Mar 02, 2022 11:27 AM
خاص

جولة مفاوضات ايرانية – سعودية خامسة في بغداد قريباً؟

المركزية – مازال رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح يقوم بمهامه رغم انتهاء ولايته وفقا لما ينص عليه الدستور، والامر نفسه ينطبق على رئاسة الحكومة حيث يمضي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإنجاز أعمال مجلس الوزراء بانتظار تشكيل حكومة جديدة. وتشير مصادر مطلعة عبر "المركزية" الى ان الامور مجمدة بانتظار التطورات في المنطقة والعلاقات السعودية -الايرانية التي يسعى العراق جاهداً لتحسينها. لكن حتى الساعة لم تتطور هذه العلاقات ولم تتحسن رغم ان العراق استضاف أربع جولات من مباحثات مباشرة بين مسؤولين من السعودية وإيران، آخرها في أيلول الماضي، برعاية رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي. لكن يبدو، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة "المركزية"، ان الامور لم تصل الى خواتيمها ولم تحرز أي تقدم حقيقي في هذا الاطار بانتظار إنجاز الاتفاق النووي والحديث عن تقدّم ملموس في مفاوضات فيينا، وقرب التوصل الى اتفاق نووي بين المسؤولين الاميركيين والاوروبيين من جهة، وايران من جهة ثانية، يؤدّي إلى رفع العقوبات كاملة عنها، مقابل عودتها إلى اتّفاقِ عام 2015 الذي انسحَبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب عام 2018. 

وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أثناء مُشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن أن بلاده تتطلّع إلى تحديد جولة خامسة من المباحثات المباشرة مع إيران بالرغم من عدم إحراز تقدّم جوهري في الجولات الأربع السابقة التي انعقدت في بغداد وطالب إيران "بتغيير سلوكها في المنطقة". 

وفي وقت سابق، كشف السفير الإيراني لدى العراق إيرج مسجدي، في حوار مع قناة العهد، إن "بغداد احتضنت أربع جولات من الحوار السعودي - الإيراني وستحتضن الجولة الخامسة قريبا"، مؤكدا أن "هناك إمكانيات وطاقات كبيرة يمكن أن تجمع إيران مع السعودية". 

في الانتظار، يبقى موقعا رئاستي الجمهورية والحكومة في العراق شاغرين. فبعد قرار المحكمة الاتحادية استبعاد مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري لرئاسة الجمهورية بدعم من خاله زعيم الحزب مسعود البارزاني، يبقى المرشح الأبرز، خاصة وان موقع الرئاسة من نصيب الاكراد، للرئيس الحالي برهم صالح مرشح حزب الاتحاد الوطني بقيادة بافل طالباني وهو ابن جلال طالباني، اول رئيس لجمهورية العراق.  

وتؤكد المصادر ان ايران دخلت على الخط السياسي لتمنع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي حاز على أكبر عدد من المقاعد النيابية في الانتخابات الأخيرة، من تشكيل حكومة اتحاد وطني، والذي يسعى لإبعاد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مرشح ايران والموالي لها من ترؤس الحكومة الجديدة، لأنه متهم كهوشيار زيباري بالفساد المالي والسياسي، بحسب المصادر. 

وتلفت إلى مساعٍ حثيثة بين الطالباني والبارزاني للوصول الى مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية. هذا الأمر، في حال حصوله، سيؤدي الى توافق على رئيس حكومة مقبل، لأن الصدر مبدئيا يفضل عودة الكاظمي على رأس حكومة جديدة، لأنه يثق به وبعلاقاته العربية والدولية. في المقابل، ترفض ايران إبعاد المالكي وجماعته عن الحكومة رغم اتهامه بالفساد. 

حتى الآن، ترقب وفراغ بانتظار مؤتمر فيينا وما يمكن ان يسفر عنه من نتائج وعلى الارجح ان تكون ايجابية. فإذا حصل اتفاق فيينا تتطورالعلاقات بين السعودية ودول الخليج بشكل عام مقابل العلاقة مع ايران ، وتتحسن خاصة لجهة انهاء حرب اليمن الذي تتوجس منه السعودية.  وكل الامور مفرملة في العراق ومعلقة على إنجاز مؤتمر فيينا ومعه الصراع الكردي -الكردي حول رئاسة الجمهورية، الى جانب موقف الصدر من تشكيل حكومة جديدة. لكن من الصعب توقّع استئناف المفاوضات الإيرانية السعودية في بغداد قريباً بسبب انشغال العالم بالأزمة الروسية -الاوكرانية، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o