Nov 06, 2021 8:06 AM
صحف

تحدي قرداحي وتصعيد حزب الله يكشفان الهيمنة الإيرانية على لبنان

يعكس تعنّت وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وتصعيد حزب الله من خلفه ضد السعودية، عجز رئيس الوزراء نجيب ميقاتي عن رسم السياسات الخارجية للبنان والدفاع عن مصالح اللبنانيين في دول الخليج، ما يعزز صدقية القول بأن الحكومة اللبنانية أسيرة أجندات حزب الله ومن خلفها إيران.

وفشلت دعوات ميقاتي المتكررة إلى استقالة قرداحي و”تغليب المصلحة الوطنية”، فيما قيدته التوازنات الحكومية الداخلية في اتخاذ قرار لإقالته، وفتح قنوات الوساطات أمام عدد من الدول التي أبدت استعدادها للتوسط لدى الرياض لطي الخلاف الدبلوماسي مع بيروت.

ويُظهر تعنت قرداحي المدعوم من حزب الله، رئيس الوزراء ميقاتي عاجزا عن التحرك لرأب الصدع، كما أن ذلك يجهض خارطة طريق لطي الخلاف كان قد أعلن عنها الخميس بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون.

وأدى الخلاف الذي أثارته تصريحات قرداحي، التي ينتقد فيها السعودية بسبب حرب اليمن، إلى تفاقم المشكلات التي تواجه ميقاتي وحكومته، التي أصيبت بالفعل بالشلل بسبب الخلاف حول التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

ويحذّر مراقبون من ترك حزب الله يقود مسالك هذه الأزمة، راسما خطوطا حمراء أمام إقالة قرداحي أو استقالته، ورافعا سقف المواجهة مع السعودية.

واعتبرت تلك الأوساط أن استغراق لبنان الرسمي في قياس منسوب التوافق المطلوب حيال أي خطوة بحق وزير الإعلام، عوض بدء تدارك الموقف وإدارة الأزمة بما يتلاءم مع جوهرها المتصل بإحكام حزب الله سيطرته على مفاصل القرار، لن يؤدي إلا إلى المزيد من التعقيدات على هذه الأزمة التي تسير بلبنان إلى العزلة.

ورغم دعوات طيف سياسي واسع في لبنان لقرداحي بالاستقالة تجنبا للضرر بمصلحة اللبنانيين في الداخل والخارج، يواصل الأخير تحديه لميقاتي واللبنانيين، إذ يسعى إلى المزيد من التأزيم عبر اشتراطه ضمانات لانتهاء الأزمة مع الدول الخليجية بعد تقديم استقالته.

ويرى محللون أن قرداحي ليس في موقع مقايضة، وإنما بصدد تنفيذ سياسات حزب الله المهيمن الأساسي على قرار الحكومة اللبنانية السيادي.

وتأتي الأزمة في وقت كانت حكومة ميقاتي تعمل على إعادة ترتيب علاقاتها السياسية مع دول الخليج، خصوصا السعودية، وتعوّل على دعم مالي منها في المرحلة المقبلة للمساهمة في إخراج البلاد من أسوأ أزماتها الاقتصادية.

وتشهد العلاقة بين البلدين فتورا منذ سنوات، على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة إرهابية تنفذ سياسة إيران، خصمها الإقليمي الأبرز.

وبذلت الرياض كل ما في وسعها على مدى سنوات مضت لدعم لبنان وحث الفرقاء على منع ارتهانه إلى أيّ جهة خارجية، لكن اللبنانيين ظلوا ينظرون إلى المملكة كجهة مهمتها ضخ الأموال وتحريك الاقتصاد والسياحة دون أيّ التزام سياسي تجاهها، وهو خيار لم يعد يتماشى مع سياسات الرياض الجديدة.

المصدر - العرب اللندنية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o