Nov 22, 2021 4:04 PM
خاص

إنقسام مجموعات القوى التغييرية يبعدها من حلبة الفوز... إنتخابات نقابة المحامين الدرس الأقسى للثوار!

المركزية – فتحت نتائج إنتخابات نقابة المحامين أمس والتي أسفرت عن فوز المرشح  ناضر كسبار بمركز نقيب محامي بيروت وماري تيريز القوال نقيب محامي الشمال الجدل بسبب خسارة مرشحي المجتمع المدني الذي انقسم إلى مجموعات على مركزي العضوية والنقيب. وبدا لافتا أن مجموعات الثورة التي أوصلت ملحم خلف إلى مركز النقيب قبل عامين واستعادت هتافات الثورة انكفأت وفقدت وهجها  في انتخابات الأمس بعد انقسام المجتمع المدني إلى مجموعات وانحراف البعض منها عن الخط والأهداف التي على أساسها نزل اللبنانيون إلى الساحات وهتفوا...ثورة..ثورة.

وعلى رغم محاولات "الترقيع" التي قامت بها مجموعات الثورة في الإنتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة وآخرها جامعة اليسوعية حيث كانت "السقطة المدوية"، إلا أنه يمكن القول بأن انتخابات نقابة المحامين أسقطت الستارة عن حقيقة واحدة مفادها: إما العودة يدا واحدة ومجموعة واحدة وأهداف موحدة أو سلام على الثورة. وأظهرت مشهدية توزع الأصوات بين لائحتي "نقابتنا" و"جبهة المعارضة" التي ضمت تجمع حزب الكتائب وحركة الإستقلال ومجموعات أخرى أن الخسارات ستتكرر وأن رافعة المعارك الإنتخابية لم تعد ترتكز على عناوين إنما على أفعال.

النائب السابق فارس سعيد وفي تعليق أولي على نتائج انتخابات نقابة المحامين في بيروت والشمال اعتبر أن الرافعة التي أوصلت النقيب ملحم خلف قبل عامين كانت الثورة ولم يضطرفي حينه إلى خوض معركة تقليدية من إقامة مآدب غذاء أوعشاء أوالقيام بتحالفات مع أحزاب وقوى سياسية في حين أن الرافعة التي أوصلت المرشح ناضر كسبار إلى مركز نقيب محامي بيروت كان العمل السياسي التقليدي وذلك من خلال علاقاته كمحامي ونقابي وأيضا من خلال تاريخه مع القوى السياسية. وقد خاض معركة تقليدية بامتياز بحيث تجنب الإصطدام والموقف السياسي الحاد وقد ادى ذلك إلى فوزه". ويضيف سعيد: " بين الرافعتين الثورية والتقليدية كان لا بد من طرح أسئلة أساسية حول كيفية إدارة الأمور لاحقا وما هو مستقبل القوى التغييرية في لبنان وبعض القوى والأحزاب التقليدية التي منيت بالهزيمة بسبب عدم التنسيق في ما بينها؟.

بالتوازي يبدو جلياً أن ثمة توافق بين القوى التغييرية بأن الشارع لم يعد الوسيلة الأنجح لتحقيق شعار التغيير الذي رفعته ثورة 17 تشرين، والتركيز مصوّب اليوم على الإنتخابات. إلا أن نتائج الأمس أثبتت أن هناك العديد من الثغرات التي تحول دون ترجمة التغيير لا سيما في الإستحقاق النيابي المرتقب لأسباب تتوقف أولا على انقسام المجموعات.

العضو في المجلس السياسي والمسؤول عن العلاقات الخارجية في "تحالف وطني" مارك جعارة يؤكد ل"المركزية" بأن "نتائج انتخابات نقابة المحامين كشفت عن العديد من الأخطاء لكن علينا أن نتعلم من دروس اليوم ليكون الحصاد في موسم الإنتخابات النيابية". ولفت إلى أن "النجاح في اي انتخابات يرتكز على ثلاثة شروط وهي: جهوزية الناخب لقبول طروحات المرشح ووجود نية وإرادة بالتغيير، وثانيا أن تكون الحملة منظمة وأخيرا التمويل علما أن الإنتخابات النيابية تحتاج إلى رصيد مالي كبير".

وإذ يشير جعارة إلى أن الشرط الأول كان متوافراً في انتخابات نقابة المحامين،  إلا أن انعدام التنظيم بين مجموعات القوى التغييرية والإنقسام الذي حصل في ما بينها يضاف إلى ذلك ربما إنزعاج فئة كبيرة من المحامين من الإضراب الذي اعلنه نقيب المحامين ملحم خلف واستمر لأكثر من 3 أشهر...كل هذه العوامل كان يمكن تفاديها لولا الخلاف بين مجموعات القوى التغييرية القائم على خلفية تحالف أو عدم التحالف مع حزب الكتائب اللبنانية".

لكن أهم من الخلاف يضيف جعارة هناك التصويب على فكرة الفوز "وإذا كان يقتضي التحالف مع الكتائب فليكن، وإذا لا فليكن من دونه. ولفت إلى ضرورة إيجاد قواسم مشتركة بين مجموعات القوى التغييرية " وهذا ممكن على قاعدة التنسيق مع حزب الكتائب في مطارح محددة وهذا يتطلب الإتكال على الحنكة لدوزنة الأمور".

باعتراف مجموعات القوى التغييرية " الخسارة في انتخابات نقابة المحامين كانت فاضحة" لكن العبرة التي خرجت منها بعض المجموعات ستكون بمثابة خارطة طريق لخوض الإنتخابات النيابية وما تبقى من انتخابات نقابية وطالبية. وفي مقدمة الأولويات "العمل على أن نكون منظمين، ونقدم خيارات مقنعة للناس والأهم ألا تكون المعركة الإنتخابية بين القوى التغييرية نفسها  بهدف خسارة مجموعة على حساب فوز أخرى لأن النتيجة ستكون حتما الخسارة للجميع كما حصل في انتخابات نقابة المحامين أمس وهذا هو التحدي الذي بدأنا العمل عليه مع صدور نتائج الأمس وإيجاد الصيغة المناسبة لذلك" يختم جعارة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o