Nov 05, 2021 4:08 PM
خاص

بين رأس البيطار والأزمة الديبلوماسية...تسوية مع الإحتلال الإيراني أو مصالحة مع الخليج!

المركزية –  لا يكاد ينام اللبنانيون على أزمة حتى يصحوا على أخرى جديدة أشد فتكا وخطورة في تداعياتها. ومن ملف مأزوم إلى آخر يبدو أن الهدف المطلوب واحد: "قبع" قاضي التحقيق في جريمة تفجير المرفأ طارق البيطار وطمس الحقيقة مع رفات 219 ضحية. 

وبالمباشر يتم التعاطي اليوم مع ملف التحقيق بتفجير المرفأ على قاعدة "واحدة بواحدة". التحقيق بالمرفأ مقابل التحقيق بحادثة الطيونة، أو استمرار عمل الحكومة،  أما المعادلة الأخيرة والتي كشفت عن حقيقة نوايا الحزب فجاءت على الشكل التالي: رأس البيطار مقابل رأس قرداحي، وما بينهما الأزمة الديبلوماسية مع دول الخليج. فهل تحول ملف التحقيق في جريمة المرفأ إلى قميص عثمان والقاضي بيطار إلى "طنسا" وهو الذي نُقِلَ عنه يوما "إذا لم يكن من طنسا سواي في الجمهورية اللبنانية للتضحية به فأنا مستعد للتنحي". 

من الواضح أن الثنائي الشيعي لن يتنازل قبل تنحية القاضي  البيطار أو إيجاد صيغة قانونية للآلية التي يتبعها في تحقيقاته، وعلى نحو لا يمس بوزراء ورؤساء ونواب. فهل نكون أمام أزمة ديبلوماسية أم سيادة منقوصة في ظل الإحتلال الإيراني؟ وهل تتركز مساعي حزب الله اليوم على مقايضة ملف العلاقات مع دول الخليج بملف تنحية البيطار واستبداله؟ وفي حال نجح ذلك هل يوافق الحزب على خارطة الطريق التي وضعها ميقاتي للإنقاذ؟ وهنا بيت القصيد. من سيراهن بعد على خطة إنقاذ في ظل هيمنة سلاح حزب الله والإحتلال الإيراني؟ 

منسق التجمع من أجل السيادة نوفل ضو حدد عبر "المركزية" معالم خارطة الطريق نحو السيادة والتي لا تجوز مقاربتها مع الخارطة التي أعلن عنها ميقاتي في الأمس من السراي الحكومي فقال: "خارطة الرئيس ميقاتي من السراي الحكومي لا تعالج المشكلة مع دول الخليج إنما تهدف إلى بقائه في السلطة وهذا ما يتطلب تسوية ما مع الحزب والبقاء كواجهة للإحتلال الإيراني. أما خارطة الطريق الصحيحة لإعادة فتح الخطوط الديبلوماسية مع الخليج  فتتمثل في خروج ميقاتي أو من يسعى أو يريد الإستمرار في البقاء داخل منظومة حزب الله والتغطية على الإحتلال الإيراني والتموضع لمقاومة الإحتلال. وما عداها ليس إلا مجرد تسوية لتضليل الأشقاء العرب. لكنهم لم يفهموا بعد، أو ربما لا يريدون أن يفهموا أن زمن إيهام العرب ولّى وهم لن يقبلوا بأية تسوية بعد اليوم". 

حتى اللحظة لا تبدو معالم التسوية بين المنظومة والحزب على حساب ملف التحقيق في تفجير المرفأ واضحة، "لكن أيا تكن تفاصيلها فهي حتما ستكون بداية لتسوية جديدة مع ملف المرفأ". فهل تنجح التسوية هذه المرة لا سيما إذا كانت آتية مع هبات ريح مؤتمر المناخ الذي شارك فيه ميقاتي والتقى عددا من قادة الدول المؤثرة والفاعلة في مسار الملف اللبناني؟ 

بحسب ضو"التسوية ستنجح إذا وافق ميقاتي على الخروج من مظلة حزب الله. لكنه لن يقدم على الخطوة طالما أنه يسعى للمحافظة على موقعه في الحكم.  ويخطئ من يعتقد أن العرب سيرضون بأي حل على طريقة "تبويس اللحى" بعد كل ما عانوه وذاقوه من منظومة الإحتلال. اليوم نحن أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما تسوية مع الإحتلال الإيراني أو مصالحة مع الخليج للحفاظ على سيادة لبنان وتاريخه ولا مجال للسير بالإحتمالين معاً".   

مما لا شك فيه أن حزب الله لن يهدأ ولن يستكين. وخلاصة الكلام أن تسوية سياسية ما ستطرح، وسيدفع ثمنها القضاء. كيف؟ يختم ضو: "قد تكون إما بتنحية القاضي البيطار أو حثه على التنحي، أو إيداعه ملف التحقيق من دون السماح له باستدعاء الوزراء وإحالتهم إلى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء من خلال فتوى قانونية يتم الإعداد لها بالتنسيق بين الرئيسين عون وميقاتي. أما كلام الأخير من السرايا عن عدم تدخل الحكومة بعمل القضاء فليس إلا انسحابا من مسؤوليات السلطة التنفيذية في تأمين الغطاء السياسي والظروف الأمنية المواتية للقضاء للعمل بحرية على أن يتم كل ذلك من دون التدخل بمجرى التحقيق. خارج هذه المعادلة يكون الكلام مجرد تضليل وتسوية لتمكين حزب الله من سيطرة الإحتلال الإيراني على كل مقومات الدولة".     

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o