Mar 25, 2022 10:41 AM
مقالات

أميركا اختارت إيران بديلاً لإسرائيل [1]

كتب عوني الكعكي:
يبدو ان الدولة الاسلامية في إيران أصبحت في المرتبة الأولى بالنسبة لأميركا، واستطاعت خلال 44 سنة أن تصبح الحليف الأول لها في العالم، متفوّقة على اسرائيل.
صحيح ان قوى الظلام التي تسمّى «القوى العظمى» هي التي اختارت فلسطين الواقعة في قلب العالم العربي لتقيم عليها دولة اسرائيل، بين «وعد بلفور» الى «سايكس - بيكو» الى مشاريع مختلفة حيث وقع الخيار في النهاية على قيام اسرائيل في وسط العالم العربي لينقسم الى نصفين: شرق وغرب: لبنان، سوريا، العراق والاردن.. مقابل مصر، ليبيا، تونس، الجزائر والمغرب.. وبالفعل لم تكن صدفة إقامة اسرائيل وسط العالم العربي.

* كيف اختارت أميركا إيران؟
بكل بساطة بعد حرب 1973 تبيّـن لأميركا أنّ إسرائيل كيان لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وأنّ العرب خلال 7 سنوات استطاعوا أن يتحضّروا فقاموا بحرب ضد اسرائيل.
* الملك فيصل «يقطع» النفط
جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، في 18 تشرين الأول من عام 1973، بوقف تصدير النفط الى أميركا وهولندا لمساندة هاتين الدولتين العدو الصهيوني في الحرب ضد مصر.
هدف القرار إجبار «اسرائيل» على الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وأتذكر هنا قبول الرئيس المصري أنور السادات دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي مناحيم بيغن الى السلام ووافق على لقائه ومخاطبة الشعب الاسرائيلي مباشرة من الكنيست. وتمّت الزيارة في 19 تشرين الثاني عام 1977. يومذاك أحرج السادات اسرائيل بإعلانه هذا الموقف حين مدّ يده للصلح معها.
أما الرئيس السوري حافظ الأسد فقد رفض الصلح وحاول أن يؤخر الاتفاق بين مصر وإسرائيل، لكن الرئيس المصري رفض. وهكذا أعلن الرئيس السادات في آخر زيارة له لسوريا أنه فشل في إقناع الرئيس الأسد بمبادرته.
على كل حال، بقيت الحال حتى بعد اتفاق وقف اطلاق النار وانسحاب جزئي من القنيطرة. ومنذ عام 1973 وحتى الوصول الى «اتفاق رابين» لم يتم الاتفاق لأنّ متطرفين يهوداً قتلوا رابين فسقط «اتفاق رابين» ومشروعه للسلام.

* كيف سقط الشاه وجاء الخميني؟
بعد حرب 73 ذهب كيسينجر الى ايران وقابل شاه ايران طالباً منه شن حرب ضد العراق. فكيسينجر يعتقد ان وجود الجيش العراقي الذي منع الجيش الاسرائيلي من احتلال دمشق أصبح عائقاً أمام وجود اسرائيل، وأن الخطوة الثانية ستكون بقيام الجيش العراقي بتحرير فلسطين. من هنا كان لا بد من أن تنشب حرب بين ايران والعراق. وبما أنّ الشاه رفض ما عرضته عليه أميركا، قامت الأخيرة بالبحث عن البديل فلجأت الى فكرة التيار الديني. وَمَنْ أفضل من مشروع آية الله الخميني الذي يحمل مشروع التشييع في العالم ومشروع ولاية الفقيه لتسهيل هذا الأمر؟

* كيف سقط الشاه ولماذا جاء الخميني؟
من ناحية ثانية، يفيد بعض رجالات الفكر في أميركا وخاصة في المخابرات الاميركية أنّ السلاح الديني هو أقوى سلاح في العالم، لذلك لجأت أميركا الى افتعال حرب مع العراق وحضّروا آية الله الخميني الذي كان هارباً من الشاه فأخذوه الى فرنسا وبدأوا التحضير لأخطر مشروع لتقسيم العالم العربي وبأسهل الطرق، وهي طريق الفتنة بين المسلمين، أي بين أهل السنّة وبين الشيعة.
فبعد التحضير الذي تمّ في باريس لآية الله الخميني وبعد «الكاسيت» الذي حمل «الخطابات» وحملة التحريض ضد أهل السنّة بدأت المؤامرة.
عاد آية الله الخميني الى طهران وخلع الشاه الذي هرب الى مصر، إذ لم يجد دولة واحدة تستقبله في العالم، بالرغم من انه شديد المرض، والمرض الخبيث يأكله، حتى أميركا رفضته، لكن السادات استقبله في مصر.
عاد الخميني وبدأت المؤامرة الكبرى حيث رفع شعار التشييع، أي ان المطلوب من أهل السنّة التشيّع... في البداية كانت الحرب العراقية - الايرانية التي بدأت انطلاقاً من شعار تشييع العالم السنّي... والرئيس صدام حسين اعتبر ان الفرصة حانت ليستعيد منطقة الأهواز الغنية بالنفط والتي هي في الأساس أراضٍ عراقية.
بقيّة القصة معروفة النتائج، إذ كان الهدف تدمير الجيش العراقي والايراني وظهور جيش بديل هو الحرس الثوري ذو الطابع الديني تحت شعار «التشييع» والإيمان بولاية الفقيه.
أوّل عمل قام به الخميني كان احتلال السفارة الاميركية التي بقيت 444 يوماً تحت الحصار... وهذا جزء أساسي من الفيلم الاميركي الناجح، ثم إلغاء السفارة الاسرائيلية وإقامة سفارة فلسطين بديلاً. وهكذا «ضحكوا» على العرب المسلمين. وهل توجد قضية في العالم العربي أهم وأقدس من استرجاع القدس.. لذلك أنشأ ما يُسمّى بـ»فيلق القدس» في الحرس الثوري وكلف اللواء قاسم سليماني قائداً له، وخلال 44 سنة لم يُطلق رصاصة واحدة لتحرير القدس أو ضد اسرائيل بالرغم من انه استغل الثورة السورية وأرسل قوات من الحرس الثوري الى الجولان لتقف أمام القوات الاسرائيلية.
وتتتابع الأحداث بعد ذلك، بتخطيط دقيق مُتْقَن... لتنعكس بالتالي على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
[وإلى اللقاء في الحلقة الثانية في العدد المقبل]

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o