Mar 09, 2022 2:58 PM
خاص

بعد كلام رعد والامين عن بكركي...مشكلة منتقدي الحياد مع هوية لبنان وفلسفة الكيان!
الصّائغ: هناك مواجهة بين حلف الأقليات وحلف المواطنة

المركزية – فجأة ومن دون مبرّر، قرر الفريق الممانع اطلاق  مواقف تطال الكنيسة المارونيّة والبطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي على خلفيّة طرحه لمشروع الحياد الإيجابيّ، بعد حملة مماثلة شنّها بعيد أطلاق المشروع منذ ما يقارب العام. رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد أعتبر أنّ "كلّ أصحاب الشعارات الذين شنّفوا آذاننا على مدى عقد من السنين وهم يطبّلون للحياد وللنأي بالنفس، صمتوا وبلعوا ألسنتهم، وكأنّ ما فعلته الحكومة وما أصدرته من موقف يحدّد مصير بلدنا، فعجيب إذا كان مصير بلدنا يتحدد باتصال هاتفي من السفارة الأميركية للبعض في بلدنا فأي مصير ننتظره لهذا البلد؟". في حين قال الصّحافيّ ابراهيم الأمين، في حديث لـ"الجديد": "هناك إشكاليّة أهمّ من إشكالية سلاح حزب الله في لبنان وهي إشكالية إسمها بكركي"، مضيفاً: "برأيي مشكلة لبنان هي الكنيسة المارونيّة". فما سبب هذا الهجوم القديم الجديد على البطريركيّة المارونيّة؟ 

"ثمّة محاولة مسمومة لضرب كلّ البنية المؤسّسة للهويّة اللّبنانيّة التي تتميّز  بالحريّة المتنوّرة، وفرادة العيش الواحد مع صَون التّنوّع، وبمساحة ديموقراطيّة مفترضة، وبنموذج حُكم تشاركيّ طموح يقوم على خدمة الخير العامّ، وبتوفير تلاقٍ بنّاء حواريّ بين الشرق والغرب، وبالتّالي فإنّ كلّ انحرافٍ عن هذه البنية يعني انقلاباً على معنى قيام لبنان كياناً ورسالة، وفي صُلب قيامه كانت الصّيغة الميثاقيّة أي العيش معاً والحياد برمزيّة الانتماء إلى مفهوم العدل كقيمة إنسانيّة شاملة". بهذه المعادلة يستهلّ زياد الصّائغ المدير التّنفيذي لـ"ملتقى التأثير المدني" حديثه لـ"المركزية" خصوصاً في ما يُعنى بالسّجال الدّائر حول مفهوم الحياد، بعد الموقِف الذي اتّخذه لبنان ممثّلاً بوزارة الخارجيّة والمغتربين من الحرب الرّوسيّة على أوكرانيا، وفي هذا يستطرد الصّائغ: "الحياد لا يعني أبداً القبول بالاعتداء على القانون الدّولي، وعلى سيادة الدّول، من هنا فإنّ الحياد الإيجابيّ النّاشط أولى بالانحياز لحقوق الشّعوب بتقرير مصيرها، وبعيشها ضمن دولتها ذات السّيادة الكاملة، وبالتّالي فإنّ القبضات المرفوعة والحناجر المدوّية التي تسترسل في هذه المرحلة في مهاجمة الحياد، تريد أبعد من ذلك، وهي حتماً كما عبّر أحدهم لديها مشكلة مع هويّة لبنان، وفلسفة الكيان اللّبنانيّ. هنا بيت القصيد، وكلّ نِقاش خارج هذا السّقف تفصيل".  

وعن تفاقم الهجوم على البطريركيّة المارونيّة لحملها القضيّة اللّبنانية من باب الإصرار على إعلان حياد لبنان، والدّعوة لمؤتمر دولي لمقاربة مسبّبات الأزمة، والبحث في حلولٍ لها يقول الصّائغ: "مع الحرب على أوكرانيا دخل العالم في حقبة متغيّرات جيو – سياسيّة هائلة، لكنّ القوى المؤثّرة لم تنسَ لبنان، والأسبوع الفائت صدر موقف من ثمانية رؤساء مجالس أساقفة كاثوليك في العالم يقفون إلى جانب نضال الشّعب اللّبنانيّ في حماية هويّة وطنه، وسيادة دولته، وترسيخ نموذجيّة التعدّديّة التي تميّز مجتمعه، مع دعوة واضحة للعودة إلى مندرجات الدّستور، وتحييد لبنان عن الصّراعات. وعلى الأرجح، ثمّة من بدأ يَفهم بالعمق أنّ ما يواجهه لبنان يتمثّل بانقضاضٍ على هويّته واختباره التّاريخيّين، وبالتّالي فإنّ معركة إعادة تكوين السّلطة يجب أن تأخذ في الاعتبار هذا المُعطى الشّديد الخطورة. من هنا فالهجوم هو على فكرة لبنان، والرّدّ يجب أن يكون وطنيّاً، بامتياز. وبكركي تبقى بكركي، وتتحدّث لبنانيّاً رغم أنَف المصطادين في الماء العكِر. علينا أن نعترف أن هناك مواجهة جدّيّة بين حلف المواطنة وحلف الأقليّات وهي مواجهة حضاريّة جدّيّة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o