May 12, 2018 3:54 PM
تحليل سياسي

المشاورات الرئاسية تنطلق لتعبيد طريق التأليف الحكومي..وبوصعب نائبا لبرّي؟
اشتباك حريريّ- جنبلاطي مباشر وقصف "إرسلاني" غير مسبوق على "المختارة"
أنقرة ترى ان "المستقبل" خسر انتخابيا.."الحزب" يتمسك بالثلاثية..والعراق يقترع

المركزية- وُضع قطار استحقاقات "ما بعد" الانتخابات النيابية، على السكة  رسميا أمس، وأبرز محطاته: اختيار رئيس ونائب رئيس وأعضاء هيئة مكتب مجلس النواب الجديد، ومن ثم اجراء استشارات لتكليف رئيس حكومة مهمّة تأليف مجلس الوزراء الجديد. واذا كانت مقاليد الرئاستين الثانية والثالثة بات شبه محسوم انها ستؤول مجددا الى الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، فإن المناخات المشدودة التي برزت في الساعات الماضية على أكثر من جبهة سياسية، وفي شكل خاص بين "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" وبين الاخير والحزب "الديموقراطي اللبناني"، والتي تضاف الى تمسّك أطراف محلية بحقائب معينة والى اصرار قوى اخرى على أخذ أحجامها الجديدة في الاعتبار خلال توزيع الحصص الوزارية، توحي بأن عملية التشكيل لن تكون "نزهة" بل ستشهد شدّ حبال، من الصعب التكهن منذ اليوم، في أمده.

تفاهمات الامس: وفي السياق، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" إن هذه الملفات كلّها كانت حاضرة أمس في الاجتماعين اللذين ضمّا في قصر بعبدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري، وفي عين التينة الاخير والرئيس بري. ومع ان المشاورات انتهت الى اتفاق على التقدم خطوة خطوة والسير بالاستحقاقات تباعا، فإنها سجّلت ايضا تفاهما "رئاسيا" مبدئيا على أن مهمّة التشكيل يجب الا تتأخر بل المطلوب انهاؤها سريعا. وبحسب ما يقول زوار عين التينة لـ"المركزية"، فإن المباحثات خُصصت لتفكيك العقد التي يمكن ان تعترض طريق التأليف، كاشفين ان جلسة انتخاب رئيس المجلس ستُعقد على الأرجح في 23 ايار الجاري، وقد تم التوصل الى اتفاق مبدئي على أن تؤول نيابة رئاسة مجلس النواب الى النائب المنتخب الياس بوصعب على اعتبار ان تكتل "لبنان القوي هو الاكثر تمثيلا للأرثوذكس". وفي حين اتُفق على اشراك الجميع بحسب حجمه، لم يدخل النقاش في تفاصيل توزيع الحقائب. وتفيد المصادر ان "برز شبه اتفاق على ان يكون البيان الوزاري شبيها بقوّة، بذلك المعتمد اليوم وبـ"الملحق" الذي أضيف اليه لناحية النأي بالنفس والتزام القرارات الدولية، كل ذلك لتفادي السّجالات وتسهيل مهمة التأليف وانطلاق عجلات الحكومة سريعا".

الثلاثية ثابتة: لكن هل ستسير الرياح المحلية بما يناسب "الطموحات" الرئاسية أم ستتعرقل عملية التشكيل؟ الجواب غير واضح حتى الساعة بحسب المصادر، خصوصا ان بعض القضايا الخلافية كـ"الثلاثية" عاد الى الواجهة. فنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد ان "قوة لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير، ومن أراد أن يلعب على الألفاظ فيسحب عنوان المقاومة ليضع عنوانا آخر وليركب ثلاثية جديدة يضيع وقته ويتسلى بأحجية وكلمات لا معنى لها ولا أي مضمون".

مناخات مشدودة: بدورها، لا تبدو الاجواء السياسية حتى الساعة "صافية" أو هادئة، بل على العكس. فقد سجّلت العلاقات بين الازرق والاشتراكي تدهورا ملحوظا اليوم أظهر ان الخلاف "الانتخابي" بينهما لا يزال نارا تحت الرماد. فبعد ان كان الاخير صوّب على رئيس الحكومة امس قائلا انه "لا يستطيع أن يقف محايدا إزاء الجريمة التي حصلت في الشويفات"، انتقد جنبلاط مجددا اليوم الحريري عبر تويتر قائلا "اما وقد انتهت الانتخابات فغريب كيف ان بعض الخاسرين يدّعون النصر والبعض الاخر يلجأ الى الضجيج الاعلامي بدل احترام القانون". فما كان من رئيس الحكومة الا ان رد عليه عبر تويتر قائلا "يا ليت يا وليد بيك تحل عن المستقبل شوي وما تحط كل مشاكلك علينا وشكرا".

