May 31, 2018 4:39 PM
تحليل سياسي

"التجنيس" يملأ الوقت الضائع قبل عودة الحريري لانطلاق التشكيـل
حزب الله يُحمل الدولة مسؤولية الفلتان في بعلبك: لخطة امنية حازمة
الاسد: ضباط ايرانيون يعملون مع الجيش السوري ولا ميليشيــات

المركزية- مع انصرام اسبوع بالتمام على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة الجديدة، تدخل هذه العملية اعتبارا من يوم غد اسبوعها الثاني، وسط دوامة عقد خرجت من الكواليس الى العلن قد  تحول دون تأليف سريع يتطلع اليه الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري ومعهما البلاد بأكملها، لعلّ ابرزها حتى الساعة "الثلث المعطل" وإن يكن التعبير عنه يتفاوت تحت تسميات مختلفة، والحصص الرئاسية واحجام تمثيل الاطراف السياسية لا سيما في البيتين المسيحي والدرزي، قبل بلوغ عقدة البيان الوزاري. واذا كان تبيان الخيط الابيض الحكومي من الاسود التشكيلي ينتظر عودة الرئيس الحريري من الرياض، عن طريق باريس على الارجح، لتحديد بعض التوجهات المتصلة بشكل الحكومة لا سيما اذا ما تخللت وجوده فيها لقاءات مع مسؤولين سعوديين، وهو ما لم تبرز اي مؤشرات اليه حتى الساعة، فإن الداخل السياسي انشغل اليوم بنبأ مرسوم التجنيس بعدما وقّعه رئيس الجمهورية والارجح انه بات نافذا، ما دامت المراسيم الاسمية، كما افادت اوساط مطّلعة "المركزية" لا تحتاج الى نشرها في الجريدة الرسمية لتصبح نافذة.

التجنيس وُقع:  فقد افادت المعلومات ان الرئيس عون وقع مرسوم التجنيس لنحو 300 شخص معظمهم من جنسيات سورية وفلسطينية وعراقية واردنية ويمنية وتونسية ومصرية وسعودية والمانية وفرنسية وبريطانية وإيرانية وتشيلية وأميركية وهندية وعدد من مكتومي القيد. وفي حين اشارت مصادر مواكبة الى ان المجنسين الجدد يتوزعون بين رجال اعمال قد يسهم تجنيسهم في تنشيط  حركة الاقتصاد من خلال انشاء استثمارات ستخلق فرص عمل للكثير من اللبنانيين وآخرين يتحدرون من اصول لبنانية تعرقلت معاملاتهم لاسباب معينة ابان مرسوم التجنيس الاخير، تحدّثت معلومات صحافية عن ان الطعن فيه سيكون محسوماً. واكدت محطة "أم.تي"في"، "ان مساعي تبذل مع رئيس الجمهورية لحفظ المرسوم وعدم نشره، لأن كثيرين، خصوصاً من الحريصين على العهد، يجدون انه يُشكّل ضربةً للعهد هو ابعد ما يكون بحاجة إليها في زمن تشكيل الحكومة والجدل حول الحصص الوزارية، وعلى رأسها حصة رئيس الجمهورية.

اجتماعات مكثفة: في الاثناء، قفز الفلتان الامني المسيطر على منطقة بعلبك – الهرمل الى واجهة الاهتمام الرسمي اليوم. اذ حضر في قصر بعبدا خلال لقاء ضم الرئيس عون ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر. وفي السياق، اكد رئيس الجمهورية انّ اجتماعات مكثّفة ستعقد مع القيادات السياسية والامنية لوضع حد للفوضى المنتشرة في المنطقة، في اسرع وقت، وانهّ سيتابع الوضع مع رئيس الحكومة واعضاء مجلس الدفاع الاعلى والفاعليات السياسية لاتخاذ ما يلزم من اجراءات.

أما المشنوق فقال بعد الاجتماع ان الرئيس عون "سيتشاور مع الرئيس الحريري بعد عودته من سفره ومع قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي قبل ان نعقد اجتماعا آخر نحدد فيه المسار العملي والخطوات الواجب اتخاذها مباشرة لحل الوضع الامني والاجتماعي الذي لا يرضي احدا من كافة ابناء المنطقة". وعما اذا كان السبب في ذلك يعود الى وجود مناطق لا يمكن للدولة ان تدخل اليها، قال: "لا، لا ليس هناك ما يمكن تسميته: لا تقدر. في عهد فخامة الرئيس ليس هناك ما يُسمّى: الدولة لا تقدر. بالتأكيد هذا الامر سيتم في وقته ووفق الاجراءات العسكرية والامنية التي يتم الاتفاق عليها مع قيادة الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والقوى الامنية الاخرى".

