فرنسا لرئيس يحمل لواء الـ1701 يعزز موقف لبنان ويضعف حجة اسرائيل
لارا يزبك
المركزية- أعلن قصر الإليزيه أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "أدان بأشدّ العبارات الهجمات الجديدة التي شنّتها إيران على إسرائيل"، مشيرا إلى أنّ باريس "حرّكت" الثلثاء "قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدّي للتهديد الإيراني".
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان صدر في ختام اجتماع لمجلس الدفاع إنّ ماكرون طالب "حزب الله بوقف أعماله الإرهابية ضدّ إسرائيل وسكّانها" وطلب من السلطات الإسرائيلية "أن تضع في أسرع وقت ممكن حدّا" لـ"عملياتها العسكرية" في لبنان، ومشيرا إلى أنّ باريس "ستنظّم قريبا جدا مؤتمرا لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته" وأنّ وزير الخارجية الفرنسي جان - نويل بارو "سيزور الشرق الأوسط مجددا". وأضاف بيان الرئاسة أن "ماكرون يرغب أيضًا في استعادة لبنان سيادته وسلامة أراضيه في امتثال صارم لقرار مجلس الأمن الدولي".
واعلنت الخارجية الفرنسية امس أن الوزير بارو سيزور المنطقة مجددا في مهمة كلفه بها الرئيس ماكرون. كما دعت الخارجية الفرنسية، إسرائيل لإنهاء عملياتها العسكرية بلبنان في أقرب وقت.
ما هي هذه المهمة؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن تركيز فرنسا ينصب اليوم على منع تدهور الامور دراماتيكيا على الجبهة الجنوبية. الا انه وفي موازاة مساعيها التهدوية العسكرية هذه، التي تبذلها على خط تل ابيب وبيروت، وتشمل ايضا في الكواليس، طهران، فإنها تضغط ايضا من اجل انجاز الانتخابات الرئاسية اللبنانية في اسرع وقت.
باريس تحاول تحقيق خرق ما على هذا الخط، منذ اشهر، الا انها اخفقت امام التعقيدات اللبنانية السياسية التي كانت تعترض وساطة باريس اولا ومن ثم وساطة الخماسي الدولي الذي يجمعها الى واشنطن والرياض والدوحة والقاهرة. لكن الاليزيه يبدو يرى ان التبدلات الدراماتيكية التي طرأت على المشهد اللبناني، عسكريا وامنيا، تشكّل فرصة سانحة لاتمام الانتخابات.
من هنا، فانه سيُطلق جولة اتصالات جديدة تستعجل الانتخاب، على اساس ان يكون الرئيس توافقيا وغير استفزازي لأي من القوى السياسية والاهم، ان يلتزم تطبيق القرار 1701. وفرنسا، عبر وزير خارجيتها ودبلوماسيتها، ستبلغ اللبنانيين ان من الضروري ان ينتخب لبنان رئيسا لان ذلك يسرّع مسار وقف الحرب ويعطي اشارة جدية الى ان لبنان الرسمي سينشر جيشه في الجنوب ويسلّم حدوده الى الشرعية. الانتخاب يخلق امرا واقعا جديدا يقوّي حجة لبنان امام المجتمع الدولي ويضعّف موقف اسرائيل من المضي قدما في حربها.
لكن هل ينجح بارو حيث فشلت فرنسا في السابق؟ ام ان واشنطن تفضّل جلاء المشهد الميداني ونتائج عملية اسرائيل البرية في لبنان ليتم الانتخاب في ضوء التوازنات التي ستخلقها؟