Jun 08, 2021 6:02 AM
صحف

مبادرة بري تدخل أسبوعها الثالث... والتشاؤل سيّد الموقف

أسبوع جديد، من حساب رصيد الأمل بتشكيل الحكومة اللبنانية، العصيّة على التأليف، بعد مضي تسعة أشهر على التكليف النيابي للرئيس سعد الحريري، وهذا الأسبوع هو الثالث من عمر مبادرة الرئيس نبيه بري وربما الأخير، اذا لم تحظ بالتجاوب الموعود، او اقله بجرعة دعم اضافية من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمته المقررة اليوم الثلاثاء، والتي يفترض ان تركز على التهديدات الاسرائيلية لإيران مباشرة، او عبر محاور المقاومة السابحة في فضاء ايران، بحسب "الانباء" الكويتية.

وبمقياس الاصداء الصادرة من عين التينة، فإن رئيس المجلس النيابي اقل تفاؤلا بالنجاح، اولا لأن خروج لبنان من عنق الزجاجة، مرتبط بإعادة النظرة الدولية بخريطة المنطقة، وثانيا لأن التيار الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، الذي بينه وبين الرئيس بري مسافات من التباعد، لن يقدم له مجد حل الأزمة الحكومية، على طبق من فضة.

من جانبها، أشارت "الجمهورية" الى ان ربطاً بانسداد أفق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، جاءت مبادرة بري لتحدّد المسار الذي ينبغي سلوكه في اتجاه التفاهم بين عون ‏والحريري، والشرط الاساس لهذا التفاهم، هو اقتناع الرئيسين بأنْ لا ‏رابح بينهما من استمرار هذه اللعبة، بل ثمة خاسر وحيد هو البلد. ‏وعلى قاعدة "كثر الدقّ يفك اللحام، وانّ الجهد المتواصل كفيل ببلورة ‏حلول ومخارج وتذليل أيّ عقبات"، تكمّل مبادرة بري في الاتجاه الذي ‏رسمه رئيس المجلس، وهو يعتبر أنّ فرصة بلوغ تفاهم بين عون ‏والحريري لم تفت بعد، وليس امام الجميع سبيل سوى التفاهم.‏

على أنّ الصورة في مقابل الزخم الإضافي الذي أضفاه رئيس ‏المجلس على مبادرته، ودفع الاتصالات التي يجريها بوتيرة سريعة ‏والتي تكثفت في الساعات الاخيرة على خط عين التينة - بيت الوسط، ‏وعلى خط الثنائي الشيعي والقصر الجمهوري ورئيس "التيار الوطني" ‏جبران باسيل، لا تشي حتى الآن بتبدّل في مواقف الرئيسين عون ‏والحريري، حيث لم يقدّم أي منهما ما يمكن اعتبارها استجابة جديّة ‏لمبادرة رئيس المجلس، تترجم الرغبات التي يبديانها في المجالس ‏المغلقة بالتفاعل الإيجابي معها.‏

واللافت للانتباه في هذا السياق المعطّل، هو ما ظهر في موازاة ‏مبادرة رئيس المجلس، وتبدّى، وفق معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، ‏في حضور مفاجئ لـ "صديق مشترك" على خط الاتصالات الجارية ‏‏(ثمة من ردّد اسم رجل أعمال بارز)، بهدف تضييق الهوة بين عون ‏والحريري، وبناء جسر تواصل بين الحريري ورئيس "التيار الوطني". ‏وفيما لم تكشف مصادر المعلومات من استدعى هذا "الصديق ‏المشترك" الى هذا الحضور، وحجم الدور الذي يمكن أن يلعبه، أكان ‏عبر اتصالات مباشرة يجريها مع "صديقيه" الحريري وباسيل او غير ‏مباشرة، الاّ انّها لفتت الى انّ جهات سياسية مسؤولة تراقب هذا ‏المستجد، وتترقب ما سيسفر عنه.‏
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o