Mar 16, 2021 5:53 AM
صحف

هذا ما سمعه وفد حزب الله من روسيا!

أشارت "نداء الوطن" الى ان المعطيات المتوافرة تشي بأنّ قيادة "حزب الله" بدأت ‏تتحسس على أرضية الانهيار المعيشي في مناطق نفوذها خطورة التمادي في لعبة ‏التعطيل الحكومي، لكنها لا تزال مترددة في ممارسة الضغوط اللازمة على رئيس "التيار ‏الوطني الحر" جبران باسيل انطلاقاً مما تعتبره "مسؤولية أخلاقية" تجاهه بعدما تم إدراجه ‏على قائمة العقوبات الأميركية… غير أنّ ما بعد زيارة موسكو قد لا يكون كما قبلها بالنسبة ‏لـ"حزب الله"، خصوصاً وأنّ مصادر واسعة الاطلاع نقلت لـ"نداء الوطن" معلومات تفيد بأنّ ‏الجانب الروسي خلال محادثاته مع وفد الحزب أمس طلب بشكل واضح أن يلعب "حزب ‏الله" دوراً إيجابياً "حاسماً" في عملية التأليف، حتى ولو اضطره الأمر إلى "الضغط على ‏الأطراف التي يمون عليها لوقف عرقلة ولادة الحكومة" في إشارة مباشرة إلى رئيس ‏الجمهورية ميشال عون ومن خلفه باسيل‎.‎

‎ ‎وفي المقابل، أوضحت المصادر أنّ وفد "حزب الله" نقل رسالة إلى القيادة الروسية أبدى ‏من خلالها "استعداد الحزب للعب دور مؤثر بالتواصل مع حلفائه لتسهيل التشكيل وتذليل ‏العراقيل"، مع التأكيد في الوقت عينه على "رفضه بشكل قاطع أن ينال أي فريق سياسي ‏لوحده في الحكومة العتيدة "الثلث المعطل" حتى ولو كان هذا الفريق من الحلفاء‎".‎
‎ ‎
ولفتت المصادر إلى أنّ الجانب الروسي ركّز في محادثاته مع وفد "حزب الله" على "أهمية ‏تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الرئيس المكلف سعد الحريري كي تكون قادرة على إخراج ‏البلد من أزمته"، فكان تطابق في وجهات النظر حيال هذه النقطة بحيث أعرب الوفد عن ‏قناعة "حزب الله" بأهمية أن يترأس الحريري نفسه الحكومة الجديدة "لما له من علاقات ‏عربية وأوروبية ودولية من شأنها أن تساهم بشكل فعال في جلب المساعدات للبنان‎".‎

بدورها، رأت مصادر متابعة لـ"الأنباء" الكويتية ان موسكو مهتمة بمستقبل الوضع في سوريا، وبالتالي ان زيارة وفد حزب الله ستتناول وجود الحزب هناك، مضيفة: "ان وفد الحزب اسمع بوجوب العودة من سوريا الى لبنان، والتحول الى حزب سياسي، أما مصير السلاح فيبحث لاحقا".

مصدر لصيق بـ"14 آذار" قال: "ان موسكو أرسلت وراء حزب الله لتطلعه على حيثيات دوره في المرحلة المقبلة، مع وضعه في أجواء الموقف السياسي في لبنان، والذي لن يكون لصالح "توريث" جبران باسيل على أي حال، وهو الذي تبلغ ذلك شخصيا يوم زار موسكو كوزير للخارجية في نيسان 2019، ليبحث مع وزير الخارجية سيرغي لافروف مضمون الاتفاق الروسي - الإسرائيلي حول إمكانية بدء شركة "نوفوتيك" الروسية الشروع بالحفر بحثا عن النفط والغاز في البلوك البحري رقم 9، إلا ان لافروف رفض ان يطلعه على مضمون الاتفاق وقال له: "أنتم مصدر الأزمات بين اللبنانيين".

وأضاف: "نحن أبعدنا حزب الله والإيرانيين 40 كيلومترا عن الجولان السوري، وتفضل أنت وأبعد حزب الله 3 كيلومترات عن حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل، بعدئذ نتحدث إليك عن مضمون الاتفاق مع الإسرائيليين.. يومها طلب باسيل لقاء الرئيس فلاديمير بوتين لكن لافروف نصحه بألا يفعل، لأن ليس لديه وقت من جهة، ولا يرتاح لطموحاتك الرئاسية من جهة أخرى". أما النائب محمد رعد فقد صرح بعد لقائه لافروف قائلا: نحن حريصون على تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية.

