May 04, 2021 6:06 AM
صحف

اختبار جديد لمفاوضات الترسيم

مع وصول رئيس الوفد الأميركي الوسيط السفير جون دوروشيه الى بيروت للانضمام الى الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل وبرعاية الأمم المتحدة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والتي ستعقد في الناقورة يبدو ان التعطيل الإسرائيلي، وجد طريقه الى الحل بضغط اميركي.

ووفق مصدر ديبلوماسي تحدث لـ «الأنباء» الكويتية فإن «السفير دوروشيه سيجري لقاءات مع المسؤولين المعنيين بملف التفاوض بعضها علني وبعضها بعيد من الأضواء، لتأكيد ما تم الاتفاق بشأنه في خلال زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل الأخيرة الى بيروت، تمهيدا للانطلاق مجددا بالمفاوضات على ان تكون وتيرتها هذه المرة سريعة وسريعة جدا، لأن الجانب الأميركي ومعه الأمم المتحدة يريدان الوصل الى نتائج وان لا تبقى عملية التفاوض بلا سقف زمني ومفتوحة على جدال اشبه بالدوران في حلقة مفرغة غير قابلة للكسر».

وأوضح المصدر ان «الذي عجّل في اعادة انطلاق المفاوضات هو التوجه الذي كان قائما لبنانيا ولاسيما لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالتوقيع المزدوج على تعديل المرسوم 6433/2011 وعلى الرسالة الى الامم المتحدة مرفقة بالاحداثيات الحدودية الجديدة، انما نتيجة توافق لبناني جرى التريث في الذهاب الى هذا الخيار، وتم الحديث مع السفير ديفيد هيل بوجوب العودة الى طاولة المفاوضات غير المباشرة من النقطة التي توقفت عندها في الجولة الرابعة، بحيث يقدم كل طرف ما لديه من طروحات وحجج قانونية وفق قانون البحار وإثباتات مستندة الى حالات مماثلة حصلت بين العديد من الدول، على ان لا يكون لأي طرف حق رفض عرض اي طرح انما اخضاع كل الطروحات للنقاش».

ويتابع المصدر «ان لبنان الذي نجح في استخدام اوراق الضغط التفاوضية من خلال اعطاء السفير هيل مادة اساسية تتمثل في عدم ذهاب لبنان راهنا الى تعديل الحدود وإبقاء مصيرها للتفاوض، ساعدته على اقناع الجانب الاسرائيلي بالعودة الى المفاوضات، وسيعودون من ذات المنطلقات التي حددت في الجولة الاولى، ومجرد قبول الاسرائيلي باستئناف التفاوض يعني رغبة ولو على مضض شديد في البحث بالترسيم وفق النقطة (29) بينما الاسرائيلي اقصى ما يقبله هو خط هوف، اما اعلانه ان سيفاوض وفق النقطة (310) التي تصل الى قبالة مدينة صيدا فهو يعرف انها تدخل ضمن المزايدة ولا اساس قانونيا لها وهرطقة».

ودعا المصدر الى «رصد ما يحمله رئيس الوفد الاميركي، وما تسرب من العاصمة الاميركية واشنطن يفيد بأنه آتٍ بجو الوصول الى حل من خلال التدخل كوسيط لطرح مشروع تفاهم على تعديل الخطوط المتقابلة، على قاعدة ان الحدود البحرية ليست كما الحدود البرية وبالتالي يمكن الوصول الى خط وسط بالاستناد الى الترسيم البري».

ورأى المصدر ان «الذي انقذ المفاوضات وأعاد احيائها هو الموقف اللبناني الذي ابلغه الرئيس عون الى السفير هيل بالتريث في توقيع تعديل المرسوم والرسالة الى الامم المتحدة، مما افسح المجال لمزيد من التشاور اثمر العودة الى التفاوض، وان لبنان تمكن من وضع كرة التعطيل عند الجانب الاسرائيلي ليتحمل هو المسؤولية عن افشال المفاوضات، وهذا ما سيتم الحكم عليه في الجولة الخامسة».

من جهة أخرى، اكدت مصادر رسمية لـ«اللواء»، ان لبنان وافق على ان تُستأنف المفاوضات غير المباشرة حول ترسيم الحدود البحرية إعتباراً من يوم غد حسب المفترض، مع وصول رئيس الوفد الأميركي جون دوروشيه الى بيروت، لكن من حيث توقفت المفاوضات بعد الاجتماع الاخير للوفود المفاوضة ووفق اتفاق الاطار الموضوع، وليس انطلاقاً من الطرح اللبناني الجديد وذلك بعد رفض الوسيط الاميركي في المفاوضات، وبعد الرفض الاسرائيلي الشديد، للطرح اللبناني بتعديل خط الحدود من النقطة 23 الى النقطة 29 بما يؤمن للبنان مساحة إضافية من مياهه في المنطقة الاقتصادية الخالصة.

