ايجابيات تغلف المناخ السياسي ولقاءات مدّ الجسور الى فصول اضافية
مجلس وزراء هادئ وجلسة جديدة الاثنين وعون ينتقد "التشـكيــك"
تأهب عسكري روسي في المتوسط... وايران: لن نستسـلم لواشنطن
المركزية- عكست حركة اللقاءات والاتصالات، معطوفة على المواقف السياسية الدافعة نحو احياء قنوات التفاوض حول الاستحقاقات البرلمانية والحكومية، رغبة سياسية واضحة لدى اهل الحكم في مدّ جسور المشاورات وفتح قنوات التواصل التي سدّها مشهد الانتخابات النيابية وحملاتها المستعرة. فبعيد لقاءي رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري بأجوائه "الممتازة"، ورئيسي الحكومة سعد الحريري وحزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمناخه الايجابي، بعد انقطاع، تترقب الساحة الداخلية مزيدا من لقاءات "رأب الصدع" بين القوى السياسية لتعبيد ارضية المرحلة المقبلة بمقتضياتها واستحقاقاتها وموجباتها. واذا كان اجتماع بعبدا حسر نسبيا موجة "غياب الكيمياء" التي ارتفعت بين بري والتيار الوطني الحر وبدد لقاء بيت الوسط التباسات شابت علاقة المستقبل والقوات ابان مرحلة الاستقالة الشهيرة، فإن ابرز المتوقع في السياق، خطوة تعيد المياه الى مجاريها بين بيت الوسط وكليمنصو اثر تشنج تمتد جذوره الى البقاع الغربي بترشيحاته والشويفات بحادثتها وما اعقبها من مواقف.
في هذا المجال اكدت اوساط " اشتراكية لـ"المركزية" ردا على سؤال عن امكان عقد لقاء بين الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ان الاتصالات بين الطرفين لم تنقطع على رغم التأزم. وقالت ان بعض التطورات في تيار المستقبل، التي لا نتدخل فيها من قريب او بعيد، تهيئ لظروف افضل وتوحي بإمكان التعاون. واشارت الى ان بادرة سحب الرئيس الحريري تغريدته التي تناولت جنبلاط كان لها الوقع الايجابي في كليمنصو.
مجلس الوزراء: والايجابيات في المناخ العام، انسحبت بدورها على جلسة مجلس الوزراء الطويلة التي انعقدت في بعبدا برئاسة الرئيس عون وعلى جدول أعمالها 83 بنداً، اذ تنقلت مباحثاتها بين الانتخابات النيابية واستحقاقات ما بعدها، والتطورات الدامية التي تشهدها الاراضي المحتلة، وملفات الكهرباء والأملاك البحرية وغيرها، على ان تجتمع الحكومة مجددا الاثنين المقبل، نظرا الى جدول أعمالها الفضفاض! في الشق السياسي من جلسة اليوم، أشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى "ان الإنتخابات أنجزت، وتحقق ما كان ينتظره اللبنانيون على رغم أن هناك من شكك في اجرائها، وكان قبلا شكك في اقرار قانون الإنتخابات، وإذا بالقانون يقر والإنتخابات تتم"، آسفا لأن "ثمة من يشكك دائما بكل شيء". واذ اكد أنه "تلقى تهاني من دول عدة بإنجاز الإنتخابات، قال "هذا أمر يشجع على إنجاز المزيد". أما رئيس الحكومة، فقال "هذه الحكومة حققت إنجازات عجزت عن تحقيقها حكومات سابقة وذلك نتيجة انتخاب الرئيس عون، وإذا حصل بعض المد والجزر فهذه طبيعة حياتنا الديموقراطية التي يجب الحفاظ عليها"، مشددا على ان "كل ما حققناه في الحكومة من إنجازات كان نتيجة هذا التوافق السياسي بعد انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة وكل ذلك صنع في لبنان أي بجهدنا من دون تدخل أحد". وأكد أن "الانتخابات في مجلس النواب وما يتبعها هي وفق الأصول والمعايير المتبعة"، مشددا على أن "لبنان مقبل على مرحلة جديدة والبلد يحتاج الى هدوء وتوافق ووحدتنا هي الأساس وهي التي تحافظ على هذا البلد".أما في الشق العملي، فأبرز مقررات الجلسة إقرار مشروع مرسوم يرمي الى الترخيص لمطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت بإنشاء جامعة باسم جامعة القديس جاورجيوس في بيروت. وفي وقت أُقرّ بند الكهرباء المتعلق بإنتاج الطاقة من الرياح والبندان الخاصان بالاملاك البحرية في الزوق والشوف، تم تأجيل بند الأملاك البحرية في الضبية - زوق الخراب لأسباب تقنية.
