Oct 04, 2021 4:25 PM
خاص

حزب الله من "المقاومة" إلى التجارة والمحروقات المهربة تعود!

المركزية – مع وصول الباخرة الإيرانية الثالثة المحملة بالمحروقات هذا الأسبوع كما هو مقرر الى مرفأ بانياس السوري يكون حزب الله قد نفّذ كلامه في إدخال 3 بواخر محملة بالوقود الإيراني عبر سوريا من دون أن يرف للدولة اللبنانية جفن أو يُسمع صوت مسؤول لبناني اقله من باب رفع العتب أو احتراما لمفهوم السيادة.

لكن المفارقة هذه المرة أن الباخرة الايرانية الثالثة لن تفرغ الكميات في مستودعات خاصة إنما ستوزع مباشرة على محطات "الامانة" التابعة لحزب الله، وهذا ما فسرته أوساط سياسية معارضة بأنه محاولة للتغطية على الكميات المحدودة جدا،  في مقابل تعزيز دور إيران في لبنان في هذه المرحلة عبر حزب الله الذي تحول الى مؤسسة خيرية اجتماعية يسعى لتأمين حاجات المواطنين بدءا من المازوت الايراني والسلع الغذائية، وإظهار اهتمام إيران بتوفير الأمن الإجتماعي للمواطن والأهم تجميل صورتها وموقعها وتقوية دورها ونفوذها في المنطقة قبيل بدء مفاوضات فيينا مستخدمة لبنان كورقة ضغط قوية في المفاوضات.

يحصل كل ذلك في غياب أي دعم خليجي بحسب المراقبين، فهل ترسّخت ورقة إيران عبر حزب الله في لبنان والكل يقرأها على نار هادئة إلا القوى السيادية والمعارضة في لبنان التي قرأت المكتوب من عنوانه منذ أكثر من عامين.

الوزير السابق اللواء أشرف ريفي يوضح عبر "المركزية" أن"فصول هذه المسرحية الهزلية التي يقوم بها حزب الله من خلال توفير "الدعم" الأساسي للمواطنين ما عادت تنطلي على أحد". ويستغرب كيفية إطلاق صفة "الدعم" على صهاريج البنزين الإيراني والمواد الغذائية التي يدخلها إلى لبنان ويقول: "عندما يسرق حزب الله عشرات آلاف الصهاريج المدعومة ويعيد إدخال أقل من نصف الكمية إلى لبنان على أساس أنها صهاريج محملة بالوقود الإيراني عبر سوريا، فهذه سرقة لأموال اللبنانيين التي صرفت على الدعم. أضف إلى ذلك أنه لا يتكبد أية رسوم  وضرائب تفرض على الشركات المستوردة للنفط في لبنان، مما يعني عدم وجود ضمانات للمواطن لجهة مطابقة مادتي المازوت والبنزين للمواصفات العالمية ووجود منافسة غير مشروعة ومتكافئة مع الشركات المستوردة.  وبذلك يكون حزب الله قد حقق أرباحا على حساب خزينة الدولة وسلامة المواطن". وفسر ريفي لجوء الحزب إلى هذه السياسة "بعدما بات عاجزا عن إدخال الأموال عن طريق دمشق والعراق". ويضيف: "أثبتت تجارب التاريخ أنه عندما يتحول "المقاوم" إلى مقاول فهذا يعني أن دوره في الدفاع عن القضية التي يؤمن بها انتهى وتحول إلى تاجر. وهذا حال حزب الله اليوم".

مقولة غياب الدعم الخليجي نفاها ريفي جملة وتفصيلا بقوله : "كفانا تعمية من خلال هذا التعميم الذي تبثّه المنظومة وأدوات إيران داخل المجتمع اللبناني ومنه إلى المجتمع الدولي. فدول الخليج لم تقصر يوما تجاه لبنان ويكفي ما تؤمنه اليوم للبنانيين من خلال احتضان الآلاف من اليد العاملة للشباب اللبناني". ولفت إلى أن "القيادات اللبنانية والمنظومة الحاكمة التي رضخت للإحتلال الإيراني هي المسؤولة عن إقصاء دور المساعدات من دول الخليج من خلال احتضان المعسكرات التي تدرب الحوثيين للقيام بعمليات عسكرية في عمق دول الخليج، وبعد ذلك نطالبها بالمساعدة ونلقي عليها اللوم والعتب لأنها ترفض ذلك".

يجزم ريفي "أن الدولة هي المسؤول الأول عن غياب الدعم الخليجي لأنها أثبتت عجزها عن الحفاظ على سيادة الوطن الذي تحول من منبر إعلامي وحضاري وسياحي في هذا الشرق إلى مصنع لتصنيع حبوب الكابتاغون ومعسكرات لتدريب الحوثيين والإرهاب وتصديره إلى الخليج".

وفي السياق يسأل: "أين البترول العراقي؟ وأين تم تفريغ وتكرير الـ65 باخرة المحملة بالبترول الخام الإيراني التي وصلت إلى سوريا؟ هل تم تخزينها في القصير والطفيل؟ أين يتم تكرير النفط الإيراني الخام لتحويله إلى مادتي المازوت والبنزين؟ حتى الساعة لم نسمع أي تعليق في هذا الشأن من الدولة اللبنانية ولم يصدر أي بيان توضيحي عدا التشكيك بشفافية ونزاهة المعنيين بمسألة تصدير النفط العراقي". ويختم: "مهما حاول الحزب "إسكات" جوع اللبنانيين بالسلع الغذائية الإيرانية والسورية المنشأ، ومهما حاول تخفيف أوجاعهم بالدواء الإيراني غير المطابق للمواصفات العالمية ومهما فعل لـ"دعم اللبنانيين" من خلال البنزين والمازوت الإيراني... كل هذا لا يساوي نقطة من دماء ضحايا مرفأ بيروت والشهداء الذين أهدر دمهم منذ العام 2005 حتى اليوم. وإذا فكر أنه بذلك سيتمكن من إسكات صوت الشرفاء والمطالبين بإزالة الإحتلال الإيراني فهو واهم وسنقاوم بكل الوسائل لاستعادة كرامتنا وسيادة الوطن".  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o