Jun 21, 2021 4:47 PM
خاص

عودة سوريا للحضن العربي معلقة على قانون قيصر.. احلام وتمنيات

المركزية- ان "بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها أمر لا بد منه " قالها وزير الخارجية الإماراتية عبدالله بن زايد في 2 آذار الماضي بعد لقاء ضمه ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان. يومها قيل الكثير، وعُقدت آمال كثيرة على عودة سوريا إلى الحضن العربي، لكن بقي كل شيء معلقا في انتظار نتائج الإنتخابات الرئاسية في سوريا. أما وقد  صدرت النتائج التي كانت محسومة سلفا يبقى الإعتراف الدولي بنتائج الإنتخابات والتي على أساسها سيتحدد مصير عودة سوريا الى الحضن العربي.

التحدي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سوريا هو قانون قيصر.وهذا التحدي ينسحب حتما على لبنان في حين ذكرت معلومات أن وزراء حكومة تصريف الأعمال ناقشوا رئيسها حسان دياب في مطلب الحصول على تكليف رسمي لزيارة دمشق والبحث في عدد من الملفات وعلى رأس اللائحة وزيرة الدفاع والخارجية بالتكليف زينة عكر. فهل بدأت ملامح  محاولات إعادة ربط  لبنان بسوريا وبالتالي حل الازمة اللبنانية بانهاء الحصارعن سوريا؟

الخبير في السياسات العامة زياد الصائغ اعتبر أن "مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية تقررها الجامعة من ضمن مواثيقها ومعاهداتها وقراراتها ذات الصلة. وعلينا أن نتأكد أن هذه المسألة مرتبطة بالأمن الإقليمي والأمن الدولي، وبهذا المعنى فإن كل ما تم صوغه في المرحلة الأخيرة من أن الأبواب عادت وفُتحت امام النظام السوري ليس إلا من قبيل ذر الرماد في العيون والتسويق الإستباقي الذي تحترفه بعض القوى على مختلف الأصعدة ليس فقط السياسية إنما أيضا الأمنية والإقتصادية والمالية وحتما الديبلوماسية.

"عودة سوريا إلى الجامعة العربية مرتبطة أيضا بالعلاقة الغربية الروسية وتحديدا الأميركية- الروسية- الأوروبية"، يضيف الصائغ: في ظل ارتفاع منسوب الكلام عن انتهاكات لحقوق الإنسان ومن ثم رفض نتائج الإنتخابات السورية والتشكيك الكامل بشرعيتها يؤشر إلى أننا في مرحلة شديدة التعقيد ليست مبنية فقط على المصالح، إنما أيضا على القيم الإنسانية خصوصا وأن هناك أكثر من 6 ملايين لاجئ خارج سوريا بفعل التحالف الموضوعي القائم بين قوى الأمر الواقع على كل المستويات".

في ما يعنى بربط لبنان بالأزمة السورية اعتبر الصائغ أن"لبنان يتعرض لجريمة استباحة حدود وجريمة تهريب منعت شعبه من أن يصمد، وسمحت لقوى الأمر الواقع في لبنان بأن تستنزف كل المقدرات والمقومات لجعله رئة على رغم قانون قيصر ورئة تنفس لهذ القوى الحليفة. أضف إلى ذلك أن حزب الله ساهم بتهجير السوريين من أرضهم وهو لا يسمح بعودتهم إلى مناطق مثل الزبداني والقلمون الغربي والمدن والبلدات القريبة من الأوتوسترادات الكبرى والتي تعرضت للتدمير وتحولت إلى مناطق عسكرية وجسر عبور لتمرير السلاح ولتمرير قضايا أخرى باتت تعرف بالجرائم المنظمة".

وشدد الصائغ على "مبدأ الحياد والنأي بالنفس الذي طالبت به البطريركية المارونية وثورة 17 تشرين وأيضا إعلان بعبدا الذي طالب بالنأي بالنفس عن الأزمة السورية ووقع عليه حزب الله، وهذا  يؤشر عمليا الى أنه آن الأوان بأن نتعظ من التاريخ والجغرافيا وبأن نعود إلى لبنانيتنا وألا يزج بلبنان في أي محور إقليمي-دولي لا يمت إلى مصلحته العليا وأمنه القومي بأي صلة".

ويختم:"علينا أن نعود إلى اللقاء الذي جمع جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي سرب عنه أن النقاش بشأن سوريا، وكان هناك إعلان رسمي لم يصل إلى أي تفاهمات جديدة بهذا المعنى . وعليه نحن أمام إثبات آخر أن هذه المسألة ليست سوى نوع من الطموحات والتطلعات لمحور يدعي أنه انتصر، والحقيقة أن انتصاره المفترض والموهوم أتى على أشلاء اللبنانيين والسوريين وأيضا أبعد من ذلك من خلال تفتيت المنطقة وهنا الحلف الموضوعي بين من يدعون أنفسهم أعداء فيما هم يتقاسمون تشتيت المنطقة وتدمير شعوبها وإنهاء نسيجهها المجتمعي التعددي ومنع الديمقراطية من أن تسري في هذه الدول".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o