ترقّب لخطوة بعبدا التالية حكوميا ولكلمة نصرالله غدا.. وبري: العقدة داخلية
"لبنان القوي" يشكّك في الرغبة في التشكيل..عون يلتقي وفد الترسيم: للتحرر من الفساد
عرض "القومي": أين الداخلية والعدل؟..المستشفيات تستغيث: لا بنج.. والقائد في باريس
المركزية- ستبقى الساحة اللبنانية متأثرة بخطاب الرئيس المكلف سعد الحريري "الناري" السبت الماضي، لفترة زمنية لن تكون قصيرة. فاذا لم تفلح وساطة "رأب الصدع" التي يعمل عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في شكل خاص، ولا مساعي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للتقريب بين بعبدا وبيت الوسط انطلاقا من تركيبة جديدة يحملها الحريري الى القصر، واذا لم يقرر الرئيس المكلف الاعتذار وبقيت العواصم الكبرى محجمة عن التدخل لبنانيا ومكتفية بالتلويح بالعقوبات، من دون تسجيل اي مفاجأة سياسية كاستقالة نيابية جماعية... فإن الشغور في السلطة التنفيذية قد يستمر حتى نهاية العهد، ومعه جلجلة اللبنانيين الاقتصادية والمالية والمعيشية.
الخطوة التالية؟: سيطر الجمود الثقيل على ضفة التشكيل بعد عاصفة السبت التي هبّت على "الحكومة" من الاونيسكو. وفي انتظار خطوة جديدة يتخذها الرئيس ميشال عون يكثر الحديث عنها بعد "إحباط" رسالته النيابية، وفي انتظار ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه غدا في ذكرى المقاومة والتحرير، الذي سيتطرق فيه الى الشأن المحلي والى التطورات الاقليمية، شدد رئيس المجلس اليوم على ضرورة التنازل لمصلحة البلاد.
بري للتضحية: فقد دعا الرئيس بري، في كلمة لمناسبة عيد التحرير، "الافرقاء الى أن يبادروا اليوم قبل الغد الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة"، معتبرا ان "البعض يتعمد صناعة الازمات عن قصد او غير قصد، واذا استمرت ستطيح بالقطاعات كافة". وقال "حري بالجميع في الموالاة والمعارضة ان يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة". اضاف "المطلوب من كل القوى واللبنانيين استخلاص الدروس، واستحضار روحية التحرير لاستعادة لبنان من تنين الانهيار"، مشددا على استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات التالية - اولا: الاناينة التي يمعن البعض بها - ثانيا: الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بان المستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه للاهتزازات وأن يكون من خلال دولة مدنية - ثالثا: تحرير لبنان من المحتكرين لتأمين لقمة الناس وتحرير اموال المودعين من المصارف - رابعا: تحرير القضاء من التدخلات السياسة ومكافحة الفساد ونهب المال العام استنادا للقانون الذي اقره المجلس النيابي لاجراء التدقيق الجنائي انطلاقا من مصرف لبنان وكل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة ولا سيما كهرباء لبنان - خامسا، وهذا الاهم هو الاعتراف ان مشكلتنا الحكومية هي 100% داخلية وان نملك القدرة على ان نضحي من اجل لبنان لا ان نضحي بلبنان على حساب مصالحنا الشخصية".
بين الازرق والبرتقالي: في المواقف ايضا، كبرت الهوّة اكثر بين الفريق الرئاسي والرئيس المكلف الموجود خارج البلاد. في السياق، أشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في حديث اذاعي الى ان "الوضع الحكومي لا يزال في مكانه وعلينا أن نتتظر والا نتفاءل خيرا خصوصا في ظل الواقع الميليشياوي الذي نعيشه". أضاف: لا أظن أن ولاية الرئيس عون ستصل الى نهايتها وأتوقع تفككا وانهيارا للعهد وانقساما وشغبا مفتوحا... في المقابل، قال عضو لبنان القوي النائب حكمت ديب بعد زيارته رئيس الجمهورية في بعبدا "البحث تناول مسار تشكيل الحكومة بعد جلسة مجلس النواب الاخيرة"، معتبرا أن "فارقا كبيرا حصل بين الدعوة الايجابية الى التعاون والحوار للخروج من المأزق الحكومي، وبين التوجه السلبي الذي برز في كلمة الحريري، الامر الذي يثير علامات استفهام حول وجود رغبة حقيقية في تشكيل حكومة جديدة، ام البقاء على التوجه الذي يعرقل الحلول بدلا من تسهيلها".
التحرير من الفساد: في الاثناء، لا تزال بعبدا تولي معركة محاربة الفساد الاولوية. ففي مناسبة التحرير ايضا، غرد الرئيس عون "نسترجع طعم الانتصار والكرامة، ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا. وكما حاربنا العدو وحررنا الارض، علينا اليوم مجتمعين ان نحرر الدولة من الفساد ونعيد لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الاصلاحات وتعيد كرامة الحياة الى مجتمعنا".
الهموم تزداد: هذا في "النظري". اما على الارض، فالهموم اليومية المعيشية على حالها وتتفاقم، وسط غياب الحلول او محاولات ايجادها من قِبل المعنيين. وفيما ازمة المحروقات تراوح، وجّه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون "نداء استغاثة" إلى المسؤولين عبر "المركزية"، محذراً من وقف إجراء العمليات الجراحيّة على أنواعها وحتى الطارئة منها، بسبب انقطاع أدوية البنج. وناشد المسؤولين الإسراع إلى حل هذه "الكارثة" لإنقاذ المرضى من هذا الخطر المُحدق بحياتهم.
