Feb 13, 2022 7:36 AM
صحف

بوادر أزمة حكومياً وترقب لجلسة الثلاثاء.. ميقاتي لبّى طلب عون والعين على توقيع وزير المال

تتّجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، فهل تستطيع إصلاح ما أفسدته الجمعة الفائتة، أم أن العلاقة بين الثنائيين رئيس الجمهورية ميشال عون ونجيب ميقاتي، و"أمل" و"حزب الله"، لوح زجاج وانكسر؟

الانطباعات الأولية كتبت "الأنباء" الكويتية، ان "الحرد" ممكن، لكن الطلاق مستحيل، في الحسابات المستقبلية المشتركة والواعدة، فالتعيينات العسكرية التي أغضبت رئيس مجلس النواب نبيه بري، تسهل معالجتها، من خلال تعيين نائب لمدير عام أمن الدولة، يسميه الرئيس بري، أما العقدة، فبالموازنة، التي اتهم حزب الله ميقاتي "بتهريبها" نفضا لليد وتهربا من مسؤولياتها أمام الشعب اللبناني الغاضب والناقم على الحال الذي أوصلوه إليه. وهي أيضا لن تعدم التفاهم عند التقاء المصالح.

وحساب الموازنة في مجلس النواب بالطبع، حيث سيتبارى القلقون على معيشة اللبنانيين في المدح والردح مع الموازنة وضدها، حتى يصلوا إلى كلمة سواء، وسيصلون في نهاية المطاف، لأن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي توجب التوافق على حدود معينة، كما لأن "سياسة الخنق" المسلطة على الشعب اللبناني لإرغامه على القبول بالتسويات الإقليمية والدولية، آن أوانها، أو يكاد، مع اقتراب السلطة اللبنانية من الموافقة على عروض الوسيط الأميركي هوكشتاين، بشأن "صفقة" ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الإسرائيلي.

وبالعودة الى ما حصل في جلسة يوم الجمعة، التي كانت مقررة للمصادقة على مشروع الموازنة الذي أعده وزير المال يوسف الخليل المحسوب على الرئيس بري، وإذا بالرئيس عون يطرح تكليف مدير عام سكك الحديد كمفوض للحكومة لدى مجلس الإنماء والإعمار، وهو مركز شاغر مخصص للموحدين الدروز، فاعترض وزير الثقافة محمد المرتضى المحسوب على "أمل"، معتبرا ذلك بمنزلة تعيين، فيما الجلسة مخصصة للموازنة، فأجابه ميقاتي: هذا تكليف بالإدارة وليس تعيينا.

وتقبل المرتضى الجواب، الى انه توجه الى الرئيسين عون وميقاتي والى وزير الدفاع موريس سليم بالقول: ماذا لديك؟ فأجاب: لدينا تعيينات في المجلس العسكري، بدنا نعين العميدين محمد المصطفى (سني) أمينا عاما للمجلس، والعميد بيار صعب (كاثوليكي) عضوا في المجلس، وهي مراكز شاغرة، هنا قال الوزير المرتضى بانفعال: شو صار فيه تعيينات لماذا؟ فأجابه عون: ما فينا ننتظر، فرد المرتضى: انتم تخرقون الاتفاق السياسي الذي حصل بعدم إجراء تعيينات، والمطلوب تأجيل التعيينات الى جلسة الثلاثاء.

وتوجّه عون الى ميقاتي مستفسرا: شو عم يقول؟ فأجابه ميقاتي: عم يقول لنؤجل الجلسة الى الثلاثاء، وبعد التشاور بين عون وميقاتي عن قرب، قال ميقاتي: أجلنا الجلسة، الى الثلاثاء.. وهنا ضرب الرئيس عون بمطرقته معلنا انتهاء الجلسة، فتوجه المرتضى الى ميقاتي سائلا: شو صار أتأجلت الى الثلاثاء؟ فأجابه نعم، ثم توجه ميقاتي الى الرئيس عون بالسؤال: أجلناها فخامة الرئيس ما هيك؟ فرد عون قائلا: لا عيناهم. بعدئذ اكتشف الجميع من تصريح الرئيس عون للإعلاميين بأن الموازنة أقرت، من دون مناقشة وكذلك التعيينات!

وأوضحت المصادر المتابعة لـ"الأنباء" الكويتية أن ما حصل ليس "تهريبة" كما اعتبر "حزب الله" وحركة "أمل"، بل هو ما أوضح عنه ميقاتي لاحقا، وخلاصته، ان جدول أعمال مجلس الوزراء، هو من يعده، بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وليس لأحد ان يفرض عليه جدول أعمال مجلس وزرائه، كما فعل الثنائي عندما اشترط لعودة وزرائه الى مجلس الوزراء، حصر البحث بالموازنة العامة وبخطة التعافي الاقتصادي والمعيشي.

في السياق، أفادت معلومات لـ"السياسة" الكويتية، أن جلسة الحكومة المقبلة، مرشحة لأن تشهد مواجهة حامية بين فريق العهد ووزراء "الثنائي الشيعي". ووزير المال يوسف خليل لن يوقع على مرسوم التعيينات، بطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري المستاء للغاية من إقرار تعيينات لم يكن على علم بها. ومن شأن هذا التوتر المستجد، أن يعرض حكومة الرئيس نجيب ميقاتي للاهتزاز مرة جديدة.

بالمقابل، مصادر الثنائي أشارت عبر "الانباء" الالكترونية الى اتفاق مسبق بين الرئيسين عون وميقاتي لتمرير تعيينات في المجلس العسكري ومجلس الانماء والاعمار، وذلك من دون وضع الرئيس نبيه بري على الأقل في تلك الاجواء، ما جعل وزراء الثنائي يتحولون الى شهود زور وعدم اعارة معارضتهم أدنى اهتمام، ما أثار استياء الرئاسة الثانية.

من جهتها، رأت مصادر بعبدا ان حملة الاحتجاج التي أثارها وزراء الثنائي مبالَغ بها جداً، موضحة في اتصال مع "الانباء" الالكترونية ان الامر لا يستأهل كل هذا الضجيج لان التعيينات العسكرية كانت أكثر من ضرورية لمنع الشلل في المجلس العسكري ومجلس الانماء والاعمار.

المصادر توقعت تعيين نائب رئيس امن الدولة في الجلسة المقبلة.

أوساط الرئيس ميقاتي بدورها نقلت عنه ازعاجه الشديد من تصميم البعض على أن يجعلوا من الحبة قبة، كاشفة عبر "الانباء" الالكترونية ان ميقاتي كان مع تأجيل مرسوم التعيينات الى الجلسة المقبلة لوضع الرئيس بري في الاجواء لكن اصرار الرئيس عون عليها منعاً لحصول شلل في المجلس العسكري جعله يوافق عليها بناء على الاقتراح المقدم من وزير الدفاع مع ان الاجواء داخل الجلسة كانت تتجه الى التأجيل، لكن الامور لا تستأهل هذه الضجة.

على صعيد اخر، نقلت الاوساط عن رئيس الحكومة انزعاجه من تصميم بعض القوى على استفزاز الدول الخليجية بطريقة تسيء الى الدول العربية اما الاساءة الاكبر فهي للأسر اللبنانية التي تعيش من خيرات هذه الدول الذين يقدرون بنصف مليون لبناني.

واكدت أوساط ميقاتي ان استقالة الحكومة في هذه الظروف غير واردة لان مهمة رئيس الحكومة محددة وتنطلق بالدرجة الاولى من اجراء الانتخابات والذهاب الى صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان على الخروج من الازمة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o