Jun 17, 2021 3:14 PM
خاص

جامعة "اللويزة" تقاوم عواصف الازمات بثبات وعزيمة
الخوري: لا تضحية بالمستوى الاكاديمي تحت اي ظرف

المركزية – تسلّم الأب بشارة الخوري مهامه كرئيس لجامعة سيّدة اللويزة خلفًا للأب بيار نجم، في وقت يواجه  لبنان أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة، هو الذي كانت بصماته جليّة في الجامعة على مدار اثنتي عشرة سنة إن من خلال مكتب شؤون الطلاب، أو من خلال إنجازات عديدة في مكتب الشؤون المالية حيث ساهم بشكل فاعل في تحقيق مشاريع عمرانيّة كثيرة ضمن نطاق الخطة التوسّعية والمتطورة للجامعة. فما هي المشاريع التي وضعها الأب الخوري لمواجهة التحديات وضمان استمرار الصرح التعليمي في ظل الأوضاع السيئة؟  

يؤكد الأب الخوري لـ"المركزية" أن "همّ الجامعة اليوم ان تتمكن من محاكاة المجتمع من خلال الازمة التي يعيشها وإعادة درس كل الامور المشتركة التي تربطها بالمجتمع الخارجي، مع ما يتطلب ذلك من إعادة الامور الى نصابها بعد الازمة أكانت اقتصادية ام اجتماعية ام صحية، أو الحفاظ على ما لديها من أساتذة وطلاب ومقومات مادية او تربوية او معنوية"، مشيراً الى ان "انطلاقاً من هنا، نعمل من خلال اولويات ثلاث، اولها مشاركة فعالة مع المجتمع وهذا ليس بالامر السهل، وخلق جسر بين  الجامعة وسوق العمل، وثانياً استعمال الازمة كفرصة للتغيير او للتعلّم من المعطيات الجديدة لأن ما بعد "كورونا" ليس كما قبلها، وثالثاً العمل على ايجاد حلول للأزمة الاقتصادية التي تضرب كل هذه المشاريع السابقة الذكر. لذلك، فإن الهدف الواضح الذي نضعه نصب أعيننا ان نحافظ على كياننا ورسالتنا من خلال المبدأين اللذين تحدثت عنهما اي المشاركة والتغيير وفي الوقت نفسه تأمين الكفاية المادية اللازمة". 

واعتبر "ان الجامعة قادرة على مواجهة الازمة الاقتصادية وازمة سعر صرف الدولار، لأننا مقتنعون بأن هذه رسالتنا كرهبانية مارونية مريمية ورسالة الجامعة ولا يمكننا ان نتخلى عنها، الجامعة وجدت لتقف الى جانب شعبها، لهذا السبب سنكون قادرين بكل ما أوتينا من قوة على القيام بهذه الرسالة. نحاول قدر الإمكان حصر كل النفقات والمشاريع التطويرية بأمر واحد الا وهو كيفية المحافظة على كياننا الانساني والاكاديمي والتربوي في الجامعة، فكل مشاريعنا تصبّ في خدمة العامل والمتعلم في الجامعة الذي وضع ثقته فينا، بغية عدم التقصير بواجباتنا تجاههم، بالوسائل المتوفرة امامنا حتى الساعة".  

وشدد الأب الخوري على أن الجامعة وضعت الانسان كأولوية، لا مشاريع جانبية ولا هموم أخرى. ففي الايام العادية من الممكن ان يكون لدى الجامعة مشروع تطوير، لكنها لن تضحي بالمستوى الاكاديمي على حساب أي شيء آخر، خاصة وان سيدة اللويزة من الصف الاول للجامعات في لبنان خاصة تلك التي تعتمد النظام الاميركي، حائزة على الاعتماد المؤسساتي الدولي للادارة والاختصاصات من نيتشه new england commission for higher education (NECHE) اي معترف بها عالمياً، وكل ذلك نتيجة الاداء المتميز للجامعة على مدى السنوات".  

