Oct 29, 2021 7:17 AM
دوليات

قمة "العشرين" تبحث إنعاش الاقتصاد ومكافحة التغيّر المناخي عشية "غلاسكو"

بعد 13 عاماً على انعقاد القمة الأولى في واشنطن، ونحو سنة على استضافة الرياض القمة الأخيرة خلال الرئاسة السعودية، تستعد إيطاليا لتستضيف غداً قمة «مجموعة العشرين» في روما.
وتبحث القمة، التي سيشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن ويغيب عنها الرئيسان الصيني والروسي، ملفات شائكة عدّة، تشمل مكافحة وباء «كوفيد - 19» وإتاحة اللقاحات على نطاق واسع، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة التغير المناخي، وذلك عشية انعقاد المؤتمر الدولي حول المناخ «كوب 26» في غلاسكو.

كثيرة وشائكة هي الملفّات الكبرى على مائدة القمة، التي أفسحت فيها الرئاسة الإيطالية مساحة واسعة لمنظمات المجتمع المدني وحركاته. ووجّهت هذه المنظمات عشيّة انعقاد «العشرين» رسالة إلى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، جاء فيها «في حين تواصل معدلات الفقر وسوء التغذية تحطيم أرقام قياسية كل يوم، ويتراكم الضحايا والأضرار الناجمة عن وباء (كوفيد - 19) لتعمّق فجوة الفوارق الاجتماعية، وفي حين ينأى تحقيق الوعود التي قطعتها الدول في (اتفاق باريس) حول تغيّر المناخ، والأهداف التي تتضمنها أجندة 2030 للتنمية المستدامة، يقف العالم في مواجهة أخطر التهديدات المصيرية التي عرفها إلى اليوم، متسائلاً: هل ستقرن دول المجموعة أقوالها بالأفعال وتعهداتها بالتدابير الملموسة؟ أم أنها ستواصل المراوغة والتأجيل بحجج واهية ومدّمرة للأجيال المقبلة؟».

كلمات كهذه سيسمعها الرئيس بايدن صباح اليوم في حاضرة الفاتيكان عندما يلتقي، للمرة الرابعة، البابا فرنسيس الذي تعاقبت في الأشهر الأخيرة تصريحاته ورسائله الرعويّة المندّدة بانعدام المساواة، واضطهاد المهاجرين واللاجئين، وإهمال البيئة، وعزوف الدول الغنيّة عن اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ. ومن المنتظر أن يكون وباء «كوفيد - 19» على مائدة المحادثات بين البابا وبايدن الذي؛ حسب البيت الأبيض، سيطلب من القمة تخصيص مساعدات مالية كافية للبلدان الفقيرة كي تنجز الأهداف اللقاحية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية قبل نهاية العام المقبل.

ويسعى بايدن في رحلته الخارجية الثانية منذ انتخابه، إلى رأب الصدع الذي أحدثه انصراف واشنطن إلى تركيز جهودها الأمنية على الخطر الاستراتيجي الذي يشكّله صعود الصين، في العلاقات الأميركية - الأوروبية.
وتنشدّ الأنظار إلى اللقاء الذي سيجمع بايدن بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشيّة القمة، في مقرّ «المركز الثقافي الفرنسي» في «قصر ميديتشي» المشرف على الوسط التاريخي لروما، حيث سيحاول الرئيس الأميركي تطمين الحليف الفرنسي، ومن خلاله بقية الحلفاء الأوروبيين، بأن الانصراف إلى الهم الاستراتيجي الصيني في المحيطين الهندي والهادي لن يكون على حساب الأمن الأطلسي، والتزام واشنطن الدفاع عن حلفائها في أوروبا.

ومن المنتظر أن يركّز ماكرون في محادثاته مع بايدن على مشروع الدفاع الأوروبي المشترك، الذي تدفع باريس باتجاهه منذ سنوات ويحرص عليه الرئيس الفرنسي بشكل خاص، والذي كان تعرّض لانتقاد شديد من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. ويتوقع المراقبون، أن يطلب ماكرون من بايدن ليس فقط دعماً صريحاً لمشروع الدفاع الأوروبي، بل أيضاً الضغط من واشنطن على الأطراف الأوروبية التي ما زالت تتردد في الانضمام إلى المشروع أو مواكبته.

يذكر، أن واشنطن كانت قد أعلنت التزامها تسهيل مشروع الدفاع الأوروبي خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى باريس مؤخراً.

والى جانب مطالبة باريس بحضور فاعل ضمن الاستراتيجية الأميركية في المحيطين الهندي والهادي بعد استبعادها نتيجة الحلف الذي وقّعته واشنطن مع أستراليا وبريطانيا، تصرّ فرنسا على دور أميركي أكثر فاعلية في مناطق النفوذ الأخرى التي تسعى تركيا وروسيا إلى التمدد فيها، مثل ليبيا ومنطقة الساحل الأفريقية، والتي تكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة إلى باريس.

وأشارت معلومات «الشرق الأوسط» من مصدر دبلوماسي موثوق، أن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي يسعى لعقد اجتماع على هامش القمة مساء غدٍ (السبت) بين الدول المعنية مباشرة بالملف النووي الإيراني، الذي ما زالت مفاوضات فيينا حول إحيائه تراوح في مكانها.

ومن اللقاءات الأخرى المنتظرة على هامش القمة، الاجتماع الذي سيعقده الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب إردوغان بهدف «مواصلة الحوار حول العلاقات الأوروبية – التركية، وأمن المتوسط، وأزمة الهجرة»، حسب مصدر رسمي فرنسي. ومن المتوقع أن تكون الأزمة الليبية أيضاً حاضرة بقوة في اللقاءات الهامشية، خصوصاً على بعد أسبوعين من القمة التي تستضيفها باريس في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل حول ليبيا بمشاركة دولية واسعة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o