئاسة الجمهورية جبران باسيل وسليمان فرنجية. ومن هذه الزاوية لا يمكن الفصل بين هذين السياقين. ويوحي توقيت هذا الإفطار الذي جاء غداة إعلان اللوائح وكأن لا تأثير له على المعطيات الإنتخابية. لكن في الواقع وعلى رغم وجود الطرفين في لائحتين متقابلتين إلا أن الحزب يسعى إلى إيجاد آلية تنسيق بينهما على مستويين: الأول إمكان البحث في تعديل واقعي غير قانوني بحيث يتم توزيع أصوات الطرفين بشكل متبادل بين بعض الأسماء في اللائحتين. والثاني من خلال خدعة تمرير الأصوات بحيث سيسعى الحزب من خلال ما تبقى من مهلة فاصلة عن الإنتخابات من إقناع فرنجية بتمرير أصوات من دائرته أو من المجموعة المحسوبة عليه في زغرتا لمصلحة باسيل مقابل أن يضحي باسيل بأصوات مرشحيه في زغرتا لمصلحة لائحة فرنجية فتكون التضحية على حساب المرشحين بيار رفول على لائحة التيار في زغرتا وجوزف نجم على لائحة المردة في البترون". ويشير الزغبي إلى أن محاولة تعويم باسيل في الكورة ستكون من حصة القومي السوري الإجتماعي جناح أسعد حردان من خلال مرشحه سليم سعادة وبذلك يكون نجح في توريط القومي وفرنجية ". فهل تنطلي هذه الخدعة على فرنجية؟ "الأمر يتوقف على تأثير نصرالله .فمن استطاع أن يستقدم فرنجية من بنشعي وباسيل من اللقلوق يستطيع أن يفرض عليهما تنازلات معينة".

كل هذه المساعي التي يبذها نصرالله هدفها واحد، فرملة تسونامي القوات التي تسعى  لنيل الحاصل الخامس في الدائرة أي إما مخايل الدويهي في زغرتا أو سامي روحانا في الكورة. لكن كما أقدم نصرالله على الرد بهذا الإفطار والتنسيق بين جماعاته توجسا من عودة سفراء الخليج إلى لبنان وتحركهم السياسي تستطيع القوات أن تنتقل إلى نوع من التنسيق مع لائحة معوض وحرب والكتائب والمجتمع المدني من خلال توزيع أو مقايضة الأصوات لسد الثغرات الصغيرة في الأقضية الأربعة ".

يبقى أنه في حال فشل مخطط نصرالله نظرا إلى الحساسية العميقة الضاربة بين بنشعي واللقلوق يكون باسيل الخاسر الأكبر ويبقى تسونامي القوات في مده لكسر معادلة الأكثرية الحالية في البرلمان النيابي.   

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o