الكيان في خطر وجودي.. ماذا عن انتخاب رئيس؟
يولا هاشم
المركزية – يشهد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حركة ناشطة على الضفة الرئاسية. وبعد زيارة كتلة "تجدد" ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أمس، استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم، كتلة "الاعتدال الوطني". كما التقى، وفي إطلالة هي الاولى، ٦ نواب من اللقاء النيابي التشاوري المستقل الذي يضم النواب الياس بوصعب وابراهيم كنعان والان عون وسيمون أبي رميا وميشال ضاهر ونعمة افرام، على ان يلتقي رئيس المجلس أيضاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. في المقابل، أكدت مصادر "القوات" لـ"المركزية" ان لا زيارة لنواب تكتل "الجمهورية القوية" للرئيس بري في الوقت الراهن، وهذا لا يعني أننا لن نزوره لاحقاً". وأضافت: "نريد من الرئيس بري ان يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس جمهورية بحسب الدستور".
وأكد زوار عين التينة أنهم لمسوا من الرئيس بري مرونة إذ إنّه لم يعد متمسكًا بالحوار مثل قبل كشرط أساسيّ لانتخاب رئيس، وأن الرئيس بري أكّد على وجوب انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وفصل الرئاسة عن الحرب.
عن سبب تحرك الرئيس بري اليوم، يؤكد النائب سيمون ابي رميا الذي زار بري، لـ"المركزية" ان " الكتل النيابية توجّهت بطريقة عفوية وتلقائية باتجاه عين التينة، اولا لتعزية الرئيس بري باستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ولكن ايضا للبحث معه في استشراف المرحلة الحالية على صعيد المفاوضات الدبلوماسية القائمة لوقف إطلاق النار وعن إمكانية انتهاز الفرصة لانتخاب رئيس جمهورية".
ويوضح أبي رميا ان "الرئيس بري أكد لنا ان لا شروط مسبقة لانتخاب رئيس لكن المطلوب ان يكون توافقيا تتكتل حوله العديد من الكتل النيابية والنواب المستقلين، لتشكيل أكثرية الثلثين ويؤمنون الحضور وذلك بعد إجراء توافق مسبق على اسم كي يكون رئيسا جامعا وإنقاذيا في هذا الظرف الصعب، نتيجة الاوضاع والمأساة التي نعيشها على مستوى الحرب، بالاضافة الى الملفات الحساسة والساخنة الأخرى".
وعن قول الرئيس بري عدم ربط الملف الرئاسي بالحرب، يجيب أبي رميا: "بمعنى ان يجب ألا تكون الحرب الاسرائيلية هي ما يفرض معادلة سياسية في لبنان وأولها انتخاب رئيس، لأن انتخاب رئيس هو قرار سيادي لبناني داخلي، ولا ننتظر أن تكون هناك حرب قائمة على لبنان كي يكون هناك فرض لأي معادلة خارجية على الداخل اللبناني في المقاربة الرئاسية".
ويشير أبي رميا الى ان "الرئيس بري لم يطرح اسماء او صيغ وكل ما يتحدث به حاليا هو ان الاوان آن، بما ان الظرف حاليا كارثي على المستوى اللبناني نتيجة الحرب، لأن تتفق الكتل على رئيس توافقي، لا يكون رئيس تحدٍ لأي فريق من الأفرقاء ويُطمئن ويشكل ضمانة لكل اللبنانيين في هذه المرحلة الصعبة ، ة حيث مصير الكيان اللبناني بخطر، وبالتالي هذا يتطلب من الجميع النزول عن الشجرة، والتخلي عن الشروط التي كنا نسمعها والشروط المضادة، لأن المطلوب ان يضع الجميع قدميه على الارض من أجل المصلحة الوطنية والتخلي عن كل الحسابات الشخصية الضيقة والحزبية التي لا تخدم إلا مصالح أشخاص وليس مصلحة الوطن".
ويضيف: "تطرقنا الى موضوع النازحين والوضع غير الطبيعي الذي نعيشه وان يجب على الدولة بكل إمكانياتها بالاضافة الى كل القوى، ان تتضافر من اجل تأمين مقومات الحياة الكريمة للنازحين. وقد شهدنا جميعاً التكاتف والتضامن على مستوى الشعب اللبناني والمجتمع المدني والمنظمات والجمعيات التي تتعاطى وتتعاضد بين بعضها البعض للوقوف إلى جانب النازحين على كل الأراضي اللبنانية وهذا الامر اساسي".
حول الحديث عن نشر الجيش اللبناني في الجنوب وضرورة إنهاء ملف ترسيم الحدود البرية مع اسرائيل، يجيب أبي رميا: "الجيش يقوم بمهمة صعبة لأنه منتشر في جنوب لبنان ولدينا ثقة بقيادته لإدارة الأمور بحكمة ومسؤولية، خاصة ان هناك تواصلاً بينه وبين قوات اليونيفيل بالاضافة الى دول يهمها أن يبقى وضع الجيش سليما لأنه سيلعب دورا اساسيا في اليوم التالي، لأن حتماً هذه الحرب ستنتهي يوماً ما، ويجب على الجيش ان يقوم بدوره من خلال انتشاره في الجنوب كما على كل الأراضي اللبنانية".
ويختم: "لبنان يتشبث بسيادته واستقلاله وقراره وحدوده. هذا الموضوع غير قابل للنقاش، وله الحق بالنفط والغاز واحترام سيادة أراضيه وحدوده، وتطبيق القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701، هذه كلها من المرتكزات الأساسية والثوابت التي يُجمِع عليها اللبنانيون كافة".