Sep 01, 2021 12:34 PM
خاص

ازدواجية تطبع سياسة ايران الخارجية: تصعيد عسكري ورغبة بالتحاور؟!

المركزية- "ضربة على الحافر، ضربة على المسمار" هكذا ستتعاطى القيادة الايرانية الجديدة مع خصومها في المنطقة وفي العالم  كما يبدو. امس، ومرة جديدة، استهدفت ذراعُها العسكرية في اليمن، عنينا الحوثيين، مطارا في السعودية. 

فقد افاد التحالف العربي بقيادة الرياض عن وقوع اصابات جراء محاولة الهجوم على مطار أبها وتناثر الشظايا، متحدثا عن هجومين بطائرة مسيرة مفخخة، استهدفا تباعا مطار أبها الدولي جنوب غرب المملكة، تسببا بأضرار في طائرة مدنية وبعرقلة حركة الملاحة، بحسب الإعلام الرسمي. واعتبر التحالف "محاولة الميليشيا الحوثية الاعتداء على مطار أبها بطريقة متعمدة، جريمة حرب". هذا الهجوم ليس الاول من نوعه، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، اذ تتعرض مناطق عدة في السعودية باستمرار لاعتداءات بصواريخ بالستية وبطائرات مسيرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية. 

لكن خلال شهر آب، تزايدت وتيرة الاستهدافات التي يشنها المتمردون الحوثيون خصوصا في اتجاه مدينة خميس مشيط في جنوب غرب البلاد، في قرارٍ تصعيديّ يبدو أن الجمهورية الإسلامية اتخذته، وان في شكل غير معلن، اثر انتخاب ابراهيم رئيسي، المتشدد، رئيسا للبلاد. 

للمفارقة، تتابع المصادر، وبالتزامن مع هذا السلوك الذي انتهجه الحوثيون، بـ"قبّة باط" ضمنية اذًا من طهران، كان سفير إيران لدى بغداد يعلن امس ان إيران تخطط لإجراء جولة رابعة من المحادثات مع السعودية في العراق بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة. وقال السفير إيراج مسجدي "عقدنا ثلاث جولات تفاوض مع الجانب السعودي وتعقد الجولة الرابعة بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة". 

ويأتي إعلان خطط المحادثات الجديدة التي نقلتها وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، بعد أيام من عقد قمة إقليمية في بغداد للمساهمة في تخفيف حدة التوتر بين جيران العراق، شارك فيها ممثلون عن الرياض وطهران وعواصم الدول الكبرى في العالم. 

هي اذا ازدواجيةٌ فاقعة تطبع السياسةَ الايرانية الخارجية الجديدة، حيث تَجمع بين الضربات العسكرية، من جهة، واعلان الرغبة بالتحاور والتفاوض من جهة ثانية. فالخطّ عينه، تعتمده طهران في التعاطي مع المفاوضات في فيينا لمحاولة احياء الاتفاق النووي. اذ بينما تريد الجلوس مجددا الى الطاولة للتفاوض في صورةٍ غير مباشرة مع الاميركيين، تقوم الجمهورية الاسلامية في الوقت عينه، بالتصعيد ضد اهداف اميركية في العراق، عبر اذرعها، وتصعّد ايضا ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، عبر دعم الحرس الثوري في سوريا وحزب الله في لبنان ليعززا وجودهما على مرمى حجر من تل ابيب، كما وتعكّر أمن الملاحة البحرية في بحر عمان والمياه الاقليمية. 

لكن وفق المصادر، من الضروري ان تضبط الجمهورية الاسلامية اندفاعتها "العسكرية" هذه. فاذا تجاوزت الخطوط الحمر، سيصبح شبه مستحيل ان تقبل الرياض، او واشنطن، بالتفاوض معها مجددا، اكان في بغداد او في العاصمة النمسوية. 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o