Feb 10, 2022 3:38 PM
خاص

قداس مار مارون...رسائل في الحضور والغياب! ‏

المركزية- خلافا للمشهد الرئاسي الجامع في قداس عيد مار مارون امس، هو واقع الحال السياسي والرئاسي في البلاد. فالصورة التي اطل بها الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي جنبا الى جنب داخل الكنيسة في المناسبة الوطنية المفترض انها جامعة،لا تمت الى الواقع الذي يحكم العلاقة بينهم بصلة، حتى انهم تجنبوا اللقاء في صالون الكنيسة، بعد انتهاء القداس على جري العادة، وباستثناء بعض الكلمات المتبادلة بين عون وميقاتي على الهامش، فإن مناخ الجفاء لا سيما بين عون وبري لم يكن خافيا على اي متابع لوقائع الذبيحة الالهية.

وليس الافتراق الرئاسي في الدولة شكل وحده علامة فارقة في المناسبة امس، اذ رصد المراقبون جملة ملاحظات لعل ابرزها:

 -غياب القادة السياسيين الموارنة عن الحدث. محطة يمكن قراءة ابعادها من اكثر من زاوية خصوصا ان هؤلاء بمعظمهم ضد العهد، من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وغيرهم من رؤساء الاحزاب المسيحية، وتاليا يتجنبون لقاء الرئيس عون وقد شنوا في الفترة الاخيرة اعنف الحملات عليه، كما ان هؤلاء لا يريدون الالتقاء ببعضهم البعض نسبة للخلافات المستحكمة في ما بينهم، لا سيما في الموسم الانتخابي ومقتضياته التصعيدية.

-حضور لافت لبعض رؤساء الحكومة السابقين وشخصيات سنية، مقابل غياب الرئيسين ميشال سليمان، وامين الجميل, ويتخذ الحضور السني بعده الاوسع في ضوء تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وتيار المستقبل وارتفاع منسوب الحديث عن خروج الطائفة من محور الاعتدال الذي كرّسه آل الحريري الى مسار التطرف  الذي عززه انضمام عشرات الشبان  من طرابلس اخيرا الى تنظيم داعش الارهابي، بحيث شكلت مشاركة الرئيسين فؤاد السنيورة وتمامى سلام الى جانب الرئيس ميقاتي رسالة واضحة في اتجاه التمسك بالاعتدال السني العربي.

-غياب اي ممثل عن حزب الله، في حين كانت خطوة  ايفاد من يمثل الحزب، ضرورية في هذه اللحظة التي بات ابتعاده عن بكركي وخطابها ضد السلاح غير الشرعي ومطالبتها باعتماد الحياد الذي يقف الحزب رأس حربة في مواجهته، يتخذ منحى غير سليم ينذر بالأسوأ.

-محاولة تعويم رئيس الجمهورية شعبيا من خلال صيحات "الحرس القديم" عند وصوله، في خطوة غير موفقة خلفت موجة انتقاد واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ترى مصادر سياسية عبر "المركزية" في ما رصد على ضفاف قداس الامس انعكاسا لواقع الحال في البلاد، وانزلاق القوى السياسية بمعظمها الى تحويل الخلافات السياسية الى شخصية ونقل الخصومة الشريفة، وفق ما يفرض المنطق، الى نكايات و"حركات صبيانية" باتت ترهق البلاد المنهارة الواجب في ظرف مماثل ان يتحد كل الزعماء والرؤساء والقادة السياسيين لانقاذها، الا ان انعدام المسؤولية وتغليب المصالح الخاصة على الوطنية ادى الى ما ادى اليه والاسوأ على الدرب اذا ما استمر نهج التعاطي على ما هو عليه.

لكنّ القوى السياسية المعارضة على تنوعها تعوّل على استحقاق 15 ايار لانهاء نموذج التعاطي هذا وقلب المعادلة المتحكمة بالبلاد والعباد التي حرفت لبنان من مسار العروبة الى المحور الفارسي، فدفع الشعب الثمن الباهظ. وتفيد مصادرها "المركزية" ان ما بعد الانتخابات لن يشبه ما قبلها خصوصا ان مجمل هذه القوى وبعد انتهاء مرحلة اعلان الترشيحات ستبدأ حركة سياسية بين بعضها البعض لتحصين جبهة السياديين الذين قرروا مواجهة "سطو" طهران على قرار لبنان ووضع خطة تكفل انجاح مشروعهم مقابل اسقاط مشروع حزب الله.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o