May 10, 2018 2:20 PM
صحف

"لوبوان": الأوروبيون لن يواجهوا ترامب خدمة لإيران

المركزية- نشرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية حوارا مع سفير فرنسا السابق في طهران، فرانسوا نيكولود. وفي سؤال الصحيفة عن تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، أكد نيكولود أن "هذا الأمر يعد بمثابة إيذان بمواجهة العالم لمرحلة معقدة. ففي حال فرض الرئيس الاميركي دونالد ترامب عقوبات جديدة على النفط الإيراني، سيؤدي ذلك حتما إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد وبالتالي العودة إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي. في الأثناء، قد يكون لهذا الأمر وقع إيجابي، حيث من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بشكل طفيف".
أما في ما يتعلق بانعكاسات هذا الانسحاب على أوروبا، أشار السفير السابق إلى أن "قرار ترامب سيحول دون بيع 40 بالمائة من المنتجات الإيرانية في الأسواق الأوروبية. ويبقى ذلك منوطا بقدرة الأوروبيين على إقناع ترامب بتقديم بعض التنازلات، على غرار تجميد العقوبات بشكل مؤقت. وسيسمح ذلك للشركات الأوروبية، التي تربطها علاقات تجارية مع إيران بالحفاظ على أعمالها".

وردا على سؤال بشأن إمكانية اعتماد الإيرانيين على الخلاف الأوروبي-الأميركي حول مسألة إلغاء الاتفاق، أفاد الدبلوماسي السابق بأن "إيران راهنت من قبل على هذا الخلاف لكنها أصيبت بخيبة أمل. فلطالما كان الخوف يتملك الأوروبيين، ويصرون على السير على نهج واشنطن. ولكن، في حال تسببت الإجراءات التي سيتخذها ترامب في إلحاق ضرر بالمصالح الأوروبية، فقد يدفعهم ذلك إلى معارضة هذا الانسحاب. والجدير بالذكر أن الأوروبيين لن يقدموا على مواجهة ترامب وإفساد العلاقات مع الولايات المتحدة، فقط من أجل خدمة الإيرانيين".

وعن إمكانية دخول الإيرانيين في مفاوضات جديدة بعد قرار ترامب. في هذا الشأن، أوضح أن "هذا الأمر غير وارد، في حين أن إيران لن تستسلم. ومن المرجح أننا سنشهد فترة من الاضطرابات والضغوط من جميع الاتجاهات. في الأثناء، قد يحاول الرئيس الإيراني المحافظة على الاتفاق مع بقية الأطراف، لأن فشله سيعني بالضرورة انتصار الأصوليين في بلاده".

وفي سؤال عن فرضية استئناف إيران لمختلف نشاطاتها النووية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، صرح السفير السابق بأن "إيران لن تعود بشكل مباشر إلى تخصيب اليورانيوم وتهيئة البنية التحتية الخاصة بالأسلحة النووية. ولكن قد تتخذ خطوات استفزازية أخرى تثبت من خلالها أنها لم تعد خاضعة لبنود الاتفاق النووي". وأضاف الخبير الفرنسي أن "في حين قد تلتزم طهران ببعض النقاط ضمن الاتفاق، فقد تبادر بالانسحاب من البروتوكول الإضافي الذي وقعته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل طوعي الذي يقضي بمنع انتشار السلاح النووي. في هذه الحالة، سيشعر الأميركيون بندم كبير حيث لن يتسنى لهم إجراء أي عمليات تفتيش عاجلة وفورية كما كان الأمر في السابق".

وفي ما يتعلق بموافقة إيران على بعض الإجراءات على مستوى نشاطاتها البالستية وتحركاتها في المنطقة، أفاد بأن "الإيرانيين لن يقبلوا بالانسحاب من سوريا في ظل الانتصارات التي يحققونها، مع العلم أن هذه المسألة تعد القضية الأبرز بالنسبة لترامب. أما بشأن التجارب الصاروخية، فلا يوجد مبرر للحد من برنامجها الصاروخي خاصة أن المملكة العربية السعودية لها صواريخ قادرة على ضرب طهران وتل أبيب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o