Jan 10, 2022 4:17 PM
خاص

التوتر في كازاخستان رسالة لبوتين: واشنطن ضاقت ذرعاً

المركزية – فجأة ومن دون سابق إنذار، اندلعت احتجاجات في كازاخستان، الحديقة الخلفية لروسيا، في توقيت لافت قبيل المفاوضات على خط روسيا – الولايات المتحدة – الناتو، للبحث في الازمة الاوكرانية والاسلحة النووية، ما تسبب بتوترات خطيرة على الحدود الجنوبية لروسيا وأجبر موسكو على توزيع جزء من اهتمامها على "النقطة الساخنة" التي افتتحت حديثًا.   

اللافت ان المحادثات الاميركية -الروسية بدأت اليوم في جنيف، على أن يليها في 12 الجاري اجتماع ثان بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ومن ثم في 13 الجاري اجتماع ثالث بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضم في عضويتها الولايات المتحدة. فلماذا تحريك ورقة كازاخستان في هذا التوقيت بالذات وهل تحمل رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل المحادثات الاميركية – الاوروبية - الروسية؟  

العميد المتقاعد نزار عبد القادر يقول لـ"المركزية": "كانت المظاهرات رسالة لبوتين لكن يبدو أن الرئيس الروسي مع السلطة في كازاخستان هما الوحيدان اللذان استطاعا تلقفها، ويبدو ان اللعبة انقلبت على من خطط لها، سواء كانت تركيا او الغرب اي الولايات المتحدة، إذ انفتحت اجواء جديدة في دول ست، هي، إضافة الى كازاخستان، كل من تركمانستان واذربيجان وطاجسكتان وقيرغيزستان واوزباكستان، حيث العرق التركي هو الغالب فيها. ولكن هل سيعود بوتين للتفاهم من جديد حول الاوضاع في آسيا الوسطى مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ام انه سيقوم بحلول جذرية من خلال تحريك دعمه العسكري لكل هذه الدول. اليوم بدأت في كازاخستان ولا شيء يمنع ان تمتد الى تركمانستان واذربيجان وسائر تلك الدول".  

ماذا عن المحادثات التي انطلقت في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة والتي ستليها أخرى مع حلف شمال الأطلسي، ومن ثم مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يجيب عبد القادر: "معقدة جدا برأيي، لأن هناك اولا مطالب غربية اميركية من روسيا مفادها أن اي تورط في اوكرانيا سيدفع نحو فرض عقوبات جديدة عليها وقد تصل الى حد منع توريد الغاز الى اوروبا مما سيتسبب بأزمة سيولة لبوتين، إذ يعتبر الاتحاد الروسي المصدر الأكبر للغاز الى اوروبا، لذلك لاحظنا ان الاميركيين عارضوا مد الانبوب الجديد نورد ستريم 2 باتجاه اوروبا، وهذا بمثابة العصا الغليظة التي يمكن ان يلوح بها الرئيس الاميركي جو بايدن لبوتين في اجتماعهما".   

ويضيف: " أما من جهة أخرى، فإن لروسيا مطالب مهمة اولها عدم نشر صواريخ متوسطة المدى وتحمل رؤوسا نووية في اوروبا وثانيها وقف الدعم المعنوي والسياسي لأوكرانيا الذي قد يتحول لاحقا الى دعم عسكري مكشوف. صحيح ان هناك دعما عسكريا حالياً، لكنه ليس بالقدر الذي يمكنه ان يعادل الحشد الروسي على الحدود. لذلك اعتقد ان الاميركيين بدأوا يضيقون ذرعا بسياسات بوتين في بعض الدول الممتدة من اوكرانيا الى البلطيق، والتي تشكل لروسيا "الحزام" الذي تحرص على إبقائه تحت هيمنتها. صحيح ان هذه الدول استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي لكن يجب الا تذهب بعيدا نحو الغرب مما يشكل خطرا على الأمن الروسي".  

ويختم عبد القادر: "لننتظر ونرى مدى قدرة الاميركي على إقناع بوتين بالانسحاب وإعطائه بعض الضمانات التي يطالب بها، لأن بوتين يطالب بضمانات أمنية في الواقع وليس بقضايا أخرى. في المقابل، هم ايضا على استعداد لإجباره على التراجع عن فرض هيمنته على هذه الدول المتاخمة للحدود من خلال القوة العسكرية".  

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o