وعما اذا كان يعتبر ان مستقبل التعليم العالي في لبنان في خطر، اجاب أن التعليم في خطر بقدر ما هو لبنان في خطر، لأن الشعب اللبناني بطبيعته يتحدّى الصعاب. نحن "للأخطار وجِدنا" ولن تقبل المؤسسات التي تحمل رسالة ان تضحي لأن هناك مرحلة سياسية او اقتصادية او امنية غير مؤاتية للعمل. جامعة سيدة اللويزة نشأت  عام 1987، في عز الحرب عندما كان البلد يُدمر، وكانت تنمو بين هذه الصخور كالارزة وكأنها غير عابئة بالأزمات التي تأتيها من الخارج وهذه ارادة صلبة وُضعت في عروق المسؤولين عنها في الرهبنة المارونية المريمية وسنظل ننميها، ولن تعيقنا الازمة". 

ولفت الى "ان التعليم العالي في لبنان مرّ للاسف بمرحلة من الاستخفاف وبرزت جامعات مرخصة لأنها تمكنت من الاستحصال على الترخيص وليس لأنها تستحقه. لكن الأزمة تهزّ، ومن ليس على المستوى سيهتز ويقع لكنني لا أرى ان التعليم العالي في خطر طالما لدينا ارادة للعيش. والازمة جيدة لأنها تنقي البيدر، فالجامعات التي "فرّخت" بسرعة من دون اي اساس علمي او ثقافي او تربوي ستفشل، أما تلك التي تعرف كيفية تطوير قدراتها ستستمر رغم العواصف". 

وعن تحضير الطلاب لسوق العمل في بلد يعاني من البطالة، قال: "من ضمن استراتيجية وسياسة سيدة اللويزة إقامة جسر ما بين الوسط الجامعي وسوق العمل، لأن من السهل تخريج طلاب عاطلين عن العمل او حاملي شهادات لا تفتح أمامهم مجالا، لذلك تقوم الجامعة كل سنة بعملية اعادة نظر ببرامجها وبالاختصاصات الموجودة وتطويرها وفق متطلبات سوق العمل وتقليص تلك التي هي غير مطلوبة، إنما المشكلة الكبيرة ان الازمة اسرع بكثير مما يمكن للجامعة ان تطرحه، لذلك تحاول  ان تكون مرنة وان تحضّر طلابها كي يتمكنوا من الاستجابة لسوق العمل في الفترة التي يتخرجون فيها".  

وتوجّه الى المسؤولين بالقول: "الاهتمام بالشباب يجب أن يكون أولوية، لأن خلاف ذلك يعني المساهمة بانهيار وخراب البلد. الرجاء عدم الاستخفاف بأي تشريع يخص التربية بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص. الازمة الاقتصادية يمكن ايجاد حل لها من خلال الانظمة والوعي الجماعي وليس الفردي. رجاء الا يبقى التعليم رهن مزاجية تيار فكري او سياسي او حزبي او غيره بل رهن مشروع بناء وطن وقضية لأن "إنما الشعوب أجيال، ان ذهب جيل ذهبت الشعوب"، ومن الخطر ألا يكون هذا الهم اساسي في عقول وقرارات ممسكي زمام الامور في البلد". 

وختم: " تعزيز الانتماء لهذا البلد ضرورة  لأن الجميع يفكّر في لحظة ما بالسفر، وكأن البلد مخيم صيفي عندما نشاء نوضب أمتعتنا ونرحل. في التربية هناك همّ كبير يكمن في كيفية جعل شبابنا ينتمون الى هذا البلد لا أن يكونوا فقط عابري سبيل. من غير المسموح ان تكون القرارات، التي تُتخذ من رأس الهرم الى اسفله، استنسابية او مرحلية بل طويلة الأمد، لأننا مسؤولون عن تاريخ كبير. يجب الا نقزّم تاريخ وطننا لأزمة صغيرة بل علينا ان نراه انطلاقاً من اول وجودنا في هذا الشرق وحتى آخر لحظة منه. والله لن يتركنا". 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o