Jun 14, 2021 12:16 PM
خاص

عوامل تؤخّرإحياء "النووي": مخاوف الخليج وانتخابات ايران

المركزية- انطلقت السبت الماضي الجولة السادسة من مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني، على وقع اجواء تفاؤلية اشاعتها ايران من جديد، ألمحت فيها الى وضع اللمسات الأخيرة على "عودة واشنطن للاتفاق"... ففي وقت شدد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس على انخراط واشنطن في محادثات فيينا، مؤكدا ضرورة العمل مع شركاء بلاده، لحرمان إيران من الوصول إلى سلاح نووي، بدا الرئيس الإيراني حسن روحاني يتحدّث بلهجة "المنتصِر" اذ قال إن المفاوضات "تشهد وضع اللمسات النهائية". وأضاف أن بلاده أفشلت العقوبات الاقتصادية مرة وستفشلها مرة أخرى، وأن الولايات المتحدة عادت لطاولة الحوار، ولا خيار لها غير رفع العقوبات، حسب تعبيره. وفي هذا السياق، قال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني الجمعة في منشور على تليغرام "من المتوقع أن يواصل المشاركون المشاورات بشأن إمكانية عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، وضمان التنفيذ الكامل والفعال لهذه الاتفاقية". وكان عراقجي - وهو كبير المفاوضين الإيرانيين- قال الخميس الماضي إن من المبكر التكهن بما إذا كانت هذه هي الجولة النهائية. وأكد أن نقاط الخلاف المتبقية تتعلق بكيفية عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق".

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن الايجابية الايرانية مبالغ فيها وقد تكون لها اهداف انتخابية لصرفها من قِبل فريق روحاني اي الاصلاحيين، في الاستحقاق الرئاسي المرتقب خلال ايام. اما على ارض الواقع، فالمحادثات تتقدّم لكن بحذر، وهي تحتاج الى الاتفاق على نقاط كثيرة اضافية- عدا عن تلك "العصيّة على الحل" منذ اشهر بين واشنطن وطهران- قبل الاقتراب من حسم الاميركيين موقفهم من العودة الى التفاهم.

ففي خانة المؤشرات التي تدل الى ان لا خرق مرتقبا سريعا، تضع مصادر المعلوماتِ التي أوردتها "رويترز" منذ يومين وأشارت فيها الى ان السعودية والإمارات تتواصلان مع إيران لاحتواء التوتر وإحياء الاتفاق النووي، وتضغطان لتأخذ المحادثاتُ المستقبلية مخاوفهَما الأمنية في الاعتبار. وبحسب الوكالة، مارس مسؤولون خليجيون ضغوطا للانضمام إلى محادثات فيينا، لكن هذا المطلب قوبل بالرفض. ونقلت الوكالة عن مصدرين مطلعين، قولهما إنه بدلا من انتظار نتيجة محادثات فيينا، قبلت الرياض مبادرات عراقية، في نيسان، لاستضافة محادثات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين. وقال مصدر إقليمي ثالث لـ"رويترز" إن الإمارات على اتصال مستمر مع إيران في محاولة للتهدئة، لا سيما منذ تعرض ناقلات نفط للهجوم قبالة سواحلها في عام 2019، موضحا أن الأولوية الآن بالنسبة لدول الخليج هي التركيز على اقتصاداتها بعد "كوفيد-19"، لكن الضمانات الأمنية جزء مهم من هذا التعافي. وأضاف المصدر "أي اتفاق أفضل من عدم وجود اتفاق، ولكن كيف يمكنك إقناع العالم، والمستثمرين، بأن هذا الاتفاق حقيقي يمكنه أن يصمد أمام اختبار الزمن".

والى هذا العامل الذي يؤكد حقيقة ان عقبات كثيرة لا تزال تحتاج الى تذليل، ومنها المخاوف الخليجية، قبل الافراج عن "النووي" في صيغته الجديدة، سُجّل قول قطر ان "علينا انتظار الانتخابات الإيرانية ليتضح بعدها موقف طهران تجاه الاتفاق النووي". واعلنت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر في مقابلة نشرت الاسبوع الماضي "اننا نصحنا الجانب الأميركي بإتمام المفاوضات قبل الانتخابات الرئاسية في إيران، لكن هذا الأمر لم يعد ممكنا. الانتخابات ستجري في القريب ويجب علينا حسب اعتقادي، أن ننتظر قليلا بعدها لاستيضاح الموقف الجديد"، معربة عن أمل الدوحة في أن يكون هذا الموقف منفتحا على التفاوض، كما كان قبل الانتخابات.

الموقف القطري هذا يعكس الواقعَ الى حد بعيد. فصحيح ان محادثات فيينا مستمرة اليوم، الا ان تحديد مصيرها ومدى قدرتها على الحسم، وتحديد ايضا المهلة التي خلالها سيتمّ هذا الحسم، كلّها مرهونة بنتائج الانتخابات الايرانية، وبالنفَس الذي ستتعاطى فيه القيادةُ الايرانية الجديدة مع المفاوضات. فإذا كانت دفة الحكم ستنتقل من الاصلاحيين الى يد المتشددين، هذا المعطى سيعقّد حيثيات ومراحل المحادثات ولن يسهّلها، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o