Apr 19, 2021 2:40 PM
خاص

لبنان بين تحييده عن الملفات الساخنة واستخدامه "نوويا"
نادر: ساحة محتملة لردّ إيراني والتسوية ممكنة لكنها بعيدة

المركزية – لا تُفصل قراءة الأحداث المحلّية عمّا يحصل دولياً وإقليمياً... لبنان ينهار منذ أشهر، ومصيره لا يزال مجهولاً. صحيح أن إيران وأميركا جلستا الى طاولة المفاوضات النووية، إلّا ان معالم الملف لم تتضّح بعد، في حين أن لبنان ورقة ساخنة أساسية في يدّ اللاعبين. 

أسئلة عديدة تطرح حول ما إذا كانت البلاد ستُحيَّد وتُفصَل عن مسار الملفات الساخنة العالقة في الاقليم، أم أن إيران ستتمسّك بالورقة اللبنانية، هي التي بدأت تفقد العديد من الأوراق الأخرى في المحيط، فتبقى الأولى ضرورية لاستغلالها اذ ما دعت الحاجة خلال المفاوضات النووية، خصوصاً وأن الأزمة اللبنانية تسهّل تحرّكاتها، ما قد يدفعها حينها إلى إشعال الجبهة الجنوبية. 

المحلل لشؤون الشرق الأوسط ومدير "مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر رأى عبر "المركزية" أن "إيران لا يمكن أن تسير بالحياد راهناً، لأن ذلك يعني بالنسبة إليها التخلي عن ورقة الضغط اللبنانية، وبالتالي يمكن في أقصى الحالات التوصل إلى تسوية على غرار تلك التي حصلت في السابق". 

وعمّا إذا كانت هذه التسوية ممكنة، أوضح ان "الطرفين جالسان الى طاولة المفاوضات، ومن مصلحتهما التوصل إلى تسوية. لكن، مواقف الأفرقاء لا تزال متباعدة، والاتفاق ليس في متناول اليد بعد"، مضيفاً "صحيح أن أميركا وافقت على فصل المسارات نوعاً ما، وهذا تغيرّ أساسي في سياساتها، ما يعيدنا إلى مقاربة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بعض الشيء، لكن مع مزيد من التشدد في شأن العقوبات ومزيد من مراعاة مواقف وقلق الشركاء إن كان إسرائيل أو دول الخليج. أما إيران فترفض البحث سوى بالملف النووي في الوقت الحاضر، إلا أن بالتوزاي، مسألة رفع العقوبات دفعة واحدة غير واردة. علما ان بعض الأطراف قادر على الضغط في المفاوضات، على غرار إسرائيل التي تخوض حروباً من أنواع عدّة (حرب سفن، مخابرات، عسكرية...) في المحصّلة، التسوية ممكنة لكن شروط حصولها في القريب العاجل غير واردة". 

أما بالنسبة إلى تسخين الجبهة الجنوبية اللبنانية، فاعتبر نادر أن "إيران قد تستخدمها انتقاماً منها للعملية الإسرائيلية في منشأة نطنز، إذ لا يمكن الاستهانة بها. وتل أبيب دخلت على خطّ المواجهة مع طهران في أكثر من محور منها حرب السفن، حرب مخابراتية عبر الاستحصال على وثائق سرية مرتبطة  بالخطّة النووية الإيرانية منذ أشهر، وتمكّنت من اغتيال عالم إيراني داخل بلده، وفجّرت منشأة نطنز كذلك استطاعت أن تخترق بحرب سيبرانية منظومة التشغيل لهذه المنشآت. إذاً، إسرائيل اخترقت وواجهت وحققت أهدافا اساسية في المنظومة الإيرانية، وإيران ستردّ، ولبنان من الساحات المحتملة، مع العلم أنها هشّة بسبب الوضع الاقتصادي. وأي عملية لـ "حزب الله" ستواجه بردّ إسرائيلي، وتل أبيب متأكّدة من أن الحزب سيجري حساباته ألف مرّة قبل اتّخاذ خطوة من هذا النوع لأنه يعرف الثمن والعواقب". 

وأشار نادر إلى أن "المفاوضات الإيرانية- السعودية في بغداد لم تعد خافية على أحد، ومن الممكن أن تؤدّي إلى اختراق أو تسوية على الساحة اللبنانية في حال وصلت إلى خواتيمها. لكن معرفة إذا كانت ستصب في مصحلة لبنان، او تقوي الحزب أو تضعفه... تبقى مرتبطة بالنتائج". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o