May 27, 2021 2:39 PM
خاص

منسوب التفاؤل باحياء "النووي" الى حده الاقصى...حسن نيات وجدية

المركزية- قد لا تكون الجولة الخامسة من المفاوضات النووية في فيينا حاسمة، لكن الاكيد ان لحظة توقيع الاتفاق النووي التاريخي لن تحتاج الى جولات اخرى كثيرة استنادا الى التقدم السريع وتخطي العقبات بطريقة غير مسبوقة ومواقف الاطراف المعنية لا سيما الولايات المتحدة الاميركية وايران التي لم تكن يوما اكثر تفاؤلا بقرب اعادة احياء الاتفاق الموقع عام 2015.

فالجولة هذه تمضي بوتيرة متقدمة لدرجة ان رئيس وفد ايران الى المفاوضات عباس عرقجي اقر بان كل الاطراف اظهرت بما يكفي جدية وتصميما على حل القضايا المتبقية في اسرع وقت ممكن. الموقف هذا يبدو لافتا، كونه الاول على هذا المستوى من التفاؤل، منذ انطلاق المفاوضات مطلع نيسان الماضي ذلك ان عرقجي قصد بقوله كل الاطراف تحديدا واشنطن باعتبار ان الاخرين تنطبق عليهم اكثر صفة الوسيط.  

من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني إحراز تقدم وصفه بالملحوظ في المباحثات، كاشفا عن التوصل إلى تفاهمات مشتركة على النقاط الأساسية بين جميع الأطراف، لكنه جدد تمسكه بمطالبة واشنطن باتخاذ الخطوة الأولى ورفع العقوبات عن بلاده.

وكان موقع أكسيوس (Axios) الإخباري نقل عن مصادر أميركية قولها إن جولة الأسبوع الماضي من المحادثات غير المباشرة مع إيران في فيينا، كانت أول جولة تحقق تقدما في كل من مسار تخفيف العقوبات، والبرنامج النووي الإيراني.وأضافت أن مفاوضات تخفيف ا لعقوبات المفروضة على إيران حققت تقدما في الجولات الثلاث الأولى، مشيرة إلى أن المفاوضات الخاصة بالإجراءات النووية المطلوبة من إيران كانت قد توقفت بسبب مواقف طهران المتشددة، والسؤال عما سيحدث لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة الجديدة في إيران. وأكدت أن التوصل إلى اتفاق وارد، ولن يستغرق ذلك شهورا، لكنه يتطلب مزيدا من التنازلات من جانب إيران، فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

تقول اوساط دبلوماسية تتابع مسار المفاوضات عن كثب لـ"المركزية" ان التقدم الذي يحرزه المفاوضون في الغرف المغلقة سيسرع من دون شك مسار بت سائر القضايا العالقة التي توجب اتخاذ قرارات صعبة. وللغاية تشهد كواليس المفاوضات حركة اتصالات ولقاءات جانبية كالتي جرت بين الوفدين الروسي والاميركي وغيرها، بحسب ما اعلن مندوب موسكو الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا  مخائيل يوليانوف الذي وصف المحادثات مع الوفد الأميركي بالمفيدة والعملية، إضافة إلى لقائه رؤساء وفود فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وتشير في السياق الى اهمية اتفاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع ايران على استمرار مراقبة انشطتها النووية لمدة شهر اضافي، بما يمنح مفاوضات فيينا مهلة اضافية لانقاذ خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي خطوة ادرجتها طهران ضمن ما يسمى حسن النيات وارفقها الرئيس حسن روحاني في تصريحات اكد خلالها تصميم بلاده على الوصول الى اتفاق نووي، فهو وحده الكفيل برفع العقوبات التي انهكت الاقتصاد الايراني المعتمدة اساسا على ايرادات النفط.

ومع انتهاء الجولة التفاوضية غدا، ترجح الاوساط الرفع الجزئي للعقوبات الاميركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على ايران اثر الخروج من الاتفاق النووي، في حين تطالب بعض  الاطراف بتأجيل اعلان الاتفاق الى ما  بعد الانتخابات الايرانية ليتم التعاطي مع الرئيس الجديد. وتشير مصادر مطلعة على الوضع الايراني لـ"المركزية" الى تضارب في المعلومات بين من يعتقد ان اعلان الاتفاق الان يضعف المحافظين ومرشحهم، ومن يرى ان التأجيل ينعكس سلبا على المحافظين. الا ان مجلس صيانة الدستور حسم المعركة بإبعاد المرشحين الاصلاحيين وحصرها في المحافظين، وتاليا لا خوف على نتائج الانتخابات وهوية الرئيس الجديد، وانعكاسات الاتفاق النووي ان وُقِع.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o