Feb 25, 2022 7:38 AM
صحف

خرق أمني كاد يشعل فتنة...

خيّمت في اليومين الماضيين أجواء من التوتر والحذر الشديد بين بلدة عندقت ومنطقة وادي خالد في عكار، إثر مقتل شاب سوري من سكان وادي خالد وجرح آخر، بعد إطلاق نار على "فان" من نوع "هيونداي"، يقلّ ركاباً من وادي خالد باتجاه بيروت فجراً.

الحادثة أدت إلى احتقان كبير في صفوف أبناء المنطقة، واصفين ما حصل بأنه محاولة فرض نوع من الأمن الذاتي وترهيب السيارات الآتية من وادي خالد عبر عندقت، وهو الطريق أو الممر لهذه المنطقة باتجاه حلبا وطرابلس وبيروت.

النائب محمد سليمان أصدر بياناً عقب الحادثة أشار فيه "إلى أن الأمن من مسؤولية الدولة والأجهزة الأمنية المختصة، ودورهم ضروري لجهة ردع أي مخلّ بالأمن ولن نقبل بديلاً عن هذا الدور"، لافتاً إلى أنه أجرى سلسلة اتصالات مع الأمنيين للمطالبة بكشف المتورطين ومحاسبتهم.

بالمقابل، تداعت فاعليات وادي خالد إلى اجتماع عُقد في دارة الشيخ أحمد الشيخ رئيس بلدية "العماير - رجم عيسى" لمناقشة تداعيات الحادث المؤسف في بلدة عندقت. وبعد النقاشات والمداولات صدر عن الحضور بيان تمّ بموجبه "توجيه كتاب مفتوح لكافة أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية ومناشدة لقائد الجيش العماد جوزاف عون لمتابعة الملف ومحاسبة المرتكبين وإنزال أشد العقوبات بحقهم. كما استنكروا ما يتعرّض له أبناء وادي خالد من تفتيش وإساءة لهم من أشخاص مدنيين معروفين من بلدة عندقت، ينتحلون صفة أمنية ويقومون بالتشبيح والإساءة بأبشع صورها".

وبحسب المعلومات المتداولة في وادي خالد كما جاء في "نداء الوطن" فإن هذه الحوادث صارت تتكرّر باستمرار في الآونة الأخيرة مع أبناء المنطقة أثناء مرورهم على طريق عندقت وهي ليست المرة الأولى.

بلدية عندقت من جهتها أصدرت بلدية عندقت بياناً استنكرت فيه "الحادث المأسوي الذي أدى الى وفاة أحد الإخوة السوريين وجرح آخر" وأكدت أن ما حصل "إشكال فردي لا دخل للشرطة البلدية فيه ولا يمتّ إلى أخلاقنا وتربيتنا بصلة والفاعلون هم الآن في قبضة الجيش اللبناني (أحدهم جندي في الجيش) ونحن متأكدون من أن العدالة ستأخذ مجراها. وتحدث البيان عن رفض أهالي المنطقة لمبدأ الأمن الذاتي "انطلاقاً من قناعتنا أن الجيش والقوى الأمنية هم فقط مسؤولون عن أمننا ولا يحق لأحد تحت أي ظرف أن يبادر إلى تأدية هذا الدور".

ورفض رئيس البلدية عمر مسعود، اعتبار ما حصل إشكالاً بين عندقت ووادي خالد وإنما هو إشكال بين شخصين من عندقت مارسا تصرفات مرفوضة ومدانة مع سيارة صودف أنها من وادي خالد". وأكد لـ"نداء الوطن" أن الحادث "مدان بالكامل، ونحن نؤمن بحسن الجوار مع أهلنا في وادي خالد، وقلنا منذ اللحظة الأولى للحادثة إننا نرفض هذه التصرفات ونضعها في عهدة الدولة والأجهزة الأمنية، والموقوفان الآن هما في قبضة القوى الأمنية، ونرى أن هناك من يحاول خلق فتنة ونشر القلاقل بين أهالي المنطقة، ونحن على اتصال دائم مع المسؤولين بوادي خالد والفاعليات لتطويق ذيول هذه الحادثة المؤسفة".

يشار إلى أن الجريح الثاني في المستشفى هو سوري الجنسية أيضاً، وتجري اتصالات لتهدئة الأمور بعدما بات المتورّطان بالحادثة في قبضة القوى الأمنية.

لطالما تميّزت عكار بالعيش المشترك بين أبنائها المسلمين والمسيحيين. فهل هناك من يحاول نشر الفتنة في هذه المنطقة فعلاً؟ وهل الحادث فردي أم أن الأمور تتكرر لتخرج عن السيطرة؟ كلها أسئلة في عهدة الأجهزة الأمنية المطلوب منها الآن لجم تداعيات الحادثة منعاً لأيّ تطور مذهبي أو طائفي قد تتسبّب به.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o