Feb 28, 2022 7:02 AM
صحف

الطلاب اللبنانيون في أوكرانيا: المجازفة الخيار الوحيد

لا حل أمام الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا سوى المجازفة على الطرقات للوصول إلى بر الأمان عند الحدود مع الدول الأوروبية المجاورة. الانتظار ليس خياراً وارداً لدى كثيرين في ظل عدم تحديد وزارة الخارجية اللبنانية حتى الآن موعداً ثابتاً لإجلاء الجالية اللبنانية. وبحسب نائب رئيس أكاديمية خاركوف الطبية للدراسات العليا، عباس قعفراني، يتجاوز عدد الطلاب في أوكرانيا الـ1100 حسب "الأخبار"، نصفهم يدرسون في خاركوف، ويتوزّع الباقي في عدد من المدن الصغيرة المجاورة للمدينة مثل دنيبرو، بلطافا، سومي، وزاباروجيا، إضافة إلى العاصمة كييف ولفيف. ومع أن القسم الأكبر من الطلاب لا يزالون قابعين في الملاجئ ومحطات المترو، «إلا أن معظمهم يفضلون المخاطرة وليست لديهم ثقة بأن عمليات الإجلاء ستتم في وقت قريب»، كما قال قعفراني، مشيراً إلى «أنّنا نساعد المجموعات الطلابية التي تقرر المغادرة في حجز بولمانات إلى الحدود مع بولندا التي تبعد 1000 كيلومتر عن خاركوف، وتستغرق 3 أيام بسبب الزحمة». الكلفة تضاعفت 5 مرات، إذ بات صاحب الحافلة يتقاضى 500 دولار بدلاً من 100 دولار في الأوضاع الطبيعية.

ثمة مشكلتان تعترضان الطلاب اللاجئين إلى الدول المجاورة: الأولى، إمكان حجز رحلة استثنائية من بولندا أو رومانيا أو إيطاليا إلى لبنان بالتنسيق بين وزارة الخارجية اللبنانية والسفارات، والثانية الأوضاع المالية الصعبة لأهالي الطلاب وعدم القدرة على دفع تذكرة السفر، فيما ينتظر الأهالي، كما قال حمادة، الإفراج الفوري عن المساعدة التي قدمتها إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) والمحجوزة في مصرف لبنان منذ 3 أسابيع، وهي عبارة عن 800 دولار لكل طالب.

مصادر السفارة اللبنانية في أوكرانيا أشارت إلى أن «الوضع صعب جداً والأمور تتأزم يوماً بعد يوم، إذ ليس هناك مكان آمن في أوكرانيا ويتعذر على السفارة جمع الطلاب في مكان واحد». وأضافت أن «هناك ضغطاً كبيراً على الحدود مع الدول المجاورة، والأمل هو في إعلان هدنة حتى يمكن تسيير قافلة الإجلاء». فيما ينفي المحامي نهاد سلمى الذي يتابع أوضاع ابنة شقيقه ورفاقها صحة ما يصدر عن الخارجية اللبنانية من بيانات لجهة تكليف الهيئة العليا للإغاثة بمتابعة الموضوع، و«كل ما يحصل يجري بمجهود شخصي وطوعي من الطلاب».

ومساء امس،  وفي إطار متابعته لأوضاع اللبنانيين في أوكرانيا، وبعد ورود أنباء عن محاصرة بعض المواطنين اللبنانيين في مدينة ماريبول الأوكرانية، كلّف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، فريق عمل الوزارة التنسيق مع كل من الصليب الأحمر اللبناني والصليب الأحمر الدولي الموجود في أوكرانيا بهدف تسهيل عملية إخراج اللبنانيين إلى بولندا ورومانيا وايوائهم وذلك بدعم من أحد رجال الاعمال اللبنانيين المغتربين، على أن يتم نقلهم لاحقاً إلى لبنان.

وأعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير في بيان، أنه تم الإتفاق مع السلطات البولندية، وبالتنسيق مع السفارة اللبنانية في بولندا، لإعتماد مركز جمعية الصداقة مع الأطفال في العاصمة البولندية وارسو، لتجمع وإيواء اللبنانيين الوافدين من أوكرانيا، تمهيدا لإجلائهم والعودة الى لبنان، في إطار متابعة أوضاع اللبنانيين في اوكرانيا. وكان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بعد إجتماعه مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب السبت كلف الهيئة العليا للإغاثة القيام بالتحضيرات اللازمة لإجلاء الرعايا اللبنانيين.

وحسب "الشرق" كان أعلن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعد زيارته ميقاتي في السراي، انه «تقرر تكليف الهيئة العليا للاغاثة إجلاء الرعايا اللبنانين المقيمين في أوكرانيا والذين لجأوا الى بولندا ورومانيا، جوا في موعد يحدد لاحقا ، ووفقا  لظروف ومعطيات يعلن عنها في حينه بالتشاور مع سفارات لبنان في أوكرانيا وبولندا ورومانيا «.أضاف»تبين عدم وجود ممرات آمنة لتاريخه لمغادرة أوكرانيا، ولذلك ننصح اللبنانيين الموجودين فيها حاليا البقاء في أماكن آمنة لحين جلاء الامور. أما بالنسبة الى اللبنانيين الذين قرروا التوجه الى المعابر الحدودية على مسؤوليتهم الشخصية، فيطلب منهم اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر حفاظاً على سلامتهم».

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o