Aug 24, 2021 1:17 PM
مقالات

"آخر الطموحات‮.. ‬والهزائم"

كتب ناشر ورئيس تحرير النهار الاوسترالية أنور حرب:

زميل في لبنان، قال لي كلاماً جارحاً بواقعية حول المسار والمصير. مستشهداً بالمثل الفرنسي: "الحقيقة وحدها تجرح".

بماذا تفوّه هذا الإعلامي الصادق المخضرم صاحب التجربة الطويلة مع رسالة الحرية ومع أهل السياسة - أهل الكهف؟

قال: "نعيش اليوم زمن الهزائم، إذ ان آخر طموحات اللبنانيين الحصول على رغيف وحبة دواء ونقطة بنزين في محطات الذل".

واستطرد: "حتى الأمس القريب، كنا أهل إبداع وفكر واقتصاد وشعر وفنون، نتطلع الى وطن على قياس أحلامنا ومدنيتنا وعلمانيتنا وتعدديتنا. اما اليوم فاننا نعيش زمن الهزائم، إذ نستيقظ على كابوس العوز وحالة الانكار الساكنة عقول منظومة فاسدة اشترت وباعت الوطن والاحلام بفساد وأوهام".

أمام هذا الكلام الموجع والخطير عن حقيقة مرّة، نسأل: هل اللبناني الذي تباهينا بانه وصل الى حدود القمر، أصبح اليوم على رصيف الدنيا شحّاذاً يتسول لقمة العيش؟!

نسوق هذا التساؤل على وقع الحشرجة التي يعيشها الوطن، كما الحكومة الميقاتية الموعودة التي لا تعرف اذا كانت تلفظ أنفاسها قبل ولادتها ام إطلالتها من مدخنة بعبدا حيّةً ترزق؟!

ولكن حتى لو حلّت الأعجوبة، فما هو برنامج هذه الحكومة للإنقاذ؟

ما هو موقفها من الحصانات ورفعها عن مسببي جريمة العصر - تفجير مرفأ ست الدنيا بيروت؟

ما هي استراتيجيتها حيال التحقيق الجنائي ومحاكمة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة وتحرير الودائع "المسجونة" في المصارف؟

ما هو علاجها لإعادة الدولار الى بيت الطاعة بأسعار معقولة؟

ما هو قرارها حيال الانتخابات النيابية على الأقل في موعدها الدستوري؟

كيف ستلبي حاجات الشعب لتوفير الدواء والمحروقات والرغيف والكهرباء؟

أسئلة كثيرة في بال الوجع، وكلها مشروعة وتحتاج الى مداواة وعلاجات.

فهل ستكون هذه الحكومة على صورة سابقاتها، ام انها سترتدي ثوب الاختصاص والاستقلالية وليس رداء المحاصصة والزبائنية؟

الجواب ليس في اوستراليا، وطبعاً ليس في هذه العجالة او عند الشعب اللبناني الذي وصفه الزميل العزيز بـ"الجائع والصابر وصاحب آخر الطموحات"، بل هو عند أهل الحكم الذين يواجهون مسؤولية إنقاذ تاريخية تستوجب المجيء برجال دولة فدائيين لا بوزراء كلاسيكيين عاديين.. فهل لدينا هذه القماشة من الرجالات؟!

قولوا "انشا الله"!!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o