Aug 31, 2021 4:18 PM
خاص

المفاوضات في درعا تصطدم بحائط منيع...الحل بضربة عسكرية ام تفاهم سياسي؟

المركزية – تشهد أحياء محافظة درعا أعنف حملة عسكرية تشنها قوات النظام السوري، بعد رفض لجنة التفاوض شروط النظام السوري الذي منحها مهلة 24 ساعة لتسليم السلاح، وتثبيت 9 نقاط عسكرية تابعة للنظام داخل أحياء درعا البلد، وإجراء التسويات للمطلوبين، ودخول دوريات روسية ومن الأمن العسكري واللواء الثامن.  

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الركن الدكتور هشام جابر أكد لـ"المركزية" ان بعد فشل كل محاولات المصالحة في درعا، وبعدما تبيّن ان اللجنة المركزية التي تقوم بالوساطة لا تمثل جماعة المسلحين كلهم، لأنها تتعهد بأمور معينة لا تتم الموافقة عليها لاحقاً. لذلك، ما زال المسلحون يراهنون على الاستمرار في القتال ويستعملون أرياف درعا كبيضة قبان، من خلال إبعاد المعارك عن المدينة وإلهاء الجيش السوري في الارياف، إلا أن الجيش السوري حضّر خطة عسكرية كبيرة كحل أخير استعداداً لاجتياح درعا، عملاً بالمثل الذي يقول "آخر العلاج الكيّ".  

ولفت جابر الى ان الوساطات والمحاولات بعدما فشلت كلها قبل مسلحو درعا بدخول الدولة الى درعا وليس النظام، أي دخول اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس لأن قائده مقرب من الروس الى حد ما ولا يمثل النظام بصورة كاملة. لكن الدولة السورية أصرّت على دخول الجيش السوري وإجراء مصالحة وتسويات، لكن جماعة درعا تقول إن لا ثقة لديها بما يجري، لذلك وصلت المفاوضات الى طريق مسدود والجيش السوري يتحضّر لأكبر عملية عسكرية". 

وتابع: "صحيح ان الحملة العسكرية ستكون كبيرة، لكنها ستجري على طريقة القضم، وهذا هو الحل الوحيد، إذ لا يمكن لدرعا ان تبقى شوكة في الجنوب السوري، نظراً لأهميتها. فموقع درعا مهم جداً اولاً اقتصادياً بفضل سهل حوران، كما انها تشكل الطريق المؤدي الى الاردن وبالتالي الى الخليج العربي، وثانياً استراتيجياً لأنها قريبة من الفيلق الاول السوري في قطنا، وثالثاً عسكرياً لأنها قريبة من دمشق والقنيطرة والجولان المحتل ومن الاردن ومن جبل الدروز، إضافة الى أهميتها البشرية. لذلك، فإن الاهمية الجغرافية لدرعا تنعكس أهمية عسكرية واستراتيجية، ولا يمكن ان تبقى من دون حلّ. حاولوا منذ العام 2018، لكن التسويات كلها لم تكن علاجاً نافعاً، وبالتالي سينطلق الحل العسكري مع عدم ممانعة روسية". 

اما عن النفوذ الخارجي في درعا، فأوضح جابر "ان لا نفوذ مباشرا لايران في درعا كما يدّعي البعض، ويقتصر وجودها على بعض الميليشيات او المجموعات العسكرية غير النظامية الموالية لايران كالزينبيون والفاطميون وحزب الله وغيرهم، لكن لا عَلَم لايران او ثكنات عسكرية في المنطقة. إنما في المقابل، هناك قرار ونفوذ كبير جداً بالدرجة الاولى للدولة السورية ومن ثم لروسيا لأنها وسيط مقبول من الطرفين (المسلحون والنظام). بينما النفوذ التركي يدعم لكنه بعيد جغرافياً، في حين ان النفوذ الاردني قوي ايضاً بسبب القرب الجغرافي، اما اسرائيل فلا دخل لها في درعا". 

أضاف: "لا يمكن ان ننفي دور المملكة الهاشمية لأن درعا هي بوابة سوريا الى الاردن، تبعد عن معبري نصيب وجابر كيلومترات معدودة، لذلك، فإن درعا هي الطريق من دمشق ومن أي مكان في سوريا الى الاردن ومنها الى العراق وباقي دول الخليج، لذلك تتمتع الاردن بنفوذ كبير جداً في الجنوب السوري. وعندما اجتمع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان ملف درعا اساسيا بينهما، لأن روسيا تعلم مدى نفوذ الاردن هناك، وأنها دولة مجاورة ولها اجندتها الخاصة، لذلك، طلب بوتين من الملك عبدالله ان يساعد في ملف درعا، وذلك عبر الضغط على المسلحين الى حدّ ما من أجل القبول بالمصالحة. لكن كل الوساطات لم تنجح لأن المسلحين في درعا متعددو الآراء وليس لديهم قيادة واحدة. الجميع يريد التهدئة خاصة الدولة السورية لأن الحملة العسكرية لن تكون سهلة بل دموية على الطرفين"، مشيراً الى "ان المفاوضات وصلت الى طريق مسدود ولا احد يعلم ما الذي سيحصل في اللحظات الاخيرة لكن اتوقع بدء العملية العسكرية، علما ان درعا في الوقت الحاضر محاصرة وتعاني من نقص في المياه والمؤن الغذائية اي انها ستتحول الى قضية انسانية ايضا". 

وعما اذا كان ما حصل ويحصل في درعا سيكون مقدمة للحل النهائي في سوريا، وان الانتفاضة الأخيرة في المحافظة  قد تشكل مدخلاً للانتقال السياسي، خاصة وان الثورة السورية انطلقت منها، قال جابر: "اذا انتصر المسلحون في درعا قد يحصل ذلك، لكنني أعتقد ان هذا الامر لن يتحقق. فهل يعقل ان يصمد النظام السوري طيلة هذه السنوات وينظف كل هذه المناطق، ويسقط في درعا"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o