Apr 20, 2021 6:54 AM
صحف

ابواب الحل في لبنان ليست مقفلة... والمفاجأت ممكنة

اذا كانت بعض المستويات السياسية قد قاربت العرض المسرحي ‏الكريه بتشاؤم قادها الى إبداء الخشية من أن تُراكِم تداعيات خطيرة ‏على الواقع اللبناني الذي يفتقد حالياً للاطفائي الحكيم الذي يتجاوز ‏انانياته ومصالحه، ولا يقزّم البلد الى حجم فريقه السياسي، ويقايض ‏به على طاولة طموحات البعض من بطانته والمقرّبين. إلّا انّ مصادر ‏سياسية مسؤولة تغرّد خارج سرب المتشائمين، حيث تؤكّد ‏لـ"الجمهورية" انّ "ابواب الحل في لبنان ليست مقفلة، لا بل احداً لا ‏يستطيع ان يقفلها مهما عاند وكابر، ولن يطول الوقت الّا وسيركب ‏الحل".‏
‏ ‏
اللافت في هذا السياق، انّ مرجعاً مسؤولاً لا يستبعد فرضية الحل ‏الممكن في اي وقت، خصوصاً وانّ لبنان بناءً على تاريخه السياسي، ‏ارضه خصبة للمفاجآت، سواء أكانت سلبية او ايجابية، ما يعني اننا قد ‏ننام على شيء، ونستيقظ على شيء آخر.‏
‏ ‏
وفي توصيفه للواقع اللبناني وتقلّباته وتوتراته السياسية والقضائية ‏وغير ذلك، قال المرجع لـ"الجمهورية": "ما يجري في لبنان حالياً، من ‏توترات بدأت في اثارة ملف التدقيق الجنائي، الذي وصلت محاولة ‏استثماره وحصر التصويب فيه في اتجاه معين، اي "مصرف لبنان"، ‏وكذلك في ملف ترسيم الحدود وما احاط مرسوم تحديد المنطقة ‏الخاصة من التباسات وإحراجات فرضت احالة مصير هذا المرسوم الى ‏الحكومة الجديدة. وصولاً الى الاشتباك القضائي، وما احاطه من ‏اهتزاز في صورة القضاء.. كلّها معارك تقرّر فتحها في غير أوانها، ‏ولغاية تتجاوز كل تلك الملفات، خلاصتها الرغبة في التوتير السياسي ‏وغير السياسي، للهروب من تأليف حكومة".‏
‏ ‏
وبحسب المرجع عينه، فإنّّ "هذا الهروب لن يدوم طويلاً، خصوصاً ‏في ظل الفشل في تحقيق المراد من هذا الهروب وما تأتّى منه من ‏تخبّط وارتباك وحرج للهاربين من تشكيل الحكومة".‏
‏ ‏
ورداً على سؤال عمّا يستند اليه بقوله انّ الهروب لن يدوم طويلاً، قال ‏المرجع المسؤول: "لنتعمّق في الصورة، استخدموا كل اسباب ‏التعطيل، من ثلث معطّل، الى حجم الحكومة، 18 أو 24 أو أكثر، حصّة ‏رئيس الجمهورية، حصّة الرئيس المكلّف، النصف زائداً واحداً، وزارة ‏الداخلية، وزارة العدل، تسمية الوزراء المسيحيين، كلها عناوين تعطيلية ‏استُخدمت. وكلها اسباب ليست مقنعة على الإطلاق لا للبنانيين، ولا ‏للمجتمع الدولي، الذي يرسل الينا مع موفدين من يُشعرنا بأننا اصبحنا ‏محل سخرية العالم بأسره. ومن هنا تأتي التحضيرات الخارجية الجدّية ‏لفرض عقوبات على معطّلي تأليف الحكومة في لبنان، وهو ما ‏تبلّغناه صراحة من ديبلوماسيّين وموفدين غربيين".‏
‏ ‏
ولفت المرجع الى "أنّ مساحة المماطلة في تشكيل الحكومة أصبحت ‏ضيّقة جداً، الى حدّ انّه لم يعد ثمة مجال للهاربين من تشكيل الحكومة ‏للعب بذرائع التعطيل او اختلاقها".‏
‏ ‏
وعمّا اذا كان ذلك يؤشر الى قرب ولادة الحكومة، قال المرجع: "لعبة ‏التعطيل صارت مكشوفة ومفضوحة للبنانيين، وكذلك بالنسبة الى ‏المجتمع الدولي. والمعطّلون استخدموا كل اوراقهم، واستنفدوا كل ‏شيء، ولم يحصدوا نتيجة ذلك سوى خسارات متراكمة، يعني انّهم ‏وصلوا الى حائط مسدود، ولم يعد امامهم سوى الإنصياع لتأليف ‏حكومة مهمّة متوازنة من اختصاصيين لا سياسيين، ولا ثلث معطّلا ‏فيها لأي طرف. ومهما ماطلوا وتأخّروا وحاولوا ان يهربوا، فهذا هو ‏المخرج الوحيد الذي سيصلون إليه في نهاية المطاف".‏
‏ ‏
ولفت المرجع نفسه، الى انّ "تشكيل الحكومة، بقدر ما هو خدمة ‏للبلد وفرصة للانتقال به من الواقع الحالي المرير الى سكة الانفراج ‏والتعافي، فهو خدمة لبعض الهاربين من تأليف الحكومة، حيث انّه ‏يتيح لهؤلاء فرصة للحدّ من الإحراج الذي أسقطوا انفسهم فيه، وكذلك ‏الحدّ من الخسارات التي مُنيوا بها في حروبهم السياسية المفتوحة في ‏كلّ الجبهات وعلى كل الاتجاهات".‏

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o