ورأت "الانباء الالكترونية"، ان الموقف في موسكو كان واضحاً، ومكرر لضرورة تشكيل سريع للحكومة برئاسة سعد الحريري، وعقد مؤتمر حوار وطني بدون تدخل دولي، وهذا يرسم إطاراً سياسياً جديداً للمرحلة بعد زيارة وفد حزب الله إلى روسيا ولقائه مع المسؤولين هناك، حيث تم البحث في ضرورة الحفاظ على الإستقرار الداخلي والحدودي، بالإضافة إلى البحث في الملف السوري، وقد طرح المسؤولون الروس على حزب الله ضرورة إجراء إعادة تموضع عسكري في سوريا تماشياً مع مقتضيات المرحلة.

لا أحد يمتلك حلاً سحرياً، كل المبادرات التي جرى التقدم بها سابقاً فشلت، لا يبدو هناك أي وجود لإهتمام دولي بمعالجة الأزمة جذرياً، ستكون المرحلة المقبلة بالغة الدقة والخطورة.

أما "المدن" فلفتت الى ان لا دليل إلى أن الزيارة قد تؤدي إلى تشكيل حكومة في لبنان. ولربما يكون موضوعها أبعد من ذلك. وإن كان يرتبط بالحرص أو بالحفاظ على استقرار لبنان، حسب البيان الروسي، فقد لا يخلو الأمر من أبعاد إقليمية، سورية تحديداً. وموسكو تهتم إلى أبعد الحدود بحماية الاستقرار اللبناني، ومنع البلاد من الانهيار. فانهيار لبنان يؤثر سلبًا على النظام السوري. لذا حضرت في الزيارة المسألة السورية، وكذلك مسألة إبقاء الجبهات هادئة، ومنع حصول تطورات دراماتيكية. وتأتي زيارة حزب الله إلى روسيا، بعد قيام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولة خليجية. ولا بد أن تكون المعضلة السورية من أولويات مباحثات لافروف ووفد حزب الله.

وتشير المعلومات إلى تطور في الموقف الروسي: الوصول إلى حل سياسي في سوريا، تمهيداً لفتح الطريق للدخول الخليجي، مقابل تخفيف الهيمنة الإيرانية، وأنشطتها الاستفزازية. فموسكو تعاني من أزمة مالية واقتصادية من أسبابها الانهيار السوري. وهي تعلم أن الرهان على حلّ سياسي في سوريا وإعمارها مستحيل من دون الخليج والسعودية، والرضى الأوروبي والأميركي. وهذا يتطلب تنازلات من حزب الله وإيران.

وأضافت "المدن" بان المحادثات في موسكو لم تتعمق في تفاصيل المعضلة اللبنانية الداخلية. وجرى التركيز على ضرورة الحفاظ على الاستقرار، والإسراع ما أمكن في تشكيل الحكومة. وليس من مبادرة روسية في لبنان.

المعضلة السورية هي لب الزيارة. فموسكو تريد تهدئة الوضع في سوريا، تزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات فيها. ولذلك لا بد من التشاور مع الحزب. وموسكو لديها مبادرة أخرى تجاه الكرد في سوريا أيضاً، لإيجاد تقارب بين القوات الكردية والنظام السوري. وجرى البحث مع حزب الله في هذا الأمر، إضافة إلى الواقع العسكري على الحدود السورية - العراقية. وتفيد مصادر متابعة أن حزب الله كان لديه عتب على موسكو، لأنها تتخذ قرارات في سوريا من دون تشاورها معه، علماً أنه لاعب أساسي فيها. واستشعر الحزب إياه أن هناك محاولات لإقصائه. لذا أتت دعوته لزيارة موسكو لاسترضائه وإشراكه في المشاورات.

البحث تركز على عملية إعادة تموضع عسكري لقوات حزب الله في سوريا، ووقف أنشطته العسكرية وغير العسكرية، والتي قد تستفز الدول العربية والغربية، وقد تستدعي ردوداً إسرائيلية. ولا تؤكد المعلومات ما إذا كان قد جرى التطرق إلى ما تعمل عليه موسكو منذ فترة: مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والنظام السوري، أو البحث عن مزيد من صفقات التبادل، وخصوصاً بقايا جثة إيلي كوهين، أو فتح ملف رون آراد. وقد تكون روسيا تسعى لطرح صيغة حلّ سياسي في سوريا على قاعدة تشاركية: بقاء الأسد وحكومة تضم تنويعات من المعارضة السورية، في مرحلة ما بعد الانتخابات. لكن هذه الفكرة غير ناضجة بعد. وقد رُفضت عربياً ورفضها الأوروبيون والأميركيون.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o