واوضحت المصادر ان المهم الآن بالنسبة للبنان إستئناف المفاوضات، ولكن الطرح اللبناني سيبقى كما هو بالتمسك بعرض خرائط الحدود الجديدة للحدود البحرية وفق ما أعدته قيادة الجيش ولو ان الرئيس عون لم يوقع على مرسوم تعديل المرسوم 6433، ويبقى الموضوع خاضعاً للنقاش، ومن خلال المفاوضات يمكن تحصيل ما يستطيع لبنان تحصيله من مساحات اضافية تسعى اسرائيل الى قضمها. لكن مصادر المعلومات اشارت الى ان عون مع تعديل المرسوم 6433 لكن بعد إقراره في مجلس الوزراء حسب الاصول الدستورية وبعد التوافق الوطني حول التعديل.

وذكرت مصادر معنية بالمفاوضات لـ"الجمهورية"، انّها لا تتوقع نتائج سريعة، خصوصاً انّ استئناف المفاوضات سينطلق من نقطة الخلاف المستجدة بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي.

وفي المعلومات، فإنّ جلسة التفاوض ستعقد عند التاسعة والنصف قبل ظهر اليوم في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، وبتسهيلات من الوفد الاميركي برئاسة السفير جون دوروشيه، الذي وصل امس الى بيروت ومعه فريقه التقني والاداري، وينتقل اليوم الى مقر القوات الدولية في الناقورة.

وعلمت «الجمهورية»، انّ الدعوة الاميركية الى جلسة اليوم تحدثت عن برنامج لقاءات يمتد ليومين، اليوم وغداً، من دون ان يقدّم اية تفاصيل اضافية. وبات واضحاً حسب مصادر واكبت اتصالات الساعات الاخيرة، انّ الجلسة الخامسة التي حُدّدت اليوم ستشكّل تتمة للجلسات الاربع السابقة، والتي كانت مقرّرة في الثاني من كانون الاول الماضي، وهي ستنطلق بمفهوم الوفد اللبناني من حيث انتهت الجلسة الرابعة الاخيرة، اي بإصرار منه على الخط الذي اقترحه، وبات يُعرف بالخط المؤدي الى النقطة 29، فيما لم يُفهم بعد ما سيكون عليه الموقف الاميركي والاسرائيلي، فأي منهما لم يبلّغ لبنان بالدوافع التي اعادتهما الى طاولة المفاوضات بانتظار جلسة اليوم.

وفي معلومات «الجمهورية»، انّ الموفد الاميركي، وحتى ليل امس، لم يبلّغ الجانب اللبناني سوى بالرغبة في استئناف المفاوضات بموافقة اسرائيلية من دون اي شروط مسبقة، بانتظار ما سينقلانه اليوم الى الوفد اللبناني، الذي عقد العزم على الاحتفاظ بما طرحه في الجلسة الاخيرة حول الخط 29، بما استفز الجانبين الاميركي والاسرائيلي، اللذين علّقا المفاوضات بانتظار اي تغيير محتمل لا يبدو انّه قد حصل بانتظار ما يحمله معه الوسيط الاميركي اليوم.

وكان رئيس الجمهورية قد رئس امس اجتماعاً في قصر بعبدا، في حضور قائد الجيش العماد جوزف عون، واعضاء الفريق اللبناني الى المفاوضات. وفي معلومات «الجمهورية»، انّ اللقاء الذي دام حوالى نصف ساعة، تخلّله استعراض للمواقف الاميركية والاسرائيلية المحتملة، والسيناريوهات المتوقعة لإصرار لبنان على الخط الاخير بما هو متوفر من قدرة على تفسيره على خلفية التمسّك بالحدّ الاقصى من حقوق لبنان في المنطقة الاقتصادية الخالصة، قبل الدخول في اي مفاوضات تنتهي الى تفاهم على الخط النهائي

وعليه، لم تحسم المصادر التي تابعت المفاوضات الاخيرة في حديثها الى «الجمهورية» ما إذا كان الوفد الاسرائيلي سيحمل معه اليوم ما بات يُعرف بالخط 310 الذي هدّد به اعلامياً قبيل الجلسة الثانية من المفاوضات ولم ينقله مرة اليها بعد.

وفي المعلومات ايضاً، انّ لبنان لم يُسقط نهائياً من حساباته العودة الى تعديل المرسوم 6433 للتأكيد على الخط الجديد، ان اعاد الاسرائيليون ربط المفاوضات بعدم البحث بخط لبنان، فهو سيشكّل في لحظة من اللحظات الورقة البديلة لإعادة الاسرائيليين الى طاولة المفاوضات، بسبب القدرة على تعطيل اعمال الحفر والاستثمار لاستخراج ثرواتهم في الحقول القريبة التي يضربها الخط الجديد وخصوصاً في الحقل كاريش».

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o