بيرم من بعلبك: علينا استرجاع ثقافة العمل والعودة إلى الإنتاج

المركزية - جال وزير العمل مصطفى بيرم  في بعلبك والتقى محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر في مكتبه في مركز المحافظة ، وجرى البحث في واقع العمالة ضمن نطاق المحافظة، والاقتراحات العملية لزيادة فرص العمل لأبناء المنطقة. 

وتنقل الوزير بيرم برفقة خضر، سيرا على الأقدام في شوارع وأزقة المدينة، وصولا إلى دائرة العمل، برفقة مسؤول ملف العلاقات مع الإدارات والمؤسسات الرسمية في قيادة منطقة البقاع في "حزب الله" هاني فخر الدين، وممثل حركة أمل النقيب المتقاعد محمد طه، وكان في استقباله رئيس دائرة العمل في محافظة بعلبك الهرمل محمد منذر وموظفو الدائرة. 

وتحدث الوزير، موجّهاً تحية إلى "أهلنا في البقاع وفي كل لبنان من مدينة بعلبك، مدينة الشمس، بما تشير إليه من دفء وعطف وحياة وأمل وتفاؤل. طبعا الظرف صعب، ولكن أصررنا أن نأتي إلى مدينة بعلبك لما لها من رمزية التضحية والمقاومة والشهادة، وأيضا رمزية العطاء والتنوع، وهذه صورة لبنان المتنوع والمتعدد، وهي رسالة نحملها بفخر إلى كل العالم". 

وتابع "زرنا المحافظ واستمعنا إليه، ووضعنا في بعض الأجواء والظروف وكيفية محاولته تدوير الزوايا. وتعمدت أيضاً أن نمشي في شوارع وأزقة بعلبك، ونسلم على الناس ونتفاعل معهم ونشعر بروح الحياة، ونبض الحياة لن يتوقف، وهو الذي يعطينا الأمل". 

وأردف "جئت إلى دائرة العمل لاقول للموظفين الذين هم زملاء لنا، نقدر جهودكم ونفكر بأوضاعكم، انتم في قلبنا، نعرف ان الظروف والتنقلات صعبة، وأن الأمور اللوجستية البديهية التي يجب أن تكون متوافرة، لا تتوفر كثيرا، ولكن مسؤوليتكم هي التي تدفعكم الى استكمال عملكم، وروحيتكم ومسألة حرصكم على خدمة الناس والمواطنين هي التي تدفعكم إلى الاستمرار بعملكم، وهي التي تجعلنا نشعر بشرف الانتماء لهذا الوطن". 

وأضاف بيرم "نحن معكم بما نستطيعه، ولكن في النهاية الدولة مسؤولة، والمواطن هو من يحق له الشكوى وليس المسؤول، وأنا من واجبي الاستماع إلى الشكوى ورؤية كيف يمكننا تأمين الحلول، ولن نعدم الحلول، والإنسان يجب أن يكون مرنا، إذا لم تنجح خطة وضعها ينتقل إلى ثانية، وننجح بتضافر الجهود، وبأن نساعد ونشجع بعضنا، ونقف مع بعضنا، وأيضاً الأساس خدمة المواطن لان من حقه أن يتوقع من الموظف خدمته. وأقول للمواطن، هذا الموظف إنسان يعيش أزمة لم يمر على لبنان مثيلاً لها، أزمة ذات قلق وجودي، ولكن الإرادة والأمل يتفوقان، ونحن صوت الناس والموظفين والعاملين".  

ودعا الشباب إلى العودة إلى "العمل واسترجاع ثقافة العمل، فالاقتصاد الريعي ضرب روح الإنتاج والعمل وضرب ثقافة العمل، وهذا أمر خطير. لذا انا أدعو الشباب والشابات إلى أن نطرق أبواب العمل، ونعود إلى ساحة الانتاج والعمل، ونريد أن نعيش معا في هذا الوطن، ونكون جميعا يدا واحدة". 

وختم بيرم "هذه هي الرسالة التي أحببنا أن نقولها لأهلنا في البقاع من خلال مدينة الشمس بعلبك، وبالتحديد من دائرة العمل التي اثني على جهود موظفيها في هذه الظروف الصعبة، واقول لهم نحن معكم ونتفهمكم، وإن شاء الله يدا بيد نستطيع تحقيق العديد من الإنجازات على أمل أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وإننا قادرون، مرت علينا الكثير من الظروف والمحن واستطعنا التفوق عليها، ومن يتفوق مرات عدة يستطيع أن يتفوق في المرات المقبلة، المستقبل لنا جميعاً، أقله أن نحمي أجيالنا القادمة لأن لها حقا عندنا".  

خضر: بدوره، أعرب المحافظ خضر عن سروره بالترحيب "بوزير العمل في محافظة بعلبك الهرمل، وأشكره لانه خص منطقة البقاع وبعلبك الهرمل بأول زيارة له للمناطق اللبنانية، وفعلاً هذه المنطقة بحاجة إلى لفتته التي لمسناها منذ اليوم الأول لتوليه مهامه في الوزارة، ولكننا اليوم نراها ونلمسها ونتفاعل معها بشكل مباشر أكثر".  

وأضاف "لقد شرحت للوزير، وهو بالطبع على اطلاع كامل، الخصوصية الموجودة في بعلبك الهرمل، وواقع موضوع العمل في هذه المحافظة في ظل وجود نسبة كبيرة من الأخوة النازحين السوريين، وهذا النزوح ينافس الأيدي العاملة اللبنانية". 

وشدد على "ضرورة تفعيل ثقافة العمل، فلا يوجد مهنة حقيرة، وانا أفتخر بأكثر المهن تواضعا وأعلاها شأنا، خصوصاً أننا نمر في ظروف استثنائية وصعبة. علينا تفعيل هذا الموضوع أكثر في مجتمعنا، وأنا مسرور بمشروع يعمل عليه الوزير لمكننة المعاملات وإعادة إنتاج ثقافة العمل، وهذا المشروع من شأنه تحسين وضع العمل على كافة الأراضي". 

وختم خضر "تطرقنا أيضاً إلى موضوع فرص العمل التي تتاح عبر بعض المنظمات أو الجمعيات أو الجهات المانحة، وكيفية استفادة المواطن كأولوية من فرص العمل في تلك المشاريع، وأن تكون تحت إشراف الأجهزة الرسمية من أجل المزيد من الشفافية، ومن اجل إتاحة أكبر عدد ممكن من فرص العمل للشباب ".