May 02, 2021 7:25 AM
صحف

40 شخصية على لائحة العقوبات.. هل يبوح لودريان بالأسماء؟

أكدت مصادر مطلعة على اتصالات الساعات الأخيرة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية ان مساعي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لم تصل بعد الى أية نتيجة ايجابية قد تساعد على حل الأزمة، وإذا كان الاتفاق من حيث الشكل على حكومة "3 ثمانات" من دون ثلث معطل أو نصف زائدا واحد، فإن الخلاف الجوهري بين بعبدا وبيت الوسط يتركز بالدرجة الأولى حول من يسمي الوزراء المسيحيين وحصة كل فريق من الحقائب السيادية والأساسية، وقد لا يكون لهذه العقد أي حل بانتظار ما سيحمله وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان مطلع الأسبوع، وما اذا كان سيكشف عن أسماء الشخصيات السياسية المدرجة على لائحة العقوبات الفرنسية بتهمة عرقلة العملية السياسية في لبنان.

المصادر أشارت الى أن لائحة العقوبات تضم أكثر من 40 إسما من بينهم سياسيون ومستشارون وإعلاميون ورجال أعمال ينتمون الى أكثر من طرف سياسي، لافتة الى ان الادارة الأميركية أخذت علما بهذه العقوبات وهي تدعم الخيار الفرنسي.

ويأتي التلويح بعصا العقوبات الفرنسية استكمالا لما اعلنه لودريان قبل نحو شهر بأن «أياما مصيرية تنتظر اللبنانيين»، وهي تعكس إصرارا فرنسيا على استثمار كل الفرص من اجل انقاذ لبنان. ويندرج عدم الإعلان عن الأسماء المستهدفة ولا نوعية الإجراءات في اطار منح القيادات اللبنانية فرصة أخيرة لإنقاذ بلادهم بحسب "القبس".

اعلامي فرنسي خبير بالشرق الأوسط كشف أن باريس ترمي من خلال الإجراءات الى ممارسة ضغوط قصوى على القيادات اللبنانية بعد فشل كل سياساتها خلال الأشهر السابقة، وكذلك إلى دفع شركائها الأوروبيين الى تبني مشروع العقوبات.

توازيا، اشارت أوساط مطلعة على موقف بعبدا عبر "الأنباء" الالكترونية الى أن "عون لا يزال بانتظار الرئيس المكلف سعد الحريري"، موضحة ان عون أبلغ البطريرك الراعي بأن لا نية لديه بالحصول على الثلث المعطل.

من جهتها، مصادر بيت الوسط اعتبرت ان تشكيل الحكومة أصبح رهن تطور المفاوضات الايرانية الأميركية، مضيفة عبر "الأنباء": "بانتظار هبوط الوحي بين أميركا وايران يمكن ان يعطى لبنان اشارة الضوء الأخضر للتشكيل".

المصادر رأت أن "من الخطأ حصر المشكلة بيد جبران باسيل بل بيد من هو أكبر منه، تحديدا حزب الله، وما باسيل الا متلقّ، وما يشغله يتركز على كيفية رفع العقوبات الأميركية عنه أكثر من الحكومة".

الى ذلك اعتبرت أوساط سياسية أن لجوء وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى استخدام السلاح الثقيل المتمثل بالإجراءات سيبقى مؤجلاً، إلا إذا اضطر لاستخدامها كخرطوشة أخيرة من باب تسجيل موقف ليس أكثر، وبالتالي لن يبوح بأسماء المشمولين بها فور وصوله إلى بيروت وإلا يكون قد أقحم نفسه في مشكلة، لأنه من غير الجائز أن يلتقي مَنْ أدرجهم على لائحة التدابير التأديبية. كما أن لا مصلحة له في أن يحصر الإجراءات بفريق من تيار سياسي معيّن دون الآخر لما يترتب على تدبير من هذا النوع من تداعيات يمكن أن تدفع باتجاه تطييف الخلاف بين الفريق المستهدف وباريس.

وعليه، وبحسب الأوساط التي تحدثت لـ"الشرق الأوسط" فإن لودريان يلوّح باتخاذ إجراءات ضد مَن يعرقل تشكيل الحكومة من باب الضغط لرفع الشروط التي تعيق ولادتها، من دون أن يفرّط بالأسماء الواردة في اللائحة، هذا إذا كانت موجودة في الأساس، لأنه قد يفاجأ ببعض المشمولين بالإجراءات بأنهم يتناغمون معه في تسهيل تأليفها بخلاف ما كان يعتقد. في ضوء كل ذلك سيحاول لودريان حشر الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة، محملاً إياها مسؤولية إعاقة ولادتها، خصوصاً أن مجيئه يتلازم مع عودة المشاورات إلى نقطة الصفر، وهذا ما تسبب بانقطاع التواصل بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يدل على انعدام الثقة بينهما التي زادت من ارتفاع منسوب الكيمياء السياسية المفقودة بينهما.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o