Mar 29, 2021 1:21 PM
خاص

العراق يؤسس لقيام "المشرق الجديد" وايران تواجه..هل ينضم لبنان؟

المركزية – هل تهبّ رياح التغيير من العراق وبالتحديد مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يعمل على إطلاق "المشرق الجديد". ما هو هذا المشروع وبماذا يختلف عن "الشرق الأوسط الجديد" الذي طرحه الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، او "الشرق الأوسط الواسع" الذي عملت له وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك كوندوليزا رايس في عهد الرئيس جورج بوش الابن، او حتى عن شعار "المشرقية" الذي كان محاولة لحماية لبنان واستعادة الدور المسيحي في تاريخ المنطقة، او ما سمي "حلف الأقليات" في مواجهة الأكثرية؟ 

تستعد العاصمة العراقية بغداد لاحتضان قمة ثلاثية على مستوى استثنائي، تضم رئيس جمهورية مصر العربية، عبدالفتاح السيسي، وملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في وقت تشهد المنطقة ملامح "تهدئة كبرى" بين أبرز اللاعبين. 

تحدث الكاظمي للمرة الأولى عن مبادرة "المشرق الجديد" في آب 2020، بعد زيارته إلى واشنطن، والقمة الثلاثية في العاصمة الأردنية عمّان، التي جمعته بالرئيس المصري والملك الأردني. في 15 آذار 2021، جدد الكاظمي التأكيد أن "المشرق الجديد" ليس تحالفاً سياسياً، بل هو "مشروع اقتصادي اجتماعي" بين شعوب الدول المعنية، يستهدف تحقيق المصالح المشتركة. لكن، ورغم نفي الكاظمي، يذهب مراقبون إلى أن المشروع الجديد، يستهدف اجتراح "خط ثالث" بين خطّي "الممانعة والتطبيع". منذ زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس دونالد ترامب، رأت صحيفة الـ "واشنطن بوست" الأميركية أن الكاظمي يعطي بصيص أمل لإمكانية إحداث تغيير إيجابي في الشرق الأوسط.  

مصادر سياسية عربية مواكبة أكدت لـ"المركزية" "أن ايران المعترضة على مشروع الكاظمي اعربت عن رفضها ومواجهتها من خلال العراضة العسكرية التي قام بها فصيل جديد اسمه "ربع الله" التابع على الارجح لحزب الله العراقي. ومن المؤكد ان ايران تحرك مسلحين والفصائل التابعة لها للقيام بتحركات واستعراضات عسكرية في بغداد لمنع رئيس الحكومة من إقامة ما يسمى بـ"المشرق الجديد". إذ كان من المقرر أن تنعقد السبت الماضي قمة ثلاثية في بغداد تضم رؤساء دول العراق ومصر والاردن لإطلاق ما يسمى بـ"المشرق الجديد"، لكن الاجتماع تأجل بعد اعتذار السيسي بسبب تصادم قطارين في صعيد مصر". وأكدت المصادر ان الاجتماع تأجل ولم يلغ. واليوم يعقد وزراء خارجية مصر والاردن والعراق في بغداد، للتمهيد للقمة الثلاثية التي ستجمع الملك عبدالله والسيسي والكاظمي في وقت قريب.  

ما هو "المشرق الجديد"؟ إنه بداية لتعاون استراتيجي عسكري تجاري امني اقتصادي نفطي بين الدول العربية الثلاث بداية ثم من شأنها ان تضم لاحقا كل الدول العربية بما فيها لبنان، كما أوضحت المصادر. وبدأت العلاقة بين لبنان والعراق عندما اقترح الأخير تزويد لبنان بالنفط والفيول وتم التوقيع بين الطرفين، ولم يبق الا كيفية إتمام عملية النقل. من جهة أخرى، تحظى مبادرة الكاظمي بدعم من رئيس الجمهورية الكردي برهم صالح كما بدعم معظم العراقيين حتى ان مقتدى الصدر، الزعيم الشيعي البارز يدعم "المشرق الجديد "وقد انتقد الاستعراض العسكري الذي حصل الاسبوع الماضي في بغداد. واتهم معظم العراقيين ايران بأنها تقف خلفه، وهنا نعود الى الوطنية العراقية لدى الشيعة العرب الذين يؤكدون انهم عرب وليسوا ايرانيين في النهاية".  

من جهة أخرى، أشارت المصادر الى "ان المسعى العراقي يقوم على تطوير علاقات التعاون ليس فقط بين الدول العربية المحيطة ودول الخليج خاصة السعودية، انما ايضا تطوير العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي ككل، ومع الغرب والولايات المتحدة الاميركية أيضاً. وشكّلت زيارة البابا فرنسيس الاخيرة الى العراق علامة فارقة للحوار مع الغرب. فالبابا شجع على قيام مثل هذه العلاقة وأسس لها عبر زيارته للعراق وما على العراق الا ان يستكمل، وهو يفعل ذلك عبر محاولة الانفتاح على الدول العربية والغربية على حد سواء. 

لكن، الأهم في كل ما يحصل، بحسب المصادر، هو ان الكاظمي يؤسس لقيام "مشرق جديد"، يضم الدول العربية ويحاول تقليص وتحجيم الدور الايراني في بغداد، هذا الدور الذي تحاول ايران تكبيره باستمرار وتعظيمه والسيطرة على العراق على كل الاصعدة عبر استخدام بعض الشيعة والميليشيات المسلحة التابعة لها، لكن بالطبع، يرفض معظم العراقيين، سنّة وشيعة واكراداً، الهيمنة الايرانية ويدركون ابعادها ومدى ضررها على بلدهم، خاصة وان ايران تستأثر بنفط العراق وموارده الطبيعية وعلاقاته الدولية من جهة، وتريد من جهة أخرى ان تفرض عليه علاقات معها قبل اي طرف آخر. لكن الكاظمي في المقابل، يصرّ على قيام "المشرق الجديد" واستعادة الدور النهضوي العربي في العالم.  

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o