Feb 15, 2022 6:06 AM
صحف

"الصمود" عنوان ذكرى الحريري

كُتب علينا أن نقرأ الفاتحة في المختارة، وفي بيروت في ساحة الشهداء كل عام، وكُتب علينا أن نصمد وسنصمد"، بهذه الكلمات القليلة وما تحمله من ألم ومعانٍ في التاريخ والسياسة، اكتفى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتصريح من أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زمن اضمحلت فيه الدولة كما أحلام السيادة والاستقلال التي ضاعت في صراعات الأمم على أرضنا، وفي ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة حوّلت الشعب اللبناني من شعب ثائر باستمرار الى باحث عن لقمة عيشه بكل مرارة ووجع.

وقد خلت الذكرى 17 لاستشهاد الحريري ورفاقه من المهرجانات الخطابية واقتصرت على تلاوة الفاتحة في ساحة الشهداء، في مشهدية فيها الكثير من الدلالات والعبر وسط حضور شعبي لافت، لا سيما بعد اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ليكتفي بزيارة خاطفة في ذكرى 14 شباط ويعود بعدها مباشرة الى أبو ظبي، معمماً على تيار المستقبل بأن من يريد أن يترشح الى الانتخابات ومخالفة قرار القيادة عليه أولاً التقدم باستقالة خطية من التيار، ما يؤكد أن الحريري ليس بوارد التراجع عن قراره لا بل يستمر في خياره حتى النهاية.

في هذا السياق، أشار عضو كتلة المستقبل النائب نزيه في حديث مع "الانباء" الالكترونية إلى أن الذكرى 17 لاستشهاد الرئيس الحريري تحمل دلالات مختلفة عن سابقاتها انطلاقًا من أمرين، هما تزايد المخاطر التي تستهدف لبنان بعد انهياره وتدمير اقتصاده، وقرار الرئيس الحريري الجريء بتجميد العمل السياسي لأنه يملك معلومات لا تبشر بالخير أبداً بعد إطلاق يد إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن وربما في دول أخرى، مذكّرًا كيف ان الشعب العراقي تمكن من إلحاق الهزيمة بالفريق الموالي لإيران لكنه لم يتمكن من منع إيران من التدخل بشؤونه، وهذه حال لبنان وسورية. وأضاف نجم: "لقد حكي كثيرا عن انسحاب ايران وحزب الله من سورية، فماذا كانت النتيجة؟ والشيء نفسه في لبنان، سيبقى حزب الله ممسكا بمفاصل السياسة المحلية ولن يتمكن الحريري من الحكم طالما هناك فريق سياسي لا يحترم وعوده، وخير مثال التسوية الرئاسية'.

وأضاف نجم: "البلد ينهار امام أهل الحكم ولا أحد يحرك ساكنا. وخيارنا في المرحلة المقبلة البقاء الى جانب أهلنا وجمهورنا. أما بموضوع الانتخابات فالحريري ترك لنوابه حرية الخيار شرط ان من يريد ان يترشح عليه ان يستقيل من تيار المستقبل قبل أي شيء".

من جهتها، كتبت "النهار": لعل مشهدية "الحشد الصامت" امام وحول وفي كل الساحات المحيطة بضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري امس شكلت المشهدية المعبرة بقوة عن مدى تأثر جمهور الحريرية بحضور زعيمها الرئيس سعد الحريري في مناسبة الذكرى ال 17 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005 بعد فترة قصيرة من إعلانه قرار تعليق النشاط السياسي لتيار المستقبل والامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية. ذلك ان دلالات الالتفاف حول سعد الحريري من حشود مفاجئة من أنصاره حضر من مختلف المناطق من دون تنظيم ولا دعوات مسبقة بل بطريقة عفوية بدا فعلا بمثابة رسالة تلقائية برسم الاقربين والابعدين والحلفاء والخصوم، والاهم الأهم رسالة برسم "الانتهازيين" المستعجلين ما يظنون انهم قادرون على اقتناصه جراء قرار الحريري تعليق العمل السياسي المباشر.

لذلك اكتسب حضور الحريري الى ضريح والده وسط حشود الأنصار بعدا يتصل بالتفاعلات العميقة التي تشهدها الساحة الداخلية عموما والساحة التي ملأتها الحريرية خصوصا سواء على مستوى الطائفة السنية ام على مستوى الطوائف الأخرى من خلال واقع ان الحريرية هي عابرة للطوائف. واذا كان حضور الرئيس سعد الحريري الى بيروت ليومين مخصصين لاحياء الذكرى ال17 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري امرا متوقعا وعاديا وطبيعيا في الظروف السابقة فان غياب أي احتفال في المناسبة هذه السنة اضفى بعدا مشدودا على الذكرى وبدا واضحا ان الرئيس سعد الحريري أراد بعدم توجيهه أي كلمة حصر المناسبة بذاتها وعدم اقحامها باي موقف سياسي ما دام قراره بتعليق النشاط السياسي ثابتا ولا تراجع عنه في الظروف الحالية وحتى امد قد لا يكون قصيرا. ولكن رسالة الحشود اثبتت ان حضور الحريري لا يزال الأقوى في ساحته وان لا شراكة متاحة لزعامته حتى اشعار طويل اخر. وبدا لافتا في هذا السياق ان تيار المستقبل اصدر تعميما خلال وجود الرئيس الحريري امس في بيروت وقبل ان يغادرها ليلا الى ابوظبي طلب فيه من سائر المنتمين اليه الراغبين في الترشح للانتخابات النيابية ان يستقيلوا من التيار في حال قرروا الترشح وعدم استعمال اسم التيار في ترشيحهم وحملاتهم الانتخابية.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o