May 18, 2021 6:48 AM
صحف

باريس عادت الى المربع الاول ومصر لا تريد الحريري "رئيساً منكسراً"

على هامش قمة دعم السودان، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه حول التصعيد القائم بين إسرائيل والفلسطينيين، والملفين الليبي واللبناني. وشدد مصدر فرنسي مسؤول لـنداء الوطن" على أنّ “الموقف الفرنسي المعروف هو ضرورة تشكيل الحكومة، ومصر تشارك فرنسا الرأي في ذلك”. غير أنّ الموقف المصري إزاء لبنان يعتبر أن طرح رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيل حكومة من 18 وزيراً ومن ثم موافقته على تشكيلة من 24 وزيراً شرط ألا يكون فيها “ثلث معطل”، هو الطرح نفسه للمبادرة الفرنسية كما عرضها الرئيس ماكرون. وفي حين ترى باريس أنّ كلاً من جبران باسيل والحريري عليهما جزء من المسؤولية في تعطيل تشكيل الحكومة، تعتبر القاهرة أنّ باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون بخلاف ما يدّعيانه لا يزالان متمسكين بالثلث المعطل، وبالتالي لا يجد الموقف المصري أي جدوى من أي اجتماع يُعقد بين الحريري وباسيل لأنه لن يؤدي إلى نتيجة، باعتبار أنّ باسيل يريد انتزاع تنازلات من الحريري من دون أن يقدم له أي تنازلات في المقابل، ونتيجة ذلك لطالما كان يؤخذ على الحريري سنياً أنه يقدّم التنازلات.

وبناءً عليه، يبدي الموقف المصري تمسكاً بالحريري رئيساً للحكومة، ولا يرى إمكانية لممارسة المزيد من الضغط عليه، لأنه عندما قام بالتسوية مع عون كانت مصر تدعمه طالما كان يحافظ على موقعه وعلى اتفاق الطائف، ولأنه كان يعتزم سحب عون إلى التوجه العربي، لكن ما حصل هو أنّ عون وباسيل أخذا لبنان في اتجاه ايران و”حزب الله”، واليوم يحاول الرئيس المكلف أن يصحّح الأمور.

وتعتبر مصر أنه لا يمكن لفرنسا أن توافق على أن يكون الحريري “رئيس حكومة منكسراً” وأن ينجرف لبنان أكثر نحو إيران و”حزب الله”، علماً أنّ ماكرون طلب سابقاً من السيسي الضغط على الأطراف اللبنانية لتشكيل الحكومة، وكان الحريري قد أبدى، بعد اتصال الرئيس المصري به، مرونةً إزاء القبول بصيغة الـ24 وزيراً، لكنّ مصر ترفض زيادة الضغط على الحريري وتؤكد تمسكها به رئيس حكومة قادراً على القيام بدور يعيد لبنان إلى التوجه العربي.

تجدر الإشارة إلى أنّ وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى نظيره الفرنسي جان ايف لودريان وشارك في المحادثات بين الرئيسين ماكرون والسيسي، لا سيما وأنه على اطلاع بتفاصيل الوضع اللبناني وكان قد زار لبنان في الآونة الأخيرة.

من جهة أخرى، أشارت "الجمهورية" الى ان اجواء العاصمة الفرنسية تفيد بأنّ باريس عادت الى المربع الاول في مقاربتها للملف اللبناني، ولا سيما من زاوية التأكيد ان المبادرة الفرنسية قائمة إنما ليست بالشكل الذي كانت عليه في الاشهر الماضية.

ونقلت مصادر ديبلوماسية من باريس انّ المسؤولين الفرنسيين المحبطين من القادة في لبنان، أجروا تقويما سلبيا لنتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت، وخلاصة ذلك ان لا مبادرات مباشرة تجاه لبنان حاليا، ما خلا برنامج الضغوط والعقوبات التي تقرّر فرضها على معطلي الحل وتشكيل حكومة في لبنان.

الا ان المصادر تلفت الانتباه الى انه على الرغم من المقاربة الفرنسية العالية النبرة حيال الملف اللبناني، فإنّ المسؤولين الفرنسيين ما زالوا

ينتظرون ان يتلقوا اشارات ايجابية ملموسة من القادة اللبنانيين، يؤكدون من خلالها الالتزام الفعلي بالمبادرة وتشكيل حكومة مهمة وفق مندرجاتها. وحول رسالة رئيس الجمهورية الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قالت المصادر لـ»الجمهورية»: بمعزل عما حَوته هذه الرسالة سواء توضيحات او تبريرات، فالجواب الفرنسي الذي يمكن ان يأتي عليها سبق ان جرى التعبير عنه في محطات عديدة للرئيس ماكرون ووزير خارجيته في بيروت وخلاصته: ساعدوا انفسكم لنساعدكم، أنتم اخطأتم بحق بلدكم ويجب ان تتراجعوا عن الخطأ وما زالت امامكم الفرصة متاحة لكي تدخلوا بلدكم في الحل، ولفتح باب المساعدات الدولية اليه. والاهم في الموقف الفرنسي هو ان اي رسائل توجّه الى الايليزيه او الى الكي دورسيه لن يكون لها اي تأثير على قرار العقوبات، ولن تبدل فيها شيئاً، فما تقرر في هذا الشأن قد تقرر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o