البطاقة التمويلية: ازاء هذا الواقع القاتم، دعا العمالي العام الى اضراب في 26 الجاري، اما وزير المال في حكومة تصريف الأعمال فوقّع اليوم مشروع قانون معجّل، مُعدّ من قبل رئاسة الحكومة ويرمي إلى إقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها.
للتحرك سريعا: وكان وزير المال بحث مع وفد من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، في المشاريع المموّلة من البنك. وبعد الاجتماع، قال كومار جاه: تناقشنا في برامج البنك الدولي في لبنان وعددها كبير. كما بحثنا في سبل البدء بتنفيذ مشروع "شبكة الأمان الاجتماعي لأزمة الطوارئ" الذي ستستفيد منه 200 ألف أسرة تعاني حالة فقر مدقع في لبنان. وطلبنا من وزير المال أن يعمل مع الجهات الحكومية المختلفة للمساعدة على البدء بتفيذه فوراً .وأشار إلى "ضرورة التحرّك بشكل سريع نظراً إلى حاجة المواطنين إلى مساعدة ملحّة".
ترسيم الحدود: من جهة اخرى، ترأس الرئيس عون اجتماعا، ضم رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي، في حضور المستشار الامني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بول مطر. وتم خلال الاجتماع عرض لآخر التطورات المتعلقة بعملية المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والخطوات الواجب اعتمادها في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الصدد.
أمر اليوم: وليس بعيدا من الحدود الجنوبية، قال قائد الجيش العماد جوزيف عون في امر اليوم بمناسبة التحرير، للعسكريين "أيها العسكريون مهما اشتدّت الصعوبات، يظلّ الجيش متمسّكًا بحقه في مواجهة أي اعتداء والدفاع عن الحدود في وجه العدو الإسرائيلي، والعمل على وقف انتهاكاته لسيادة بلدنا وحماية حقوقنا الثابتة في ثرواتنا الوطنية برًّا وبحرًا، مع الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومندرجاته. فإرث التحرير مسؤوليّة كبرى نتشرّف بتحملها، وأمانة غالية لن نفرّط بها مهما طال الزمن". وأضاف: على رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة وتداعياتها القاسية على جميع فئات المجتمع، إلى جانب انعكاسات جائحة كورونا على حياة المواطنين وتأثيرها في القطاعات كافة، تبقى بوصلتنا موجّهة نحو العدو الإسرائيلي ومخطّطاته الدموية التوسعية، وما نشهده من أحداث في فلسطين المحتلة يؤكّد على عدوانيّة هذا الكيان وعنصريّته، كما يبقى الإرهاب وخلاياه النائمة في سلّم أولويّاتنا لسعيه إلى بثِّ الفتنة بين المُكوِّنات اللبنانية. فهذه التحديات لن تزيدنا إلا عزيمة وإصرارًا على التصدي لهذين العدوّين، وبذل الغالي والنفيس لصون استقرار بلدنا والحفاظ على السلم الأهلي وديمومة الكيان اللبناني".
القائد في باريس: الى ذلك، وتلبية لدعوة من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الجنرال Francois LECOINTRE بدأ قائد الجيش زيارة الى فرنسا لبحث سبل تعزيز العلاقة بين الجيشين. وتعكس هذه الزيارة رغبة فرنسا بالوقوف الى جانب الجيش واستجابة للحاجات التي أعلن عنها مؤخراً قائد الجيش.
عرض القومي: بالعودة الى الداخل، فقد بقي العرض شبه العسكري للحزب القومي السوري امس وما تضمنه من تهديدات بالقتل لرئيس القوات سمير جعجع يثير الردود المستنكرة لدى الفريق "السيادي" في البلاد، الذي طالب وزارةَ الداخلية بتوضيح ما جرى ووزارةَ العدل بالتحرّك للمحاسبة. وقال عضو الجمهورية القوية النائب زياد الحواط: لو كان هناك قضاء لكان تحوّل "الحزب القومي السوري" والمسؤولين عنه إلى المحاكمة بعد تهديد رئيس حزب والكلام المهين الذي صدر بحق رئيس للجمهورية شهيد وأطالب وزير الداخلية بتفسير للعراضة العسكرية وسط بيروت، وإذا النظام السوري لم يتمكنّ من قتل جعجع فلن يتمكّن أزلامه من فعلها. واضاف "نحن لدينا كرامة وعنفوان ولن نسمح للوجود السوري أن يتحكم برقبقنا "من الطاقة" ونحن لم نتعرّض لأي نازح ولكن إذا لم تتحرك الدولة لمنع الاستفزازات نعرف كيف سنتحرك".
سياسة لبنان الخارجية: على صعيد آخر، حددت وزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر اولياتها للمرحلة المقبلة، فقالت "بتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة، أرى أن الأولويات التي يجب أن نعمل عليها في وزارة الخارجية والمغتربين ترتكز على" الإنفتاح على الدول الشقيقة والصديقة كافة بما يحفظ صداقات لبنان وكرامة مواطنيه، مع التمسك بالثوابت الوطنية التي يجب أن تعمل على تأكيدها كل البعثات الديبلوماسية اللبنانية كي نستعيد ثقة وشراكة المؤسسات الدولية بما فيها الصناديق والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية. والتشديد على البدء بالأشقاء العرب الذين تجمعنا بهم مواثيق ولغة وإنتماء ومصالح مشتركة... إعتماد سياسة خارجية تضع مصلحة لبنان العليا والجامعة هدفاً أسمى لأن سياسة لبنان الخارجية هي ترجمة أمينة لتوافق أبنائه، ولا ينبغي أن تكون يوماً مثاراً لخلافهم وتنابذهم".