Oct 07, 2021 4:19 PM
خاص

بين قبرص وتركيا صراع ثروات نفطية... ولبنان ينتج شبعا بحرية

المركزية – شيء ما يجري على خارطة التحولات بين قبرص وتركيا. والواضح أن تحركات الأخيرة في البحر المتوسط استفزت الحكومة القبرصية فكان كلام المتحدث باسم وزارة الخارجية القبرصية ديميتريس صامويل اليوم الخميس حيث قال "إن تركيا تتدخل وتعترض عمل مشروع شرق المتوسط المتصل بالتنقيب عن الغاز واستخراجه. ويتوجب عليها أن تحترم القانون الدولي". حتى أنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما صرح بأن "أنقرة تتمسك بطروحات عثمانية.. وتتسبب بمشكلات في المنطقة"، وذلك تعقيبا على الحل الإتحادي الذي طالبت به الحكومة القبرصية  للجزيرة بكل وضوح. لكن تركيا رفضته وعرضت حل الدولتين و"هذا يتعارض مع القرارات الأممية" بحسب صامويل. 
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم، عمر جليك أن حقوق ومصالح جمهورية شمال قبرص التركية "خط أحمر" لن تسمح بلاده بالمساس بها.  فهل تكشف هذه التطورات عن خارطة جيوبوليتيكية جديدة في المنطقة وكيف يقرأها المحللون العسكريون؟
العميد الركن خالد حمادة لفت إلى :"أن شرق المتوسط يتصدر واجهة الأحداث والمتغيرات الجيوسياسية في العالم. فهذه المنطقة التي يُعاد اليوم تسليط الضوء على ثرواتها الغازية والنفطية تجمع كل مشاريع النفوذ الغربية والأميركية والإيرانية والتركية والإسرائيلية وهناك شبكة تقاطعات للنفوذ وتحالفات جديدة على خلفية المصالح البترولية" . أما فيما خص الشأن التركي فيقول حمادة:" ليس جديدا أن تعمل قبرص على شراء سفن حربية أو معدات عسكرية من فرنسا، وقد نشر هذا الموضوع في الإعلام أكثر من مرة فقد وسبق أن نشرت فرنسا خلال العام 2020 سفن حربية أمام سواحل قبرص كما وضعت طائرات في الجزء اليوناني من الجزيرة رداً على الإستفزات التركية في موضوع التنقيب عن النفط. 
ويضيف:" إزاء هذا الجو المتوتر تبحث تركيا عن حقوق تدعيها في المنطقة وهي تعتبر أن كل ما جرى في الإتفاقات التي عقدت منذ 100 عام في القرن المنصرم ونتكلم عن اتفاق "لوزان" وقبله اتفاق "سيفر" شكلت اعتداء عليها فيما خص المناطق الإقتصادية الخالصة. ومع حلول سنة 2023 تصبح معاهدة لوزان بحكم المنتهية الصلاحية . إنطلاقا من ذلك تقوم تركيا بجملة إجراءات لتأكيد حقها في منطقة شرق المتوسط لجهة التنقيب عن الغاز وايضا بحكم احتلالها لجزء من قبرص وإعلان دولة قبرص الشمالية التي لم تعترف بها سوى تركيا. وهي تعتبر أنه ليس من حق قبرص اليونانية التنقيب في كامل الجزيرة نظرا لوجود دولة اخرى". 
بالتوازي يؤكد حمادة أن " استعانة قبرص بإسرائيل للحصول على منظومة القبة الحديدية يأتي في اطار زيادة الحضور القبرصي ليس على مستوى إنتاج الطاقة بل تعزيز القدرات الذاتية لحماية مصادر الطاقة. وقد نشهد على المزيد من التطورات كدخول وحدات عسكرية إسرائيلية على شكل خبراء في قبرص للتعاون في مسألة منظومة القبة الحديدية إذا تم طبعا التوصل إلى اتفاق في هذا الموضوع". 
وفي معرض انعكاس هذه التطورات على لبنان الذي يشكل الخاصرة الأضعف في المنطقة، يقول حمادة" حتما لبنان في قلب هذا التوتر لكن لغاية الآن لم تتبلور لدى حكومته ورئاسة جمهوريته وفاعلياته السياسية أي قدرة على إنتاج موقف وطني يراعي المصالح الوطنية الإستراتيجية بكل أسف. فهذه الدولة لا زالت في مرحلة قصور وتراجع واضح، والقرار السيادي يتم وضعه بتصرف قوى إقليمية لا سيما طهران، إن لجهة عدم المبادرة لتعديل المرسوم 6433 وترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل والتفاوض انطلاقاً من النقطة 29 أو للتفاوض بطريقة جدية بموقف وطني موحد على المرسوم القائم ".ويضيف"لبنان يضع نفسه تحت الحصار ثم يوكل مسالة فك الحصار لطهران، وفي هذا اعتداء على المصلحة الوطنية والسيادة اللبنانية.  
لبنان المتلكئ ستقع عليه تداعيات كبيرة وهو في وارد إنتاج شبعا بحرية تكون مسرح عمليات وصراع بين إيران والقوى الغربية مما سيدخله في إصطفاف حاد وصراع لا ينتهي على خلفية هذا الملف الهام جدا.
ويختم حمادة" لبنان ليس الخاصرة الأضعف إنما لديه الحكومة الأضعف ورئاسة الجمهورية الأضعف ويفتقر إلى القرار السياسي مما يخرجه الى أجل طويل من دائرة  الشرعيتين العربية والدولية . والمسؤولية تقع على رئيس الجمهورية وحزب الله وحلفاؤهما الذين يزجون بلبنان في المزيد من التعقيدات والإنهيار الإقتصادي خدمة لمشروع إقليمي هدفه أخذ لبنان إلى محور معادٍ للعالم العربي والى مزيد من العزلة الدولية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o