رفع سقوف: وما يزيد منسوب المخاوف من تأخّر التأليف، رفعُ القوى السياسية كلّها شروطها والسقوف "وزاريا". ففيما أعلن النائب وائل أبو فاعور ان "اي نقاش حكومي سيكون على خلفية نتائج الانتخابات وتوازناتها التي لن نسمح بتجاوزها في الحكومة الجديدة"، أكد رئيس القوات سمير جعجع، أن "الأخصام نجحوا في طمس حجم "القوّات" الحقيقي بأساليب عديدة أهمها كان حل الحزب واستمروا في ذلك إلى أن اتت انتخابات 2018 لتظهر هذا الحجم بشكل لا يمكن لأحد التهرّب منه بعد اليوم". وقال وفي كلمة ألقاها خلال احتفال مركز "القوّات" في سيدني – أستراليا نتائج الانتخابات، "نحن أمام مرحلة جديدة بعد اتخاذ حزبنا الموقع الذي يستحقه منذ زمن ونحضر أنفسنا من أجل لعب دورنا الأساسي على صعيد التأثير بالحركة السياسيّة في البلاد".

الحريري خسر؟!: في المقابل، تستمر الاحتفالات الانتخابية في الداخل، وآخرها عصر اليوم للتيار الوطني في الفوروم. الا ان الأبرز على الخط عينه، كان "تحليلا" للنتائج أتى من خارج الحدود اللبنانية وتحديدا من تركيا. ففي موقف سياسي لافت، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو "لقد خسر رئيس الحكومة سعد الحريري في الانتخابات اللبنانية ومن المعروف لماذا خسر ولا أريد أن أتدخل في شؤون لبنانية داخلية ". وردا على سؤال، قال"تعرفون الحريري وتعرفون أسباب فشله فعندما نعرف الخطأ نصارح به"، لافتا الى ان "السعودية دولة شقيقة وصديقة لكن التضارب بين سياستها وسياسة تركيا مثّل مصيبة للمنطقة وعليكم في لبنان ان تحذروا حتى لا تقعوا بهذه المصيبة".

الدعم الاميركي: وفي وقت التقت أنقرة  في موقفها هذا مع ايران واسرائيل اللتين اعتبرتا ان حزب الله انتصر في الانتخابات، وهو ما ترفضه قوى سياسية "سيادية" تؤكد ان سكورها الذي تضاعف في الاستحقاق أكبر دليل على عدم صوابية هذه القراءة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أمس "أن الجيش الأميركي ملتزم دعم ومساعدة الجيش اللبناني رغم المكاسب التي حققها "حزب الله" في الإنتخابات". وقالت المتحدثة باسم البنتاغون في بيان "ان الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بدعم السيادة والاستقرار والأمن ومؤسسات الدولة في لبنان". وشددت على "ان تعزيز العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة ولبنان اكتسب أهمية إضافية في ضوء التهديدات المستمرة القادمة من سوريا بما في ذلك التحديات المستمرة من جانب "داعش" والعدوان الإيراني". ولفتت الى إن "الولايات المتحدة ولبنان يتشاركان في هدف بناء قدرات القوات المسلحة اللبنانية بصفتها "المدافع الشرعي الوحيد عن السيادة اللبنانية".

ارسلان يصعّد: من جهة ثانية، تفاعلت حادثة الشويفات التي ذهب ضحيتها الشاب الاشتراكي علاء ابو فرج، على الساحة الدرزية، متخذة أبعادا خطيرة. ففي مؤتمر صحافي عقده للحديث عن الاشكال، شن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان هجوما عنيفا على جنبلاط قائلا "الطائفة الدرزية حضنتك فـ"ضبّ الزعران عن الأوادم"، وعلاء أبي فرج هو ضحية الشحن في النفوس، سائلاً "هالقد حق السلطة" لتضحّي بشبابنا"؟ مضيفا "كفى تحريضاً للدروز على الطوائف الأخرى كما يحلو لك، ساعة ضد الشيعة واليوم ضد السنة والآن بين الدروز، فتحريض الدروز على بعضهم البعض سياسة مدمرّة ستؤدي الى ما لا تحمد عقباه". واذ اكد ان "التجريح الشخصي بي وبما أمثّله على مستوى الطائفة من بعض "الأوباش" أمر غير مقبول"، اعلن ان "ضميري "مرتاح وسلمّت من كانوا عندي". وقال لجنبلاط "أتريد تهدئة ومعالجة؟ فنحن حاضرون وانتظر قرارك النهائي وارفض الكلام مع اي مسؤول من قبَلك، فتكلّم معي وجها لوجه أنت أو تيمور".

انتخابات العراق: اقليميا، فتحت مراكز الاقتراع صباحا في العراق لانتخاب مجلس نواب جديد. ويشارك 24.5 مليون ناخب في الانتخابات التشريعية للمرة الاولى منذ هزيمة تنظيم داعش، حيث يتنافس نحو 7 آلاف مرشح على 329 مقعدا في البرلمان. وأعدّت الداخلية العراقية خطة أمنية محكمة لحماية الناخبين ومراكز الإقتراع كما فرضت اللجنة الأمنية للإنتخابات حظراً للتجوال في العديد من المحافظات والمدن.

جولة ظريف: دوليا، يزور وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف موسكو في 14 ايار. كما تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني الثلثاء نظراءها من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بروكسل على ان ينضم اليهم وزير الخارجية الإيراني لاحقًا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o