Oct 01, 2021 2:19 PM
خاص

القاهرة تستعيد دورها الريادي عربياً.. والطائف السعودي الى الاستكمال مصرياً

المركزية- ايجابيات كثيرة ضخها في بيروت امس رئيس الوزراء الاردني بشر الخصاونة مقرونة بوعود بالدعم المستمر والعمل في اتجاه اجراءات عملية من شأنها ان تلبي الاحتياجات العاجلة والضرورية للبنان واستعداد لتأمين كل متطلباته لا سيما في في مجال تأمين الطاقة، كاشفا أن بلاده "تقوم بمحادثات مكثفة مع كل من مصر وسوريا في سبيل انجاز ترتيبات تأمين الغاز المصري للبنان وأن النتائج هي الى حد الآن أكثر من إيجابية، الى جانب العمل على إصلاح شبكة الكهرباء في بعض المناطق السورية للتمكن من مد لبنان بالكهرباء، وان هذه العملية قد لا تستغرق أكثر من 3 أشهر". 

الدخول الاردني على خط المعونة لبيروت يبدو لافتا، في غياب الدعم الخليجي الذي لم تفلح كل الاتصالات والمساعي التي تقودها فرنسا في الافراج عنه كون الشروط السياسية التي حددتها المملكة واخواتها، المتصلة تحديدا بهيمنة حزب الله على لبنان وحرفه الى المحور الايراني والتسبب بأذيتها مباشرة من خلال تدريب الحوثيين وتهريب المخدرات اليها، صعبة التحقيق في الظرف الراهن.وتعويضا، تقول مصادر دبلوماسية ان دول القرار الغربية ولا سيما فرنسا،حوّلت ابرة بوصلة تركيزها العربي نسبيا من الخليج في اتجاه مصر في استعادة لدورها الريادي في العالم العربي وقدمت ما يلزم من الدعم للرئيسعبد الفتّاح السيسي في هذا السبيل فبرز دوره في مجال حل ازمات كثيرة على مستوى المنطقة، بعدما انشغلت القاهرة لسنوات بشؤونها الداخلية عن معظم قضايا الشرق الأوسط بفعل الربيع العربي، مقابل بروز قوى إقليمية أخرى كتركيا وبعض دول الخليج الغنية المنتجة للنفط لتتولى أدوارًا إقليمية رائدة. وجاءت نقطة التحوّل الاساسية في استعادة مصر دورها اعتبارا من العام 2019 مع إنشاء منتدى الغاز الإقليمي في القاهرة الذي يضم مصر وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية، فيما أتاحت العملية العسكرية الإسرائيلية في ايار2021 في غزة لمصر فرصة أخرى لتعزيز مكانتها في المنطقة من خلال التوسط مع حماس  وكان لها دور فعال في تحقيق وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية.

وتبعا لذلك توضح المصادر ان مفتاح البيت العربي عاد تدريجيا الى القاهرة التي انشأت ترويكا عربية مشرقية تضم  اليها العراق والاردن، تعمل في المرحلة المقبلة على مساعدة لبنان ودعمه، في موازاة الحاضنة الفرنسية والرعاية الاميركية. وفي هذا السياق، تندرج الزيارة الاردنية وما تضمنت من التزامات ووعود تجاه لبنان الذي سينضم لاحقا الى الترويكا الى جانب سوريا اثر تعافيها، لتتحول الى تكتل اقليمي خماسي من ضمن سياسة توزيع الادوار في المنطقة، بحيث تكون الخماسية هذه من جهة ودول الخليج من جهة ثانية والمغرب العربي من الثالثة في اطار مشروع تكامل عربي.

الدور المصري المشار اليه، تضيف المصادر، لا بدّ ان يفعل فعله في مجال اراحة لبنان نسبيا ومساعدته على الخروج تدريجيا من قعر الهاوية حيث يقبع راهنا، متوقعة ان تبادر القاهرة من موقعها الريادي القديم المتجدد عربيا الى اتخاذ خطوات ترمي الى تحقيق مصالحة سياسية لبنانية من خلال مؤتمر يعقد في القاهرة لتحصين وثيقة الوفاق الوطني عبر استكمال ما لم ينفذ منه حتى اليوم، وتحديدا الشق المتصل بتطبيق اللامركزية الادارية والانتخابات دون القيد الطائفي وانشاء مجلس شيوخ طائفي والانتقال الى الدولة المدنية، بعد مساعدته على حسم الخلاف الحدودي البحري والبري مع اسرائيل وسوريا وترسيم وتحديد وضبط الحدود الجنوبية والشرقية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o