ترشيح قواتي:الى ذلك، وقبل أيام من الجلسة النيابية الأولى المخصصة لانتخاب الرئيس ونائبه وهيئة المكتب، بادرت "القوات" إلى ترشيح النائب المنتخب انيس نصار لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، في وقت يتمسك "الوطني الحر" بحقه في شغل هذا المركز باعتباره صاحب الكتلة الأكبر عددا. واوضح نصار لـ "المركزية" ان هذه هي الديموقراطية. يحق لكل حزب أن يدعم مرشحا، ونحن نقبل النتيجة أيا كانت، علما أننا لا نتحدى احداً. ولفت إلى "ان لا بد ان تتحسّن علاقتنا مع "التيار" في مرحلة ما بعد الانتخابات، غير اننا معتادون على القنص، "وخلي جبران يقوص قد ما بدو... فضرب الحبيب زبيب".
علوش: وعلى هذا الخط، اوضح عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش لـ"المركزية" "ان ادارة الامور في لبنان ليست حكراً على ما يُقرره الرئيس الحريري او "المستقبل" وحتى "القوات" انما بالتوافق، وجعجع يُدرك جيداً هذه المعادلة"، وقال "هناك تسويات على "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" ان يتفاهما في شأنها، خصوصاً ان حجمهما النيابي (21 لـ"المستقبل" زائد 15 لـ"القوات") يوجب تقريب المسافات وإزالة الشوائب التي اعترت علاقتهما بهدف تشكيل قوة ضغط حقيقية لتحصيل افضل ما يُمكن من القرارات التي تتوافق وعلاقتهما الاستراتيجية"، ومشيراً الى "ان "الموزاييك" الذي خرجت به صناديق الاقتراع قد لا يُمكّن الحكومة من ان تضمّ معظم الاطراف، لذلك من المرجّح اننا ذاهبون نحو خيار حكومة الاكثرية الوازنة".
المردة: اما تيار "المرده" وفي شأن الكباش السياسي حول شكل الحكومة، فتحدث عنه لـ"المركزية" عضو المكتب السياسي شادي سعد موضحا "ان البعض بنى خياره على المشاركة، وعطّل البلد بهذه الذريعة، وعندما وصل الى السلطة بات يطالب بحكومة اكثرية"، مضيفا "في الماضي سهّلنا تشكيل الحكومات بخيار ذاتي منا، اما اليوم فانتهى زمن التنازلات، ونسعى الى حصة اكبر".
الطعون حتى 6 حزيران: في الاثناء، وبعد ان اعلن عدد لا بأس به من الخاسرين في الانتخابات النيّة بتقديم طعن ضد ما اعتبروه "شوائب" وتزوير رافق الاستحقاق، اعلن المجلس الدستوري في بيان "ان المهلة المحددة لتقديم الطعون تنتهي في 6 حزيران المقبل عند انتهاء الدوام الرسمي، وذلك بعد ان تُقدّم الطعون الناشئة الى رئاسة المجلس الدستوري، في مهلة اقصاها ثلاثون يوما تلي تاريخ إعلان نتائج الانتخاب في الدائرة الانتخابية".
دريان ورسالة رمضان: وليس بعيدا وعشية بدء شهر رمضان، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة رمضان الى "تشكيل حكومة قادرة على اداء الخدمات للمواطنين، وإنفاذ المشروع النهضوي الإصلاحي، الذي على اساسه انعقدت المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان"، مشدداً على "ان لبنان، لا يُحكم إلا بالتوافق والتعاون. ومهما اختلفت الرؤى السياسية، فإن مستقبل لبنان الواعد، هو ما يجب النظر إليه، والعمل له، ولا يمكن مطلقا أن يساس لبنان بمنطق الرابح والخاسر، ففي النهاية، لا يربح إلا لبنان".
تأهب روسي: في المشهد الاقليمي، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أن سفنا عسكرية روسية مزودة بصواريخ كاليبر الموجهة ستكون في حالة تأهب دائم في البحر المتوسط. وقال في كلمة أمام القيادة العسكرية العليا خلال اجتماع في منتجع سوتشي "إن نشر السفن جاء نتيجة "التهديد الإرهابي الذي لا يزال قائما في سوريا".
ايران...لن نستسلم: دوليا، اشار الرئيس الإيراني حسن روحاني الى أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب كان يتوقع أن تنسحب إيران من الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه. وقال "ألقى ترامب ورقته الأولى لكنه أخطأ حساب خطوته الثانية... لأن إيران لم تنسق وراء هذا المخطط. وأعلن روحاني إن "إيران لن تستسلم للضغوط الأميركية" بعد فرض واشنطن عقوبات جديدة على طهران وانسحابها من الاتفاق النووي.
ونسبت وكالة الطلبة للأنباء إلى روحاني قوله "يعتقدون أنهم يستطيعون أن يحملوا الأمة الإيرانية على الاستسلام بالضغط على إيران بالعقوبات بل وبالتهديد بالحرب... الأمة الإيرانية ستقاوم المخططات الأميركية".
القمة مهددة: وليس بعيدا من الشؤون الاميركية، هددت كوريا الشمالية بإلغاء قمة الرئيسين ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ اون، مشيرة إلى "أنها غير مهتمة بقمة وضعت شروطها من طرف واحد". وقالت بيونغ يانغ "انها ستعيد النظر في قمة كيم-ترامب إذا ضغطت واشنطن عليها للتخلي عن أسلحتها الذرية، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".