Mar 08, 2022 4:08 PM
خاص

تشابكت الخطوط فضاع الترسيم: فاوضنا و"تسلينا" ولحظة القرار.. توقفنا

المركزية – تسلم لبنان رسالة الموفد الاميركي المكلف ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل اموس هوكشتاين، وقرر تشكيل لجنة للرد على المقترحات التي طرحها الموفد الاميركي، إلا أن اللجنة لم تبصر النور بفعل رفض الثنائي الشيعي المشاركة فيها. في المقابل، كثرت التساؤلات حول قرار لبنان النهائي، وعما إذا كان سيعتمد الخط 29 الذي كانت تتبناه اللجنة العسكرية اللبنانية التي تتولى التفاوض في الناقورة أو الخط 23 الذي سبق أن اعتمده لبنان واودعه الامم المتحدة عام 2011.

العميد الركن انطون مراد يقول لـ"المركزية": "ان تخيير اللبنانيين بينهما، هو تضليل، لأن هذه معركة وطنية وعلى الجميع خوضها لتحصيل "الممكن" بعيداً عن المزايدات والأهداف الشخصية والانتخابية. فمن غير الممكن أن نجد مواطنا لبنانيا يقبل بأقل من الممكن تحصيله من العدو. لكن الاشكالية هي ان يمتطون الخط 29 يقومون بمزايدات ومن دون خطة للحصول عليه، ما سيؤدي إلى توقف المفاوضات، بسبب عدم جهوزية الفريق اللبناني".

ويضيف: "لبنان يريد اقصى الممكن، لكن علينا الا ننسى عامل الوقت، فهذه المعركة ليست وليدة اليوم، إنما مضى عليها 16 عاما وبالتالي يجب الا نعود للانطلاق من الصفر وكأن شيئا لم يكن.

وعن الفشل في تشكيل اللجنة لدراسة رسالة هوكشتاين يقول: "استفقنا متأخرين لتشكيل لجنة، إذ كان يجب ان تتأسس منذ عشرين عاما او أقله قبل المفاوضات، كي تقرر موقف لبنان الرسمي الصحيح  وكي ندافع عنه حتى الموت اذا أردنا ذلك، لكن ذلك لم يحصل. تأليف لجنة اليوم قد يكون متأخرا لكن من الحماقة ألا نرد على الرسالة الاميركية كأننا نترك الطابة في ملعبنا. يمكن للجانب اللبناني ان يتصلب قدر ما يشاء ويطالب بالخط 29 "زائد"، شرط ان يرد على الرسالة. لكن يبدو ان اللبنانيين يهوون المعارك الداخلية ولم يتعودوا على المعارك الوطنية. فمعظم الذين يتنطحون للدفاع بالخط 29  وهم من غير الاختصاصيين ولا علاقة لهم بهذا الملف إنما يسعون الى دعايات انتخابية ومصالح شخصية دون خطة وطنية واضحة".

هل عدم تأليف اللجنة سيؤدي الى توقف المفاوضات؟ يجيب: "برأيي ستتوقف، لسبب بسيط، هو ان المفاوضات تحتاج الى قرار. فاوضنا وتسلينا وقمنا بكل ما يلزم وعندما وصلنا الى ساعة القرار توقفنا. القرار يحتاج الى رجولة ووحدة وطنية، ولا أعتقد ان أحداً يجرؤ على اتخاذ قرار بمفرده في هذه الحالة. وقد تحدثنا إلى "المركزية" في وقت سابق عن "القطبة المخفية" في موقف حزب الله، وبأن له وجهين: سلبي وايجابي، الوجه الايجابي انه وضع نفسه خلف الدولة قائلاً إن موقفه قوي ويمكن الاعتماد عليه. اما الوجه السلبي الذي توضح في ما بعد، فبدا كأنه يقول "العبوا قدر ما تشاؤون وأضيعوا الوقت لكن الكلمة النهائية لي".

ويتابع مراد: "خلال زيارة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية امل ابو زيد الى روسيا، لتوضيح الموقف من بيان وزارة الخارجية الذي أدان فيه الحرب على اوكرانيا، أجابه الروس: كيف سنثق بكم طالما انكم تفرطون بحدودكم البحرية. وبالتالي هذا موقف روسي واشارة واضحة على مستوى دولي بأن الضوء الاخضر غير موجود".

ويلفت مراد الى ان "الاصوات المتحمسة اليوم والتي تزايد بمطالب اللبنانيين من دون خطة واضحة، أصحابها كانوا موجودين عام 2011 وما قبله وكانوا جميعهم في مراكز قرار. العجب أننا لم نكن نسمع منهم أي كلمة، وهذا يثبت ان ما يتم الحديث عنه له خلفيات معينة، كما ان اهمال الرد على رسالة هوكشتاين عبارة عن لاقرار لبناني في ظل ضعف المسؤولين اللبنانيين وخوفهم من اتخاذ قرار ايا كان هذا القرار".

هل صحيح ان الرسالة تتضمن إعطاء لبنان خطا متعرجا يحصل فيه على حقل قانا واسرائيل على حقل كاريش، يجيب: "كلها اجتهادات، ولا اعرف من اين يستقون معلوماتهم. معلوماتي من طرف معني بالموضوع تقول بأنه لم يعرض، حتى اليوم، إلا خط هوف زائد"Hoff +  لا وجود لخط 23 في مقترح هوكشتاين وربما هو من صنع الخيال".

وختم: "أخشى ان تضيع المفاوضات بين هذه المعمعة والمزايدات وبين التخاذل الرسمي. فلا الرسميون يتجرؤون في اعلان عما توصلوا إليه حتى الآن ولا الذين يزايدون يأخذون في الاعتبار المصلحة الوطنية. وعندما نتهم بالخيانة من يتراجع سنتيمترا نحو الخلف فهذا يعني فرملة المفاوضات وتوقيفها، وهذا الامر مضر بحق المصلحة الوطنية والأضر ان نكون نحن المسؤولين عن توقيفها. المطلوب من لبنان ان يتخذ موقفا وطنيا موحداً ويحدد القرار الذي يريده حتى لو كان هذا القرار 29 زائد والدفاع عنه حتى النهاية، أما البقاء على هذه الحال فهو مضر بالمصلحة الوطنية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o