Feb 14, 2022 4:45 PM
خاص

دار الفتوى يحتضن الشارع السني فهل يجمع القيادات لمنع التشرذم؟

المركزية – ثلات قوى تجسّد المرجعية الدينية والسياسية والاجتماعية لجماعة المسلمين، وهي: المؤسسة الدينية الرسمية  الممثلة بدار الفتوى، ورئاسة مجلس الوزراء والقوى والحركات السياسية الإسلامية والوطنية. والسؤال الذي يطرح هل سيتمكن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع نادي رؤساء الحكومات السابقين من استنهاض الشارع السني وتشكيل رافعة للطائفة السنية بعدما انكفأ الرئيس سعد الحريري عن العمل السياسي وعدم ترشحه للإنتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل؟ وهل ينجح في جمع القيادات الإسلامية بعدما نصح الحريري نوابه أمس في اجتماع عقده مع أعضاء كتلته في بيت الوسط "بعدم الترشح نظرا لقناعته أن البلد مقدم على مزيد من التدهور وأن لا حل في الأفق"؟.

نصيحة "الأخ" وليس كرئيس للتيار بحسب تعبير الحريري وصلت إلى النواب والمرشحين الذين يعيشون حالا من البلبلة في مقاربة الإنتخابات مع تعليق الحريري عمله السياسي وتيار المستقبل. فهل سيأخذون بالنصيحة "حتى ما ياكلوا مسبات" بحسب تعبير الحريري؟وكيف سيتمكن المفتي دريان من استنهاض الشارع الإسلامي السني والجماعة، في حال لم تحصل مفاجأة في الأيام المقبلة من شانها أن تقلب الصفحات وتغير مسار بورصة الجبهة السنية؟

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يؤكد عبر "المركزية" أن "غياب الرئيس سعد الحريري المرحلي عن دوره السياسي يحتم على أهل الرأي أن يعملوا للحفاظ على الدور الإسلامي والوطني للمسلمين من أهل السنة والجماعة. ومما لا شك فيه أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان سيستكمل هذا الدور بتعاونه وتكامله مع رؤساء الحكومات السابقين ومع القيادات اللبنانية الحريصة على سيادة لبنان وعروبته وحريته، وسيبقى سعد الحريري الحاضر الغائب في عقل ووجدان القيادات الإسلامية لاستكمال مسيرة بناء دولة المؤسسات والقانون مع كل الخيّرين من القيادات إسلامية كانت أم مسيحية".

وفي السياق يضيف عريمط "بأن نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومسيرة سعد التي استمرت 17 عاما تتكامل وتتلاقى مع رؤساء الحكومات ومع المسيرة الإسلامية والوطنية التي يحرص عليها المفتي دريان لأنه كان ولا يزال يحرص على دور المسلمين الوطني والعربي ليعود لبنان ".

هذا الدور دونه حتما عقبات في ظل انكفاء الحريري ونصيحته الأخوية لنوابه ورؤساء الحكومات السابقين بعدم الترشح. لكن الأجواء المتوافرة لدى أوساط أهل المسلمين السنة والجماعة "بأن المفتي دريان يجسد بحركته نبض الشارع الإسلامي ودوره الوطني، والرؤية واحدة بين المفتي ورؤساء الحكومات السابقين ".

وحول نصيحة الحريري الأخوية، يلفت الشيخ عريمط إلى "أن ما تشهده الساحة اللبنانية من تجاذبات حتى بين أبناء الفريق الواحد لا يبشر بالخير. وكل المؤشرات تدل الى أن الطريق الذي تسلكه بعض المجموعات على الساحة اللبنانية لا يبشر بالخير لمستقبل لبنان. إنطلاقا من ذلك يمكن قراءة تمنيات الحريري بأنها تصب في خانة الحرص الوطني على مستقبل لبنان وسيادة الدولة ومؤسساتها". ويلفت "إلى أن  العقل الإبداعي سيلعب دوراً أساسياً في المواءمة بين المصلحة الإسلامية والمصلحة الوطنية لتكون في خدمة لبنان السيد المستقل والقوي بوحدته الوطنية وتعاونه مع أشقائه العرب والدول الصديقة".

بالنظر الى نتائج مبادرة جمع القيادات المسيحية التي قام بها البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير للحؤول دون تشرذمها، فانها لم تفضِ إلى ما كان يرجوه على الصعيد المسيحي الوطني، فهل يكرر المفتي دريان التجربة وما هي حدود التفويض الممنوحة له في جمع القيادات الإسلامية؟  ويجيب الشيخ عريمط:" مما لا شك فيه أن قيادات أهل السنة والجماعة متوافقة على عنوان سيادة لبنان وخروجه من المحاور التي يريد البعض ضمه إليها. أما موضوع لقاء القيادات الإسلامية والجماعة أو عدمه فهو تفصيل أمام الواقع الإسلامي والوطني. وطالما أن الرؤية واضحة لديها فإن الوسائل والطرق تُبحث من خلال التواصل بين القيادات وهي وحدها من يقرر متى وكيف وأين سيتم اللقاء. وأعتقد أن الهدف هو التقاء الأفكار والطروحات وليس اللقاء لغاية الإستعراضات الإعلامية".  

ما يخشاه الشارع السني اليوم أن تتسع الهوة في ظل الخلاف الحاصل بين الإخوة سعد وبهاء الحريري. لكن بالنسبة إلى العقلاء الصورة واضحة: "بهاء حالة طارئة على الساحة الإسلامية والوطنية بعد غياب استمر 17 عاما.وندعو الله أن يهيء له الأجواء لأن يعود إلى جادة الصواب". ويطمئن الخائفين على الدور الإسلامي والجماعة بأن لا مبرر لذلك "فهم متجذرون في هذه الأرض ولا أحد قادر على تهميش دورهم الوطني أو اختزال موقع أهل السنة والجماعة السياسي. فدورهم كان وسيبقى أصيلا ".

كيف ومتى سيتظهر هذا الدور في ظل الفراغ الحاصل في المشهدية السياسية ؟ "الأيام والأسابيع والأشهر القليلة المقبلة كفيلة في الإجابة على هذه التساؤلات والتخوفات على الواقع اللبناني" يختم القاضي الشيخ عريمط. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o