Oct 31, 2021 7:00 AM
صحف

تخبّط في مواجهة العاصفة الخليجية وتوسيط أميركا وفرنسا

كتبت صحيفة النهار تقول: بمزيد من التخبط والبلبلة وعدم اليقين واجه  لبنان الرسمي اخطر ازمة خارجية مع دول مجلس التعاون الخليجي التي تلاحقت إجراءاتها المماثلة لدى اربع دول حتى البارحة هي  السعودية والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة في سحب سفرائها من لبنان والطلب من سفراء لبنان لديها مغادرة أراضيها. وفيما شهد يوم أمس سلسلة ماراتونية من اللقاءات والتحركات وكانت  بكركي مسرحا لافتا لأبرزها ظلت استقالة وزير الاعلام جورج  قرداحي "لا معلقة ولا مطلقة " بين توقعات بإعلانها في الساعات المقبلة واستبعاد لإعلانها فعلا لان "حزب الله " يتولى واقعيا منع الاستقالة.

ومع ذلك فان الوضع الحكومي برمته بدا وكأنه خرج من الاطار اللبناني الخليجي الصرف اذ بدا لافتا ان يستعين وزير الخارجية عبد الله بو حبيب كممثل للعهد ومن خلال ترؤسه لخلية الازمة الوزارية التي شكلت لمواجهة الازمة بالقائم بالاعمال الأميركي في بيروت طالبا بشكل رسمي توسيط الولايات المتحدة مع دول الخليج لاحتواء الازمة.
وتعزز هذا الاتجاه مع معطيات أفادت ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيقابل على هامش مشاركته في قمة المناخ في غلاسكو في اسكوتلاندا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن للطلب إليهما التدخل في احتواء الازمة مع دول الخليج.

ونقلت وكالة "رويترز"في هذا السياق عن مصدر سياسي كبير ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على اتصال مع المسؤولين اللبنانيين لمنع انهيار الحكومة وليس هناك مؤشرات الى الآن عن استقالة أي من الوزراء.

الى ذلك، أفادت أوساط مطلعة ل​صحيفة الراي​ الكويتية، بأن "بقاء المناخ الخليجي على تأجُّجه حيال لبنان الرسمي سيعني سحب الشرعية من حكومة ​نجيب ميقاتي​، وأي حكومة أخرى تسلّم بإمساك ​حزب الله​ بمفاصل القرار في البلاد، واستطراداً إعلان دول حزام الأمان تاريخياً للبنان نفْض يدها بالكامل وأياً تكن النتائج منه بعد تحوّله خطاً متقدماً في مشروع المحور الإيراني".

ورأت الأوساط المطلعة أن "إدارة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وميقاتي الأزمة الأكثر خطورة في علاقات ​بيروت​ مع ​دول الخليج​، عكست ارتباكاً وسوء تقدير كبيرين لخلفيات وأبعاد ما ارتكبه وزير الإعلام ​جورج قرداحي​، حتى أن رئيس الحكومة وبعد إعلان ​الرياض​ سحب سفيرها وطلب مغادرة سفير لبنان ووقف كل الواردات منه، بقي على مجرّد أسفه لقرار الرياض".

في سياق متصل، علمت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "مسؤولين لبنانيين باشروا اتصالات مع مسؤولين دوليّين، للتوسّط مع دول مجلس التعاون الخليجي للخروج بحلول للأزمة الحاصلة". ولفتت مصادر إلى أنّ "لبنان طلب مساعدةً أميركيّةً وفرنسيّةً بهذا الخصوص"، فيما أبلغت مصادر دبلوماسيّة عربيّة "الشرق الأوسط"، أنّ "الدول الخليجيّة كانت واضحة في بياناتها حول المآخذ على الأداء اللبناني، خصوصًا أنّ تصريحات وزير الإعلام ​جورج قرداحي​ كانت القشّة الّتي قصمت ظهر البعير".

في غضون ذلك، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب بكر الحجيري، أنّ لبنان أسير السياسات المعادية للدول العربية، وفي قبضة فريق مسلح خارج عن الشرعية والدستور والقوانين المرعية الاجراء، ومدمر للعلاقات اللبنانية ـ الخليجية، الا ان المصيبة الاكبر والأعظم، تكمن بتحالف العهد مع هذا الفريق دون حدود او حساب، الأمر الذي أدى الى عزل لبنان عربيا، والى انزاله من على سلم الاهتمامات والأولويات الدولية، معتبرا بالتالي ان وزير الاعلام جورج قرداحي، ما كان ليتطاول على المملكة السعودية مصدر نعمته المادية، وما كان ليتفوه بغير كلمة الحق والحقيقة، لولا يقينه ان غطاء العهد سيظلله، بمثل ما يظلل السلاح خارج إطار الشرعية والمؤسسات العسكرية والأمنية.

ولفت الحجيري في تصريح لـ"الأنباء الكويتية"، الى أنّ لبنان يدفع غالياً ثمن التطاول على المملكة السعودية، اذ اضافة الى عزله عربياً، ها نحن اليوم امام انسحابات مؤسفة للسفراء الخليجيين، نتيجة المواقف العدائية التي يطلقها حزب الله وأعوانه ضد المملكة العربية السعودية وسائر الدول الخليجية الشقيقة، معتبرا بالتالي انه لا عجب في ان يتخذ الوزير قرداحي موقفا شتاما متماهيا مع اسياده في لبنان وخارجه، وذلك انطلاقا من ولائه لدمشق أولا وللسلاح المحتل للبنان ثانيا، فما بالك واسمه يشير الى البلدة السورية الأحب الى قلبه، مشيرا الى بلدة القرداحة السورية، معتبرا ان السكوت عن مواقف قرداحي جريمة بحق لبنان واللبنانيين، والمطلوب بالتالي اقالته من الحكومة، كتعبير صادق ومحق عن رفض الحكومة لمثل تلك المواقف غير المسؤولة. وعما اذا كان يرى الانتخابات النيابية في خطر، لفت الحجيري الى ان لبنان، يعاني من تجار السياسة، الذين يقبضون على القرارين التنفيذي والتشريعي، ويستميتون لإبقاء الاكثرية النيابية على حالها، من هنا اهتمام هؤلاء التجار وفي مقدمتهم جبران باسيل، بنسف الانتخابات النيابية، او تأجيلها بأقل تقدير، وذلك انطلاقا من يقينه بأن صناديق الاقتراع، ستسقطه من المعادلة النيابية، وستُقط بالتالي حلمه بالجلوس على الكرسي الرئاسي، مؤكدا ان لجوء باسيل الى المجلس الدستوري طاعنا بالتعديلات على قانون الانتخاب، لن يأتي بالمن والسلوى، لا له ولا لغيره من الزاحفين والجائعين الى السلطة، معتبرا بالتالي، ان تصرفات باسيل، ومعه مستشارو البلاط ووزراء السلطة والممانعة عرّت العهد، وكشفت للقاصي والداني مدى استعداده لحرق لبنان وتدميره من اجل تأمين وتحصين مصلحة الصهر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o