"الوفاء للمقاومة" والحكومة: من جهتها، رأت كتلة الوفاء للمقاومة أن "الفلتان الامني لم يعد مقبولا التغاضي عنه ولم يعد يحق للسلطة التغاضي عن مسؤولياتها"، داعيا المؤسسات الامنية لتنفيذ خطة امنية حازمة في منطقة بعلبك- الهرمل". واذ أملت "تعاون مختلف الافرقاء لانجاز تشكيل الحكومة في أسرع وقت"، حددت الكتلة ما يشبه "أولويات" الحكومة المرتقبة، فأشارت الى ان "لا بد لهذه الحكومة أن تضع في اعلى سلم اولوياتها العمل على مكافحة كل وجوه الفساد"، مضيفة "اننا اذ طالبنا باستحداث وزارة تخطيط، ندعو الى التعاطي الجدي مع هذا الطلب الذي بات يمثل حاجة ضرورية". ولفتت الى ان "الحكومة ومؤسساتها كافة معنية بحفظ السيادة اللبنانية"، مؤكدة "اننا لن نقبل اي تهاون في تطبيق القانون الوطني وعلى الحكومة في علاقاتها الثنائية والدولية التزام هذه الامور وان تحمي اللبنانيين من اي اعتداء على حقوقهم". وشددت أيضا على أن "يجب اعتماد خطة جدية لمعالجة ازمة النازحين السوريين وتغليب المصلحة اللبنانية على مصالح الدول الاخرى وندعو الحكومة المرتقبة للمبادرة في هذا المجال".

التواصل قائم؟ من جهة أخرى، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أن "التواصل قائم مع السلطات السورية لاعادة آلاف السوريين الى ديارهم والموضوع قريب". وخلال تفقده على رأس وفد من الضباط، المبنى الجديد لمركز المتن الإقليمي الكائن في محلة الجديدة، حيث جال في أقسامه واطلع على سير العمل فيه، متفقدا الطوابق المخصصة لمركز التدريب الوطني في المديرية العامة للأمن العام، أشار اللواء ابراهيم إلى أن "سيتم انشاء 10 مراكز في لبنان خاصة بالسوريين لتخفيف الضغط عن المراكز الاساسية، وذلك لا يعني ان بقاءهم في لبنان سيطول".

تحذير سلامة: في الاثناء، توقفت اوساط مطّلعة عند ابعاد موقف حاكم مصرف ​لبنان​ ​رياض سلامة الذي شدد على​ أن "حال ترقب تشكيل ​الحكومة​ يجب ألا تطول لأننا بحاجة إلى نمو بنسبة 2.5 في المئة، وخفض نسبة العجز... وإلى إصلاحات أهمّها إعادة توسيع حجم ​القطاع الخاص​، لأن توسيع العام​ خفّض فعالية الإنتاجية"، مشدداً على وجوب "تأليف حكومة في أسرع وقت، تكون فيها شخصيات قادرة على تنفيذ مقررات مؤتمر "سادر". وقالت لـ"المركزية" على رغم ان الحاكم لا ينفك يطمئن الى ان وضع الليرة مستقر ولا خوف عليها وأن ​مصرف لبنان​ لديه الاحتياطات الكافية، فإن في مضمون موقفه امس رسالة الى اهل السلطة تدق ناقوس الخطر، لوجوب التنبه الى الوضع المالي والاقتصادي اللبناني الذي يحتاج الى عناية فائقة ولا يتحمل دخول البلاد في بازار المناكفات السياسية التي تحكم عمليات تشكيل الحكومات عادة، لان الامور بلغت حدها، بحسب الاوساط ولم يعد من هامش مسموح لـ"الدلع السياسي" في ظل موجبات مؤتمر "سادر" وارتفاع الفوائد عالمياً كما سعر برميل النفط"، على ما قال الحاكم.

ليبرمان في موسكو: دوليا، ناقش وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في موسكو، الوضع في منطقة خفض التصعيد على الحدود السورية الأردنية. وقال شويغو في بداية اللقاء "يجب أن نناقش كل المسائل المتعلقة بالعمل على الحدود وفي المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد وخاصة البنود التي يوجد لدينا اتفاق عليها مع الأردن والولايات المتحدة".

الأسد ينفي: وفي السياق عينه، نفى الرئيس السوري بشار الأسد، وجود ميليشيات إيرانية في بلاده، قائلاً انهم "ضباط إيرانيون يعملون مع الجيش السوري". وردا على وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب له بأنه "الأسد الحيوان" قال الرئيس السوري "الكلام صفة المتكلم". وتعهد الاسد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، باستعادة المناطق التي تسيطر قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، وحثّ القوات الأميركية على أخذ العبرة من العراق والرحيل عن البلاد. وذكر الأسد "ان النظام بدأ بفتح الأبواب امام المفاوضات" مع قوات "سوريا الديمقراطية" وهي تحالف يهيمن عليه فصيل كردي يسيطر على مساحات من شمال وشرق سوريا، حيث تتمركز قوات أميركية.وقال "هذا هو الخيار الأول. إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة. وعلى الأميركيين أن يغادروا، وسيغادرون في شكل ما". وقال بحسب ترجمة عربية للمقابلة نشرها الاعلام السوري الرسمي "كنا قريبين من حدوث صراع مباشر بين القوات الروسية والقوات الأميركية. ولحسن الحظ تم تحاشي ذلك الصراع لأنه ليس من مصلحة أحد في هذا العالم، وبالدرجة الأولى السوريين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o