Apr 23, 2021 4:26 PM
خاص

فرنسا لاعب في الإنتظام الدولي..الجزرة معها والعصا لواشنطن
الصائغ: خطر على الكيان والهوية والإتكال على الفاتيكان

المركزية – مكانك راوح. ففي موازاة الجمود على مستوى المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة إختصاصيين، والحراك الديبلوماسي الأميركي والفاتيكاني، تسعى باريس لجمع شركاء جدد للضغط على سياسيي لبنان من أجل تنفيذ مبادرتها. ولعل كلام وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان الذي حذر فيه من انهيار لبنان هو بمثابة دعوة واضحة لمطالبة الإتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على من يعرقل تشكيل الحكومة. لكن الواضح أن عصا العقوبات التي تلوح بها فرنسا صارت أشبه بالجزرة التي ترفعها في مناسبات لتقول بالمباشر للمعرقلين"نحن هنا" فيما تبقى العصا الفعلية في اليد الاميركية.

فهل تكتفي الدول الاوروبية باتخاذ تدابير واجراءات عقابية كوقف تأشيرات شينغن عن المعرقلين الى جانب خطوات اخرى يتم درسها ضمن دول الاتحاد منها تسريب اسماء معرقلي التشكيل، أم أن فرنسا تأخذ في الاعتبار مصالحها الوطنية والحيوية المهمة سواء في ايران او مع حزب الله عند بحث ملف لبنان وعليه تستعمل الجزرة وتترك العصا لاميركا؟

"من يقرأ في سياسة فرنسا عبر التاريخ لا يستغرب أسلوبها  المتعارف عليه بديبلوماسية الصبر والهدوء وقراءة الجيوبوليتيك في الوقت نفسه". مطالعة يبدأ بها الخبير في السياسات العامة زياد الصائغ لقراءة خارطة الطريق التي تعتمدها فرنسا في تعاطيها مع مسألة فرض العقوبات على معرقلي تشكيل الحكومة في لبنان".

بالنسبة لايران هنالك عقود تجارية بمئات المليارات بينها وبين شركات فرنسية عملاقة تحرص ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون عليها قبيل الانتخابات الرئاسية بعد سنة، وهنالك تعاون بين فرنسا والحزب في ملف الفرنسيين المنخرطين في الحرب في سوريا الى جانب المنظمات الارهابية. وفي هذا السياق يوضح الصائغ "هناك حذر إنطلاقا من المصالح الإقليمية للفرنسيين ما يحول دون التدخل بشكل حاسم. والرهان على إعادة تعويم المنظومة كان خاطئا لا سيما عندما أوكلت إليها مهمة تسوية الأمور في لبنان. فالمعرقل لا يمكن أن يكون الحل في نفس الوقت".

في حال بدأ العمل على العقوبات فالمسار سيكون معقدا والكل يعلم أنه غير معقود على فرنسا وحسب "هناك الفاتيكان والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والكل بات يعلم أن الخطر لم يعد يقتصر على الوضع الإقتصادي والمالي والإجتماعي، إنما على الكيان والهوية. وهذه الخلاصة التي تكشفت أمام المجتمع الأوروبي والفاتيكان والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ودول الخليج وروسيا منذ حوالى الشهر هي نتيجة جهود بذلها المجتمع المدني في لبنان لرفع مستوى الخطر والتأكيد على حقيقة واحدة: زوال الكيان والهوية".

الصائغ اعتبر أن كلام الرئيس سعد الحريري عقب لقائه قداسة البابا يعكس تماما وجهة نظر الفاتيكان ويقول "موقف الفاتيكان كان واضحا ومفاده أن التلاعب بالبلد ممنوع وهنا تكمن خطورته لأنه يعتبر أن الخطر الحقيقي يكمن في زوال كيان لبنان وهويته وليس عدم تشكيل حكومة وحسب والكل متورط حتى رئيس الحكومة".

في التصويب على اللحظة الآنية، يبدو جليا أن البلد سقط في جحيم الإنهيار والتفلت في النموذج القضائي الذي ارتسم منذ حوالى اسبوع حتى اليوم يؤكد على انهيار السلطة والمنظومة التي تمسك بزمام البلد. لكن في اللحظة التاريخية يعتبر الصائغ "أننا بدأنا ندخل مرحلة تغيير شامل وهناك حركة ديبلوماسية تعمل بصمت إضافة إلى الدياسبورا في الإنتشار...كلها ساهمت في التصويب على حقيقة الأزمة". والمؤشر الأبرز في رأي الصايغ أن الإتحاد الأوروبي يتكلم اليوم عن منظومة وشعب وليس عن دولة لبنان لأنه أيقن أن أزمة لبنان سيادية وتهدف إلى تغيير هويته التاريخية.

" فرنسا هي أحد اللاعبين في منظومة الدول التي بدأت العمل على عمق أزمة لبنان وتريد ان تنتظم في الخط الدولي العام الذي يريد إنقاذه علما أن الخطوط غير واضحة حتى الساعة". ويختم الصائغ: "علينا أن نعمل بالدينامية لتقديم البديل الإنقاذي ونحن أولى بذلك. كل تدخل مرحب به من باب المساعدة شرط أن يسير على خارطة مسار الفاتيكان".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o